أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية
هل هي بداية أقول أردوغان
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل هي بداية أقول أردوغان

هل هي بداية أقول أردوغان

11-06-2015 12:57 PM

اقتضت سنّة الكون أنّ منحنى الحضارات والأمم والأفراد يبدأ بالصعود حتى يصل أعلى قمّة يمكنه الوصول إليها ، ثم يبدأ هذا المنحنى بالهبوط . وقد يكون الصعود سريعا أو متدرجاً وكذا الهبوط .

وقد علمتنا الحياة أنّ للصعود حلاوة وانبهاراً وللهبوط استحقاقاته أيضا ، ولكن وفي الحاليْن يجب عدم المبالغة في الفرح أو الحزن ، فالأيام دول ، ودوام الحال من المحال .


لم يكن أردوغان بدعاً من البشر ، فينطبق عليه ما يحدث لهم . فقد بدأ نجمه بالصعود ، ولكل مجتهد نصيب .

وقد جمع أردوغان مجموعة من الصفات الشخصية والموضوعية التي تؤهله ليكون قائداً .

ليس أولها الذكاء وقربه من الناس وشعوره معهم ، خاصة الطبقة المتوسطة والبسيطة ، وكذا مقدرة فائقة على مخاطبة الجماهير وتحريك مشاعرهم ، مع وجود رؤية واضحة وخطة محكمة لما يريد تحقيقه والمأمول الوصول إليه .


أحبته الجماهير وقد رأت صدقه وشفافيته ونزاهته وعدالته ، واستطاع أن يجمع حوله مجموعة كبيرة ممّن آمنوا بأفكاره وسعوا لتطبيقها ، فشقّ حزبه ، حزب العدالة والتنمية طريقه وسط غابة من الأحزاب التركية العريقة ، والزعماء التاريخيين ، واستطاع بعد فترة ليست طويلة ولكنها مملوءة بالجهد والتضحية والقرب من الناس وخدمتهم من التفوّق على كل هذه الأحزاب والزعماء والتي أصبح بعضها أثراً بعد عين واختفت من الحياة السياسية .


نقل أردوغان وحزبه تركيا خلال فترة وجيزة نقلة كبيرة ، شعر بها المواطن التركي ، وشهد بها الصديق والعدو ، وكانت نهضة شاملة في كل الميادين ، ولعل أهمها إقصاء العسكر عن السياسة ليتفرغوا لدورهم . وكذلك البدء في تطبيق حل سياسي مع الأكراد أحد مكونات الشعب التركي الهامة والذي كان محظور عليهم كل شيء تقريبا ، فلجأوا للثورات المسلحة والعنف . فكانت مشاركتهم في الانتخابات الأخيرة مؤثرة في نتائجها .


ومع كل تلك الإنجازات فإن أردوغان ارتكب مجموعة من الأخطاء بعضها كبير وأُخرى أقل . فعندما رشّح نفسه للرئاسة وهو في تركيا موقع شرفي برتوكولي ، إلا أن أردوغان كان يخطط ليجعل موقع الرئاسة أهم موقع في الدولة التركية ، يجمع في يده سلطات كثيرة على حساب رئاسة الوزراء ومجلس الوزراء وممثلي الشعب .

وهذا يحتاج لتعديل دستوري لن يستطيعه إلا إذا حصل على نسبة مريحة في البرلمان تمكنه من ذلك ، فحرمه الشعب التركي ذلك بل وجعله غير قادر على تشكيل حكومة بمفرده وعليه السعي لتشكيل ائتلاف مع حزب أو أكثر ، على ما في هذه الائتلافات من تنازل من جميع الأطراف للوصول إلى حلول وسط .

وكانت الثالثة الحرجة وهي أنه بدأ معركة مع الدولة العميقة قبيل فترة الانتخابات مع ما تمثله من ثقل وامتدادات في الإعلام والتعليم والقضاء والشرطة ومؤسسات الدولة برعاية فتح الله جولن وجماعته الذي كان يتحالف معه في الانتخابات السابقة .


بعد انتهاء فترة رئاسة عبد الله غول أحد الزعماء التاريخيين لحزب الحرية والعدالة ( والذي له مواقف رجولية مع أردوغان ) ، كان يُتوقع أن يُسند له دور في الحزب فيكون رئيسه أو رئيسا للحكومة ، إلا أن أردوغان تجاهل الرجل بل وعمد إلى شخصية محترمة أُخرى إلا أنها ضعيفة ، تعيش تحت ظل أردوغان ويتصرف وفق توجهاته ، وبذلك يكون أردوغان هو الرئيس ورئيس الوزراء بالوكالة ..


أظن أن أردوغان قد وصلته الرسالة القاسية والغاضبة التي أرادها الشعب ووعيها جيدا ، وأظنه من الذكاء والخبرة والعزم ليقف طويلاً عند أسباب الخلل التي أدّت لهذا التراجع غير المتوقع ، وستبدأ فترة مراجعات قاسية في مؤسسة الرئاسة وداخل الحزب وسياساته ، فإن فعل فسيكون له أكثر من مخرج ليقف مرة أُخرى ويعد الشعب التركي ويطمئنه ويُجري تغييرات في قيادات الحزب ويُغيّر في طريقة اختيار المرشحين للنيابة والتي حرمت الوجوه المعروفة بالكفاءة والذي حرمهم النظام الذي لا يسمح بالترشح لأكثر من ثلاث دورات ، بحيث يمكن أن يكون هناك استثناء للعناصر الجيدة والتي لها ثقل شعبي وعملي .


وللشامتين فإن حزب أردوغان ما زال في المقدمة وهو الخيار الأول للشعب التركي مع فارق كبير بينه وبين من حصل على المكانة الثانية . وهذه النتيجة لن تكسر أردوغان إن أحسن التعامل مع مخرجاتها جيداّ .


وبقي أن نقول لقد ترسّخ في تركيا كما في دول العالم المتقدم بأن الديمقراطية هي الحل وذلك لا يكون إلا بتداول السلطة سلميا وذلك عن طريق الصناديق وإرادة الشعب في انتخابات حرة ونزيهة وغير مفصّلة على مقاس أحد ، وأن الانقلابات العسكرية لن تكون الوسيلة للوصول للسلطة ، فالجيش له الاحترام والتقدير عندما يؤدي دوره المحدد بالدستور ويترك السياسة للأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والشعب .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع