مع تسلم الحكومة الجديدة (حكومة الملقي ) لمهامها ، وخلاص الشعب من حكومة النسور -حكومة الجباية ورفع الأسعار – كان الشعب يتأمل خيرا وينتظر أخبار سارة في إعادة النظر في قرارات إعدام الشعب الأردني والتي خلقت منه شعبا متسولا ، يلهث وراء لقمة العيش .
ولكن حكومتنا الجديدة جاءت بمفاجئة جديدة غير سارة ولا متوقعه ، برفع رسوم نقل الملكية للسيارات المستعملة الى أضعاف ورفع أسعار المشتقات النفطية بصورة جنونية ورفع أسعار الدخان ، التي سوف تؤدي بطريقة غير مباشرة الى رفع كلف المواد الغذائية ورسوم النقل والرحال ، وكأن الشعب الأردني مكتوب عليه ان يبقى ابد الدهر يدفع فاتورة الفساد ، لم يعد هناك فرد إلا وأصابه الهذيان ومحمّل بالديون والقروض يعجز عنها سوبرمان ، شعبنا أصبح في معظمه يغسل كليتيه من كثر تناول حبات الدواء ولم يبق مرض الا وأصابه، من ضغط وتضيق في الشريان ، ناهيك عن إقدام الكثير على الانتحار .
اتقوا الله في الشعب ، فلم تعد مقولة الأمن والأمان تصلح في ظل غياب الأمن الاجتماعي وإفقار الفقير وتشليحه آخر ملابسه ، فأصبح عريان ...اتقوا الله في هذا الشعب ، فاتورة فسادكم ليس المسئول عنها الشعب ، وفشل استثماراتكم ليس مسئول عنها عمّال الوطن ، المسئول عن ذلك فساد مشاريعكم وبيعكم لمؤسسات الوطن بثمن بخس تحت عنوان الخصخصة والاستثمار فخلقت بذلك طبقة برجوازية جمعت مئات الملايين والبعض الأخر مليارات ، تحميها قوانين فاسدة ومؤسسات فاشلة ، بلا رقيب ولا حسيب ، ينظّرون على الشعب في ضرورة التقشف ومحاربة الفساد ، يقيمون في فنادق وقصور يعجز عن بنائها أغنى الأثرياء ، لا يبالون برفع الأسعار وندرة لقمة العيش ومعاناة شعب ، تراهم على الفضائيات وقد احمرت خدودهم من كثرة تناول الكافيار ينظّرون .
اتقوا الله في هذا الشعب ، فالحر في رمضان أنهكه ، والجوع والفقر فتك به ورفع الأسعار يقتله ، ولا يحس به أحد ، فاتقوا الله في هذا الشعب اثبتوا أنكم وطنيون ولو لمرة واحدة فسددوا عجز ميزانية الوطن من ملياراتكم المرصودة في بنوك أجنبية ، وتبرعوا ولو لمرة واحدة لإنقاذ وطن قبل انقاد شعب عانى ويعاني ومغلوب على أمره ، وانتم تتاجرون بمعاناته ، فاتقوا الله في هذا الشعب حتى لا تصيبكم دعوة مظلوم قد تسري بليل وأنتم غافلون عنها .
كان الشعب البسيط ينتظر من حكومتكم عيديه في رمضان تدخل الفرجة على قلوب أطفالهم ولو مؤقتا ولو لبضعة ايام ، لشراء ملابس جديدة لأطفالهم ، أو تسديد أقساط قديمة او دفع فواتير متراكمة ، فإذا به يفاجئ برصاصة رفع الأسعار .
لقد تجرع هذا الشعب كل صنوف المرارة فكان سلاحه الصبر ، فالى متى يبقى الصبر عنوانا لهذا الشعب ، اذا فني نصفه من ضروب القهر والفقر، وبعض الأسر قد ضاق بها الحال حتى أصبحت تتمنى كسرة خبز ، قد لا يصدق المسئول هذا الكلام وقد لا يعرف عن حقيقة الحال ولكنها الحقيقة المُرة ، فالله الله في هذا الشعب ، والله من وراء القصد .
msoklah@yahoo.com