أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لقاء مرتقب بين الملك وبايدن مأدبا .. العثور على جثة ستيني ملقاة في مزرعة الحنيطي يزور سلاح الهندسة الملكي ومجموعة نقل المواد والمحروقات بلدية الوسطية تطرح عطاء بقيمة 500 الف دينار من اجل فتح وتعبيد طرق ارتفاع درجات الحرارة الثلاثاء وأحوال جوية خماسينية نهاية الأسبوع في الأردن اتفاقية تعاون بين البريد الأردني و البريد السعودي- سبل مؤسسة ولي العهد تجدد دعوتها للمشاركة في منتدى تواصل 2024 (رابط) غالانت: رفض حماس يلزمنا باجتياح رفح غزيون في رفح : وين تروح الناس؟ رئيس النواب الأميركي يدعو لإقالة رئيسة جامعة كولومبيا القسام: استهدفنا قيادة جيش الاحتلال بنتساريم بالصواريخ البنك المركزي يطرح أذونات خزينة بقيمة 230 مليون دولار الإمارات تستنفر طاقات قطاعها الصحي لعلاج المرضى والمصابين الفلسطينيين طلاب بجامعة برينستون يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة بلدية اربد تنذر 165 منشأة وتخالف 90 خلال شهر نيسان مسؤول أميركي: بايدن انتهى من اتصال هاتفي مع نتنياهو بشأن رفح اليونيسف: 600 ألف طفل مهددون بكارثة وشيكة برفح أرقام التخليص على المركبات خلال الثلث الأول من 2024 مصر تدعو إسرائيل لضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد ارتفاع صادرات صناعة الزرقاء 36% خلال نيسان الماضي
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث جمعية قرى الأطفال الأردنية تمسح الحزن عن شفاة...

جمعية قرى الأطفال الأردنية تمسح الحزن عن شفاة الأطفال المحرومين

19-12-2010 10:46 AM

زاد الاردن الاخباري -

عمان //من محمد الملكاوي// ككثير من الأسر الأردنية قررت (ماما فاطمة) من جمعية قرى الأطفال (SOS) في ذلك اليوم الماطر والبارد الذي غلّف سماء عمان بهالة كبيرة من الغيوم والرياح الشديدة، أن لا تخرج هي وأطفالها من البيت، خشية أن يُصاب أحدهم بالزكام، وهم على أبواب الامتحانات المدرسية، ووعدتهم أن تُكافئهم بأحلى منسف من بين يديها إذا ساعدوها بهدوء في ترتيب البيت، وقاموا بمراجعة واجباتهم المدرسية وتحضير دروسهم.

         لكن لم تكن تعلم (ماما فاطمة) أن فريقاً إعلامياً سيزورها في البيت في ذلك اليوم برفقة رئيسية مجلس إدارة جمعية قرى الأطفال السيدة ريم حبايب ومديرة الجمعية السيدة لينا مولا، وسيدخلون المطبخ سعياً وراء طعم رائحة المنسف اللذيذة.

          وتجمهر أبناء (ماما فاطمة) ؛ رانية (16 سنة)؛ وإسلام (15) سنة وصابرين (14 سنة)؛ وأفنان (13 سنة)؛ وعمر (13 سنة)؛ وحنان (8) سنوات؛ حول الفريق الإعلامي، وكلّ واحد في عينيه نظرة دفء رغم أنهم ليسوا أخوة ولا أخوات؛ وليسوا أبناء (ماما فاطمة) التي لم تنجبهم أصلاً، فهم أخوة بموجب شهادة ميلاد محبة منحتها لهم قرى الأطفال الأردنية (SOS).

          هم مجموعة من الأطفال الأيتام الـ (320) الذين ترعاهم قرى الأطفال، حيث ولدوا ونظرة البؤس والحزن في عينيهم؛ قبل أن تحتضنهم بالدفء والمحبة هذه الجمعية لتي تأسست عام 1983، وافتتحها بشكل رسمي جلالة المغفور له الملك الحُسين طيّب الله ثراه عام 1987، وجلالة الملكة نور الحسين الرئيسة الفخرية للجمعية ، وتحظى حالياً بلمسة حنان واهتمام هاشمية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله.

