قبل الحديث حول الممنوع والمسموح أودّ أن أنقل هذه الطرفة التي كانت متداولة منذ ستينات القرن الماضي حول الحرية والديمقراطية ، تقول الطرفة أن أمريكياً قال لعربي إن الحرية عندنا دون سقف ، فنحن نقف أما البيت الأبيض ونسب كنيدي فقال العربي نفس الأمر عندنا ، فنحن نقف أمام القصر الجمهوري أو الملكي في بلادنا ونسب على كنيدي ..
انتهت الطرفة اليوم حتى على أوباما ممنوع السب أو الانتقاد أو التجريح لا تلميحاً ولا تصريحاً هذا أصلاً إذا استطعنا أن نقف أما القصر وإذا سمح لنا الحرس بذلك فأي عصر نعيشه ؟
وأي حرية للتفكير نملك ؟ إن سقف الحرية عندنا يكاد أن يلتصق مع الأرض وعندهم ما زال يعلو ويعلو.
في الوطن العربي ممنوع أن تنتقد حاكماً يحبه الحاكم ، ففي مصر ممنوع أن تنتقد الإمارات مثلاً أو السعودية ، ومسموح لك أن تنتقد سوريا واليمن والعراق بل وتسب هذه الدول ، ممنوع عليك أن تقول إنك مسلم علنا وربما غداً منعوا الصيام ..
أنا آسف فقد قلت مصر كمثال وليس حقيقة ، في كل وطن من أوطاننا العربية هناك قائمة الممنوع والمسموح ، والغريب أن هذه القائمة تتغير مع الحب الذي يكنّه زعيم هذا الوطن للزعيم الآخر أو الكره الذي يعلنه هذان الزعيمان ..
في الوطن العربي علينا أن نستشير الحاكم من ننتقد ومن لا ننتقد ، وعلينا أن نكرر هذا السؤال يومياً لأنه لا نعلم أن تغيّر مزاج الحاكم بين ليلة وضحاها ..
ولله في الوطن العربي شؤون .