أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).

16-04-2013 10:16 AM

الأحداث التي يمرّ بها الأردن بشكلٍ عام؛ يمكن تقييمها وكما نرى ونسمع ونقرأ على ثلاثة أوجه: إيجابيّة وحياديّة وأخيراً الأهم والأخطر وهي الأحداث السلبيّة والتي دائماً ما تكون نتائجها إمّا مؤذية أو مُهدّدة أو متحديه والذي جعلها كذلك هو غموضها وصعوبة التّنبؤ بها، وبالتّالي عدم السّيطرة عليها أو فهما بوضوح فتولّد شعوراً أكثر بالضّغط من غيرها، وهو ما يعني في النّهاية؛ أحداث واستجابات جديدة أخطر فأخطر... !


سأترك الأحداث الإيجابيّة فهي خير على خير, والحياديّة التي يمكن فيها استخدام التّجنّب أو عدم الالتفات؛ وسأتحدّث عمّا يؤرقنا من أحداثٍ سياسيّة سلبيّة صادمة، ودائماً للأسف يُفرضُ علينا أن نواجهها بالصّبر والتّحمّل إلى أن تتحوّل فينا أمراضٌ مزمنة تصارعنا ونصارعها ولا نجد مهرباً منها سوى الدّعاء أن يَختار الله لنا الأفضل...، ودعاء الأردنيّ بالأفضل لا يُقصد به على الأغلب إلّا طلب الموت والتّعجيل به وفيه... .


وقبل أن أموت على طريق المُعارضة (الرّخيصة) أو الموالاة البائسة، أو الصّمت والتّعوّق على (كنبةٍ) خرساء مثل صاحبها...؛ لا بدّ لي أن أقول كلمة حقّ عند (ملكٍ) رؤيتي له ستكون مختلفة عن الذين يمكن أن يرونه على خير، وعن المحايدين الذين لا يرونه، وعن الذين دأبوا ويدأبون سرّاً وعلانيةً على قولهم بأنّه ليس على خير...، ولأنّني أتوه ومعي الكثير في الوقوف مع أيّهما...؛ فسأنحو إلى موقفٍ رابع لعلّه ينسخهم أو يمحوهم جميعاً فأقول له قول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم في سورة الزّمر: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ).


نعم…؛ فما صدر للرسول مباشرة من ربّه - أمر ونهي أو تحذير – هو لنا جمعياً، فلتعلم يقيناً بأنّك ميّتٌ ونحن ميّتون، ولن تعلمها إلّا إن وقفت عندها وعرفت حدّها، أو إن تأمّلتها واستعدت أخطاءك، ولا أقصد أخطاءَك الكثيرة فأنت بشر وجُبلت كغيرك من العباد فطريّاً على الخطأ…؛ ولكن ما أقصده هو أخطاءٌ بعينها، وأراها الآن قبل أن تقوم من مقامك بأنّها تعجّل بنهاية أماناتٍ خمسٍ لله عندك وسَتُحاسب عليهن عند الله قريبا وحدك حيث لا مال ولا بنون ولا ملكةٌ تؤويك، ولا مجلس وزراء أو نوّاب أو موالاةٍ تحميك، ومثلك لا يَجهلهنّ ومتيقّنٌ بأنّهنّ: الدين، النّفس، العقل، النّسل، والمال...!


لا بدّ وأنّك تدرك بأنّ الأردنّ أضحى (وطنٌ في قفص) بعدما تمّ اختزاله في: داخليّة عاجزة، وبرلمانٍ للحالات الإنسانية (كما تشاهده الآن)، وعباءاتٌ وصفتها أنت أخيراً (بالديناصورات)…! إذ بعد أن فهمت (قسراً أو طوعا) بأنّها هي التي ستحافظ على نظامك قويّاً وشرعيّاً؛ منحتها كلّ دعمٍ وتمويلٍ لازمين على حساب الجميع لتكوين سدّاً نموذجيّاً منيعاً، ولتكتشف مُتأخّراً الآن بأنّها حوّلت نظامك الصّحيح في أوّله إلى مُعتلّ في آخره، وغيّرت وجهه من باسمٍ إلى باكٍ، وليُتوجوا أخيراً كخلاصة مؤلمة أو خبرة غيرُ سارّةٍ لنظامك وهو ما نحن فيه الآن...!


ورغم إدراكك بأنّ لكلّ دولةٍ مرحلة ورجال؛ تمسّكتّ ولا زلت تتمسّك للأسف بأفرادٍ بعينهم ليس لهم قبول في شارعك وعند شعبك ولن يكون كونهم أثبتوا ولا زالوا يُثبتون أنّهم مَحضَ (شِوالاتٍ) بخطّ أحمرٍ منك ولا تحتوي بداخلها سوى موادٍ استهلاكيّة كمادتي الرّزّ والسّكر مثلاً، وفوق أكتافك وأكتافنا كانوا وما زالوا أعباء ثقيلة، وتؤدّي كلّ يومٍ تُشرق فيه علينا الشّمس إلى انهيارنا وانهيارك…، وأولى بك لفظهم وإفراغهم من محتوياتهم الفاسدة قبل أن يرتدّ إليك طرفك، فتُريح وترتاح من تسوسهم الذي انتشر كعدوى قاتلة في أجزاءٍ واسعة من جسم الوطن وعقيدته الإسلاميّة وعاثت فيهما هُزالاً وشحوبا…!