          ورغم أن (ماما فاطمة) بحسب السجلات الرسمية والقوانين والتشريعات هي أمٌّ بديلة، إلا أنها أمٌّ بكل ما في هذه الكلمة من أمومة ومحبة وحنان، فقد تمكنت منذ التحاقها بالعمل في قرى الأطفال عام 1986 من تربية (18) إبناً وبنتاً، تخرّج منهم (10) أبناء إلى الحياة العامة، وهي تفخر أن لديها ابنتان تخرجتا من الجامعة وحصلتا على درجة البكالوريوس فيما لا زالت إحدى بناتها على مقاعد الدراسة في إحدى الجامعات الأردنية، وابن آخر على مقاعد الدراسة في جامعة العلوم الإسلامية العالمية، والباقي درسوا في كليات مجتمع متوسطة أو مراكز تدريب مهني.

         تقول وفي عينيها رغرغة دموع كلها أمل بأنها تحلم بذلك اليوم الذي ستصبح فيه (جدّة) وأن ترى بعينيها أحفادها وقد خرجوا إلى هذه الحياة، حتى ترى صورة الدنيا بشكل أجمل وأمتع، وهي سعيدة بأن أبناءها يصلون الرحم ويزورونها ويطمئنون عليها دائماً، وطالما تجمّعوا معاً حول سدر منسف أو مقلوبة أو مسخّن، أو طنجرة مكمورة.

          وقد حازت (ماما فاطمة) على خاتم (SOS) نظراً لتمّزها في العمل، فيما مثّلت أمهات قرى الأطفال الأردنية في السعودية كنموذج للأم الناجحة.

         وتدخلت السيدة ريم حبايب ونحن نشرب القهوة السادة وقالت أن جميع الأطفال في البيت الواحد يعاملون كأخوة الدم والمواطنة الصالحة والإنسانية؛ ولكن يتم فصل الذكور عن الإناث في المنزل الواحد، التزاماً بتربيتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية الراسخة.

          وأوضحت بأن الأطفال يتعاملون مع الأمهات الأخريات بمثابة الخالات؛ (كشقيقات الأم) وبنفس الاحترام والتقدير العالي للأم؛ ترجمة لرؤية قرى الأطفال الأردنية في أن ينمو الأطفال في أجواء عائلية تعمها المحبة والاحترام والأمن والاطمئنان.

          ومن الطريف والمُضحك بحسب السيدة حبايب، بأن الأخوة في البيت الواحد يدافعون ويحمون بعضهم البعض بشكل فطري، ضد أبناء خالاتهم أحياناً في قرى الأطفال، ولا يتم فض الاشتباك فيما بينهم إلا عندما تتدخل الأمهات، وتحتضن كلّ واحدة أبناءها وتعيدهم إلى البيت.

          ومن أجمل اللحظات التي شعرت فيها (ماما فاطمة) بالفخر في عملها الإنساني هي عندما زارها الممثلان العالميان أنجلينا جولي وبراد بيت في منزلها، في إطار دعمهما لمشاريع قرى الأطفال الأردنية.

          من جانبها قالت السيدة لينا مولا ونحن نُشاهد بعض صور أطفال (ماما فاطمة) التي علّقتها على الحائط فخراً وزهواً، بأن الجمعية ترعى حالياً (320) طفلاً وشاباً في قراها الثلاث في عمان وإربد والعقبة وبيوت الشباب الثمانية التابعة لها.

          وتضم قرية عمّان (12) بيتاً عائلياً فيها (86) طفلاً وطفلة، وقرية العقبة (9) بيوت فيها (72) طفلاً وطفلة، وقرية إربد (12) بيتاً فيها (84) طفلاً وطفلة.

          أما بيوت الشباب والشابات المخصصة للأعمار (14 – 18) سنة فهي تعتبر مكمّلا لقرى الأطفال بحسب السيدة مولا لتكون الخطوة الأولى للشباب نحو العالم الخارجي، وتضم بيوت الشباب في عمان والعقبة وإربد خمسة بيوت للشباب فيها (50) شاباً وثلاثة بيوت للشابات فيها (25) شابة.

