ذكر الزركلي في كتابه عامان في عمان " وعصاري يوم الخميس احتشد في ساحة عمان، أمام ملعبها التاريخي ألوف من الناس للأحتفال بالأمير القادم ، وجلس الأمير على كرسي عالي لا أدري من أين أتت به عمان، فالتف حوله الناس.........، فتُليت الخطب وقصائد أعتادوا أن يسمعوها ، وكان خطيب الحفلة الأول الشيخ كامل القصاب ".
هذا وكان قد وصل الأمير عبدالله بن الحسين الأول إلى عمان يوم الأربعاء الثاني من آذار سنة 1921م، حيثُ أقام الأمير في منزل بالقرب من محطة سكة الحديد ، وكان مكتب رئيس المشاورين (الوزراء) ، في بناء صغير بجانب السيل، ولم يكن وقتها وسائل حديثة بل كانت وسائل نقل بدائية ، وكان ديوان الأمير بالقرب من المدرج الروماني مجاوراً لفندق فيلادلفيا ، وكان قد عهد سمو الأمير عبدالله الأول بتشكيل أول حُكومة أردنية برئاسة رشيد طليع .
كان الناس في عمان يسكنون وفقاً للقربات أو الانتمائات والعلاقات والمصالح المتبادلة ، لذلك نشأت في عمان أحياء مثل حي الطفايلة وحي المعانية وحي الشابسوغ وغيرها من الأحياء والتي كانت تسمى بأسم العشيرة .
استمرت مدينة عمان بالتوسع التدريجي نظراً للهجرات المتلاحقة منذ بداية تأسيسها ، وكان من أقدم جبالها جبل اللويبدة ، والجوفة والأشرفية ... ومن العائلات التي هاجرت إليها من القوقاز واستقروا في المنطقة اللازكي والدغستان ، والأكراد والعقيلات من نجد والمغاربة من طرابلس ، والبخاريون الذين قطنوا مقابل الجامع الحسيني في وسط البلد وعملو في التجارة وما زال سوق البخاري لغاية يومنا هذا حاضراً أمام الجامع الحسيني، اليمنيون الذين أدخلوا الملابس المستعملة ولهم سوق خاص في عمان يسمى سوق اليمانية، المصاروة والتي أشارات سجلات المحاكم الشرعية وجودهم في تلك الفترة ، الأرمن وتعود أصولهم إلى منابت تركية حيث قدرت جريدة فلسطين عدد المهاجرين الأرمن بنحو ثلاثين ألفاً وقد أحتج المجلس التشريعي عام 1929م على هجرة الأرمن خوفاً من إيجاد وطن قومي لهم .
كما شهدت إمارة شرقي الأردن العديد من الهجرات المتلاحقة للعوائل الفلسطينية أثر الثورة الفلسطينية عام 1936م ، ومنها عائلات البوريني والعورتاني ...ومن العائلات السورية التي قدمت إلى الإمارة أبو قورة والشربتجي والبطيخي والقطان ودامر والحمصي وكاتبي ، وعقب الثورة الفرنسية شهدت الأمارة عام 1925-1927م هجرت الدروز الذين استقروا في الأزرق وعمان .
نلاحظ بأن معظم سكان المدينة من المهاجرين ، جاءوا إليها إما بحثاً عن العمل أو هرباً من الإضهاد ، كما أن زيادة سكانها جائت نتاج الهجرات الخارجية والداخلية أكثر من الزيادة الطبيعية .
جمعت هذه الهجرات وحدة الدين واللغة إذ بلغت نسبة المسلمين السنين 90% ثم ازدادت نظراً للهجرات المتلاحقة والتي ما زلنا نعيشها في زمننا الحالي.
هذا وقد قُدر لهذا الوطن أن يكون ملاذاً وموئلاً لأحرار الأمة العربية، نشترك في هم واحد لتحرير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة، ونعيش في ظل حُكم هاشمي مبني على العدل والمساوة بين جميع الفئات لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.