ولعلك أدركت كذلك الآن بأنّك لم تحتضن الأردنييّن الشّرفاء (بغض النّظر أاستطعت أم لم تستطع؟)، ولم تحتوِ أفكارهم التي كانت برأيي أقوى من نظامٍ أداره شكلّيّون أظهروا له احتراماً شكليّاً وفي باطنه الغيرة والعداوة وأساطيل من حملات اللغط واللغو والتّشويه التي اجتاحت وتجتاح الوطن، وليتهم عندما انتصرت بالنّهاية تلك الأفكار الشّريفة أنّهم قد تعاملوا مع أصحابها المعارضين باستخفافٍ وتجنّب سلبيٍّ وسُخرية فقط، لا بل أخذوا يختبئون خلفك فيدينونهم مرّة، ويستخدمونهم مرّات، ويقصونهم مرّات المرّات…، إلى أن أفقدوا حتى العوام مصداقيّتك التي هي ميثاقك لهم بنزاهة حكمك وعدله...!


ولتدرك كذلك بأنّ الأدنيين قد أقسموا لديك وإليك غير مرّة (وأنت وليّ أمرهم) على تزوير انتخاباتك وانتخاباتهم التي يديرها باسمك مُزوّرون وخالون من كلّ قيمة دينيّة وأخلاقية ويُقسمون للعالم أجمع على نزاهتها، وعند حضور الأدلّة بالتّزوير والتّحايل…؛ يتمّ تجاهلها بظلمٍ وعلوٍ شديدين، فوصموا فتراتك بالكذب الشّديد إلى أن ولّد انطباعاً بأن يأخذ الأردنيّون دائماً عكس ما تقوله أو تفعله، أرأيت…؟ فتزوير الانتخابات لا يقف عند مجرّد تزوير صندوقٍ أو ورقة كما يوضّحون ويقولون؛ بل تعدّاه إلى تزويرنا عندك وتزويرك عندنا…!


وليتك قد أدركت عدم قدرة من اصطفيتهم لإدارة حكمك على فهم وملاطفة شعبك الواعي وبخاصّة الطبقة المثقّفة منه إذ نظروا إليها وأفهموك بأنّها مجرّد أقليّة شعبيّة وتعبّر عن آراء أخرى ديمقراطية خارج الحدود، ولعلّك أدركت كذلك كيف لعب هؤلاء على ورقة فقرائنا المُعوّزين والمحتاجين للقمة يسدّون فيها رمقهم كل يوم، واستندوا في رهانهم على أنّهم أُناس طيّبون ساذجون ويُحبّونك حُبّاً جمّا، ونسوا بأنّ لا أحد سيبقى أُمّيّاً وصابراً طوال حياته، وهو ما جعلهم ينقلبون كما ترى على رهان الطّيبة والفقر والجوع بسبب المراهنين ورهاناتهم الخاسرة، ليظهروا وليبدو للأردنيّين الآن كأشباحٍ مُخيفة مستفزّة وعليها علامات استفهامٍ كبيرة و يعرفهم الجميع ولا داعي لذكرهم كون شعبنا يحفظهم (كرجة) ماء ويستعيذون بالله منهم كما يستعيذون من الشّيطان الرّجيم في صلاتهم وقرآنهم كلّ يوم...، وينظر الأردنيّون على أحرّ من جمرٍ لذلك الغد الذي يراه الفاسدون بعيداً ويرى الأردنيّون ببصيرتهم الثّاقبة المؤمنة ناظره قريب!


وليتك تدرك بأن كراهيّة الأردنيين لم تتكوّن بسبب اختيار أو اصطفاء موظّفين وكتّابٍ وإعلاميين وتقريبهم منك؛ ولكن كان بسبب البراعة في اختيار واصطفاء المهزوزين منهم وفاقدي المصداقيّة والكفاءة والمعرفة والأمانة، وبالتّالي لم نرَ منهم سوى إعلام ساذج مكشوف ومستهلك ومبذول يمثّلك ويُمثّلنا، وفيه من الكفاية ما يمكّنه أن يرمي أو يهوي بنا وبك إلى (قرارٍ مكين)...! أين مشروعاتهم القوميّة التي حدّثونا فيها وعنها؟ ألم نصحو على جميعها لنجدها ألعاباً ناريّة يطلقها هؤلاء المراهقين للتسلية، وليجبروننا ويجبرونك على الاحتفال بها على وقع معزوفات ورقيّة فاشلة قريبة من كلّ سيء إلّا الواقع؟ وما خط الباص كمشروعٍ منها عنّا وعنك ببعيد...! ومع ذلك...؛ دائماً ما يتناسبون تناسباً عكسيّاً مع كره ونقد الشّارع لهم...، فكلّما تمّ فضحهم كلّما مُنِحتهم أنت بيسر وسهولةٍ سلطاتٍ جوهريّة وصلاحيّاتٍ أوسع عليهم وعلينا...!


وبعد كلّ هذا وذاك، ولو أن ّ هنالك ما هنالك لِيُقال...؛ لا أظنّك إلّا ذلك الكيّس الفطن الذي يُدين نفسه قبل الموت، ويحمل في لسانه وفكره وقلبه ضروب الخلاص في الدّنيا والآخرة حين يخاف ويخشى ما باشر الله به رسوله والمسلمين بقوله عزّ وجل وهو أفضل من قال: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) (30).


ولا أرى ضروب خلاصك وخلاصنا من الخسران والضّياع في الدّنيا والآخرة إلّا في قول الله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).


هداكم الله لما فيه خيرنا وخيركم - الإيمان بالله، عمل الصّالحات، إحقاق الحق والعمل به، والصّبر على الشّدائد - ونجانا الله وإيّاكم من بطانة لا نراها ولا تُرى بعين الشّرفاء إلّا فاسدة مفسدة...، وأخيراً لك منّا أطيب السّلام، وإن كان هناك ليس آخراً...؛ فلنا عندك الكثير الكثير وأقلّها الإسراع في إجابةٍ أوّلها علينا سلام وآخرها إن أخلصت وأخلصنا...؛ رحمة الله وبركاته...!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع