سؤال محير والإجابة عليه تقتضي حرفية وتخصص وتحتاج الى فتوى من سماحة الدكتور أحمد هليل قاضي القضاة /إمام الحضرة الهاشمية ومن دائرة الإفتاء في عمان ممثلة برئيسها الشيخ عبدالكريم الخصاونة حيث أن الوصف الذي أطلقه رئيس حكومتنا المبجل على ولي الأمر يوم الاحتفال بعيد الاستقلال "يا ابن محمد" لم يسبقه إليه أحد من قبل ولم يجرؤ أي مسئول مهما علت رتبته على استخدامه أو التفوه فيه باستثناء الشاعر محمد مهدي الجواهري في قصيدته التي نظمها في مدح الراحل الملك الحسين في التسعينات من القرن المنصرم، علما بأن كلام الشعراء ومجازاتهم لا يعتد بها كثيرا وهم كما وصفهم رب العزة في سورة الشعراء: "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ".
نتمنى على فضيلة الدكتور هليل قاضي القضاة وسماحة الشيخ الخصاونة رئيس دائرة الإفتاء أن يفتونا في شرعية مخاطبة ملك البلاد "يا ابن محمد" حيث أننا نعتقد بان هذا الوصف سينتشر استخدامه مستقبلا من قبل الأجيال الصاعدة والمتلهفة للمناصب والجاه والسلطة.
نتمنى أن يفتينا كل من صاحبا السماحة وتفسير الآية الكريمة "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ".
نعم نريد من الشيخين أن يفتيانا بشؤون ديننا ودنيانا وأن يبينا موقف الشرع من قضايا وظواهر وبدع غريبة في مجتمعنا مثل صمت الحكومة من احتفال المثليين جنسيا ومطالبهم بحقوقهم المزعومة، بدلا من إنشغال إمام الحضرة الهاشمية حولا كاملا بانتظار هلال رمضان ،أو قضاء الساعات الطويلة في بيان الحكم الشرعي للطلاق على سكايب أو الواتس أب أو تبييض الأسنان أو تكبير الشفاه أو تصغيرها أو شفط الدهون في الوقت الذي تم فيه شفط الموازنة العامة للدولة.
نعم نحن نريد من قاضي قضاتنا ومن رئيس وأعضاء مجلس الإفتاء أن ينبروا لقضايا حساسة تهم الناس مما يحول دون انتشار البدع واستخدام المفاهيم والأوصاف التي تتعارض مع ما ورد في محكم التنزيل والسنة النبوية الشريفة .
وكما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري (6487) .صدق رسول الله صلى الله عليه وسـلم ..