في الاردن هناك نظرية "غرفة الضيوف", مساحات تكاد تعادل ثلث مساحة المسكن تخصص للضيوف , رغم انها نادرا ما تستخدم و نريد بهذا ان يرى الغرباء واجهة مزينه لا تعبر بالضرورة ابدا عن واقع الحال.
ثم قبل ايام شهدت بالصدفه مقابلة لاحد المرشحين" الشباب" للمجلس النيابي, ولم افهم منه برنامجا اقتصاديا ولا تشريعيا, ولا حتى طرحا لاتلاف يسعى لبناءه من اجل تحقيق تغيرا خلال المجلس. غير انه تشبث بشعار الشباب ودعم الشباب وتمثيل الشباب, شعارات بات الكل يرددها بلا مضمون. واضاف مرشحنا الشاب ان لوسامته قد يكون دور في انتخابه! وكان هذا مسك الختام.
مشهد اخر للقادمين الجدد في مراكز القرار في احدى المؤسسات. ايضا من فئة الشباب, اولئك الذين يصففون شعرهم بمثبت الشعر ومن فئة الثلاثين تقريبا. لست اقول بأنهم غير مؤهلين, غير ان ما اتى بهم الان لم يكن الا فئتهم العمريه ومظهرهم الشاب. تريد المؤسسة كما يبدو ان تعطي انطباعا بشباب قياداتها!
مشاهد تبكي ولا تفرح.
نردد الشعار وننسى ان هذا الشعار له تبعات واستحقاقات. دعم الشباب لا يعني ان تنقل فئة عمرية وتضعها بالواجهه.
دعم الشباب لا يعني ان نستبدل بيوت الخبره والاكفاء والمخلصين والعاملين بمصففي الشعر الثلاثينين. شباب من حقهم ان يأخذوا فرصا عادله وان تخلق لهم بيئة محفزة تبني كفائتهم وتعزز مهارتهم ومن ثم تمكينهم للسير بهذا الوطن. بل ان من حقهم الاستفاده من الخبرات والعثرات والانجازات السابقه لا ان يحلو مكانها بلا سابق تمهيد أو اعداد.
ان مستقبل ابنائنا ليس حقل تجارب ولا هو غرفة للضيوف الوسيم منهم وغير الوسيم.
الاهتمام بكل فئات المجتمع واجب وطني وحق لهم بتعديل السياسات والاجراءات والسلوكيات وليس بتغيير الوجوه ضمن فئة عمرية ما.
لست أفهم سر اصرارنا على الشكليات واهمال المضامين . ليس مهما شابا اوشيبا, امرأة او رجل ليس هذا هو مربط الفرس.
هذا الوطن ليس مسرحا للصور ولا نحن بمعرض للازياء ولا هي مسابقة للوسامه...هذا وطن التحديات ويحتاج للجوهر ايا كان.