تتسابق المؤسسات الثقافية وغير الثقافية في هذا الوطن على إقامة ندوات ومؤتمرات نقدية ، وشعرية ، وقصصية من بعض غاياتها شعار " نحن هنا " وهذا قد يكون جائزاً ومقبولاً خاصة أن تكاليف معظمه صفر ، والنتيجة التعارف وتبادل الخبرات والآراء ، أما أن تدعو وترعى وتساهم الدولة بمؤتمرات سياسية واقتصادية بوسائل إعلامية ذات تكاليف عالية وإقامات فندقية ساحرة ، وتذاكر سفر مذهلة وتكون النتيجة صفر فهذا ما لا يجوز ، وشاهدنا هنا مؤتمر المغتربين الذي جنّدنا له الإمكانات المادية واللوجستية ولم يخرج علينا ببيان صغير ، ولم نعرف ما هي ورقات العمل التي تمت مناقشتها ، ولا تأثير هذا المؤتمر على اقتصاد البلد .
لبنان وهي الدولة العربية الإستثناء التي قد يتساوى عدد مغتربيها مع عدد سكانها اعتادت عقد مؤتمرات للمغتربين ، وتكون محصلة هذه المؤتمرات دعم الاقتصاد اللبناني ، وتشجيع السياحة ، والمساهمة في المصانع ، وتتشكل لجان من المغتربين أنفسهم لمتابعة القرارات التي تصل إليها في نهاية المؤتمر ، إضافة إلى التنافس على دعم المؤسسات الإنسانية مثل جمعيات حماية الأسرة وجمعيات مرضى السرطان ، أو دعم صندوق الطالب الفقير وغيرها
المؤتمر الذي عُقد بعيداً بعيداً في البحر الميت للسياحة فقط ، لم يزر المغتربون المدن الثانية ، بل ولا الأماكن السياحية والأثارية والدينية في الوطن وكأن شعاره " جاء ، أكل ، شرب ، نام ، سافر "