تمثل لغة الخطاب الاعلامي جزءا مهما في الدراسات الاعلامية ومن خلالها يتم تحليل تلك اللغة ووضعها في سياق عام للخطاب الاعلامي الذي وضعت فيه وتكون النتيجة تحقق هدف مرسل تلك الرسالة الاعلامية " عبر خطابه " ، وفي فن الصحافة تطلق المسميات على العاملين في الصحف من باب تحديد المسؤولية القانونية والأدبية لهؤلاء الأفراد ما يكتبون من فنون صحفية كثيرة ومتعددة .
وكي تبعد الصحافة تلك المسؤولية عن فرد محدد بأسمه تقوم بوضع مسميات عامة لكاتب المقال أو التحليل أو الخبر ولكنها في نفس القوت لاتستيطع أن تخلي مسؤوليتها كمؤوسسة اعلامية تخضع لقانون المطبوعات والنشر أو ما يطلق عليه مواثيق واخلاقيات العمل الاعلامي ، وهي أي تلك المؤوسسة تحمل بالاضافة الى وجودها المجرد كوسيلة الاعلامية اجندات وسياسات اعلامية تضعها وتخطها ملكية هذا الصحيفة أو تلك .
وصحيفة الرأي بخلفية ملكيتها الحكومية وبطاقمها من الزملاء الصحفيين الذي ؤخذ عليهم الكثير ولايسجل لهم سوى القليل من حيث الدور الواجب القيام به إعلاميا تجاه المجتمع الأردني وجميع مكوناته الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية وهو دور رقابي وموضوعي ويبتعد عن التحشيد ضد فئة من فئات المجتمع أو لصالحها بغية الارتقاء بالمجتمع ككل والوصول به الى مجتمع ديمقراطي وعبر قنوات اعلامية تمارس النزاهة وترتقي بنفسها وبالمجتمع معا .
ولتأكيد عدم إمتلاك صحيفة الرأي الأردنية لأي مما سبق نذكر هنا كمحاولة غير علمية لتحليل خطاب صحيفة الرأي نجو إخوان الأردن ،وهو مقال وضع تحت عنوان " جماعة الإخوان تتجاهل المناسبات الوطنية " تحت اسم محرر الشؤون المحلية وقد حوى المقال الكلمات التالية وبالترتيب " تضليل " , " استهتار " والقفز " و" شعبيات زائفة " و" زيف الشعارات " و " وعدمية الشعارات " و" الوهم " و" الخداع " و" جاحدين " و" والانكار " و" وفقدان البوصلة " و" أجندة ضيقة " وجيمع هذه المسميات والصفات أطلقها محرر الشؤون المحلية في صحيفة الرأي على إخوان الأردن تعقيبا على عدم قيامهم بالاحتفال بمناسبة عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني وذكرى وفاة الملك حسين ، وخلص الكاتب بأن الشارع الأردني يكفيه أنه يجل ويحترم هاتين المناسبتين وعلى الإخوان كما كتب أن يتوقفوا عن كل تلك الأمور لأن الشعب الأردني يعرفهم كما يعرف كف يده ، وهنا نقول أن على تلك الصحف أن تتوقف عن ترتيب اجندة الشعب لأن سياسة ترتيب الاجندات قد اكل عليها الزمن وشرب بواقع يمثل تطور حتمي لتكنولوجيا الاتصال حقيقة ثابتة وأن لا تدخلوه في خلافات شخصية بين إدارة تلك الصحيفة والإخوان وهو نفس الشعب الذي يعلم أن رأس الدولة قال كلمته الفصل بأننا دولة لاتمارس العزل السياسي بأي شكل من الاشكال .