          وتخرّج من جمعية القرى الأردنية (191) طالباً وطالبة، منهم (108) من الإناث و (83) من الذكور، وتزوج منهم (63) واحداً منهم (48) من الإناث، فيما يعمل (88) شاباً وشابة، وتخرّج من الجامعات (21) ومن الكليات (49) ومن مراكز التدريب المهني (52) شاباً وفتاة.

          وفي إحدى زوايا البيت كان هناك بعض ألآت الموسيقية، أثارت فضول الدكتور سليم شريف مُقدم برنامج (هنا عمّان) على قناة نورمينا، حيث بادر بالسؤال لمن هذه الآلات، فكان إجابة الأطفال : لنا، وطلب منهم أن يعزفوا آخر لحن تدربوا عليه، فكانوا روعة في الأداء كما هم روعة في التناغم الأسرى، فيما وقفت الطفلة (حنان) تستمع مع الوفد الإعلامي إلى هذا العزف؛ فما كان من الدكتور سليم إلا أن بادرها وقال أهلاً بالصحفية ووزيرة الإعلام في المُستقبل.

          فرحت حنان بهذا المنصب؛ وبادلتها السيدتان حبايب ومولا القبلات لتشجيعها على الدراسة والإبداع؛ لكن لم يكن أمام (مولا) إلا أن تقول لنا؛ لدينا تخوّفات أن تتأثر جمعية القرى الأردنية بالتردي الاقتصادي العالمي والمحلي العام القادم، وتنخفض المساعدات السنوية، رغم أن خطة الجمعية طموحة، تقوم على زيادة وتوسيع الطاقة الاستيعابية للقرى.

          وأشارت إلى أن كفالة الطفل الواحد في الجمعية تبلغ (85) ديناراً سنوياً فقط والشاب (180) ديناراً، وكفالة البيت العائلي (500) ديناراً، وهذه دعوة للأردنيين رجالاً ونشاءً ، وشباباً وشابات، وحتى أطفالاً وطفلات، أن يبادروا لدعم أخوة لهم في قرى الأطفال الأردنية، حُرموا من نعمة الأمومة والأبوة، وهم بحاجة إلى لمسة محبة أردنية حتى يشقّوا طريقهم بقوة إلى المُستقبل.

          وعند استفسارنا عن رواتب الكادر الإداري والمهني في قرى الأطفال قالت أنهم لا يتقاضون رواتبهم من التبرعات نهائياً؛ لأنها توجه فقط للأطفال والشباب والشابات.

         وأوضحت بأن كلفة المصاريف الجارية لبيت عائلي واحد قد تصل إلى (15) ألف دينار؛ وهذه كلفة مرتفعة، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، ولكن هناك بعض الأردنيين وبحمد الله يحرصون على رعاية بيت عائلي في القرى، ولكن الأمل يحدونا بأن يزداد عدد المتبرعين والذين يكفلون البيوت العائلية.

         وهناك العديد من الأمهات كـ (ماما فاطمة) في قرى الأطفال ممن يعشن على أمل أن يفرحن ويزغردن وتخرج دموع السعادة من عيونهم وهن يشاهدن أبناءهن وبناتهم يكبرون يوماً بعد يوم ويتخرجون من المدارس والجامعات، ويتزوجون ليصبحن (جدّات) ..

 "تُزغون" بأمومة كل واحدة على أحفادها وتحكي لهم حكايات الزمن الطويل بكل ما فيه من قسوة وفرح ودموع وتحدي وإصرار.

          هذه حكاية واحدة من الأمهات في قرى الأطفال الأردنية، وهذه قصة نجاح أردنية عشناها بين سطور المجد الأردني، ومن منّا لا يتذكر جلالة المغفور له الحُسين عندما انحنى أمام طفل يتيم فقط ليربط له خيوط حذائه، في جمعية قرى الأطفال الأردنية، فكانت هذه اللقطة بكل معانيها سُمواً في التواضع الهاشمي، والمحبة الأردنية، ولمسة حانية على قلب يتم.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع