"لو ترشح اليوم الرئيس بشار الأسد للرئاسة فسيفوز." هذا الكلام لوليد جنبلاط المتراجع بأراءه ,بعد اتفاقية تدمير السلاح الكيميائي السوري, والمكالمة الهاتفية بين أوباما وروحاني...وانقلاب موازين المنطقة ..
و مقابل ذكاء لافروف الروسي , و اداء كيري المتناقض والباهت, وتصريحات المسؤولين الأميركيين المتضاربة. ناهيك عن ترديد اسطوانة فقد الأسد لشرعيته – رغم إشادة كيري نفسه بتجاوب نظام الأسد مع مفتشي الكيماوي مما يعد اعترافا ضمنيا بشرعيته - ووجوب إيجاد حكومة انتقالية لن يكون بأي حال من الأحوال في مصلحة المعارضة السورية , بل على حسابها ولصالح بشار وحلفائه روسيا وإيران , ولعل التقارب الأمريكي الإيراني الروسي من أكبر الأدلة على ذلك .
اما الأسد فهو في أمس الحاجة الآن للمؤتمر الدولي ، فيبدو انه اطلع من قبل الروس، على خطط مقترحة يجري العمل عليها بين موسكو وواشنطن، لعقد «جنيف 2»، في حين تم - تسريب معلومات - قيل إنها باتفاق روسي أمريكي - حول إمكانية بقاء الأسد عامين آخرين في السلطة , بحجة صعوبة إجراء انتخابات في الوقت الراهن , مع ملايين المهجرين والنازحين , وخروج كثير من المناطق من سيطرة النظام , مستندين قانونيا لنص الفقرة 2 من المادة 87 من الدستور السوري الأخير : (إذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية ولم ينتخب رئيس جديد يستمر رئيس الجمهورية القائم في ممارسة مهامه حتى انتخاب الرئيس الجديد)
والاهم من كل هذا ملاحظة نظام الأسد لمدى الانقسام الذي أصاب المعارضة حول إمكانية حضورها المؤتمر الدولي من عدمها، هذا عدا عن التحفظات العربية على دعوة إيران لحضور مؤتمر «جنيف 2»، خصوصا في الوقت الذي تتفاوض فيه إيران مع أميركا والقوى الغربية حول ملفها النووي، ومن هنا يتضح أن نظام الأسد يعي أهمية تلك المفاوضات، وما يترتب عليها، ليس لإيران وحدها، أو المنطقة، بل على نظام الأسد نفسه، ومن سوء طالع المعارضة أن الأسد بات يتصرف من موقع اقوى. بل فتح أبواباً لتسويات جديدة.
فبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة بات أمر محتوم. والى امد غير معلوم صار موضع اتفاق بين واشنطن وموسكو, وهما اللتان تحتكران عملياً مشروع جنيف2. أما الجانب المتعلق بضرورة القضاء على الجماعات الإسلامية المسلحة فيبدوا صحيحاً إنه لن يحدث إلا بوجوده وإن هرب المتمردين أو استسلامهم ليس أكثر من مسألة وقت.
كما اننا نلاحظ تحسن وضع الأسد ونظامه بما فيه الكفاية, وبالتالي بإمكانه التخلي عن مساعدة حزب الله العسكرية, وأنه يمتلك جميع البطاقات التي تحرره.
و أول من تحسس ذلك أمير قطر الجديد الذي أرسل رسالة ترطيب للأسد, وسبقه الإيطاليون والإسبان الذين أرسلوا مبعوثين أمنيين للتعاون, لكن الرئيس الأسد أشترط إعادة فتح سفاراتهم, وسرعان ماتغيرت الاراء فجنبلاط تراجع, وواشنطن رفضت استقبال الأمير بندر والموقف التركي ايضا لا يحسده اثنان وتخبط أردوغان بات يشكل خطراً عليه وعلى حلفاء تركيا. فملك السعودية أرسل الدعوة فقط لعبد الله غول, ولم يرسل دعوة مشابهة. والسؤال هل هناك صفقة ضد أردوغان؟ ..كما ان حكومة حزب العدالة والتنمية ايضا تخطط لاستغلال المهجرين السوريين في الانتخابات المنتظرة في أزمير. مع أن عدد المهجرين وصل إلى 500 ألف سوري موزعون في 41 مدينة تركية. .
ولا ننسى زيارة وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل إلى موسكو فمن المتوقع أن تتوج بتوقيع اتفاقية بين لبنان وروسيا في مجالي النفط والغاز. وهذا يعطي انطباعاً بأن لبنان مقدم على استقرار, فهل تتبعه سوريا؟ من هنا يمكن فهم القائلين بأن بوتين يحتاج إلى الأسد وليس العكس,
اذا قضي الأمر فالأسد باق والمعارضة ستكون أمام أسوأ نهاية لفصولها. والحوار السوري الاميركي قادم بلا أدنى شك.