قبل أن يتولى معالي بسام حدادين منصبه ويصبح من أصحاب المعالي شأت الصدف أن أتابع له أكثر من لقاء تلفزيوني وكان الطرف الأخر به من حركة الإخوان المسلمين ، وكان يستخدم لغة الشك وعدم الثقة بكل ما يطرح الطرف الأخر ، وإستخدم لغة قمع النظام له ولحركة اليسار ودلال النظام لحركة الإخوان ، واليوم معاليه يحمل حقيبة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية ، وكلا الحقيبتين تتطلبان رجل محايد بين جميع الأطراف بعيدا عن تاريخهم السياسي وبالتالي توجهاتهم التي قد يقف معها أو ضدها معاليه .
واليوم من متابعتي لتصريحات معاليه عن عملية الاصلاح التي تتولى وزارته شأنها من خلال إستراتيجية وضعت منذ سنوات أجد أنه وضع في منصبه كوزير مشاكس ليس غير ومن أجل إبقاء الخطاب الرسمي للإصلاح مكانه سر ، وإيهام الأخرين أن وجود وزير يساري (سابقا ) ليبرالي ( أحيانا ) يمثل خطوة جاده من قبل الحكومة والقصر نحو تطبيق ما يمكن تطبيقه من إصلاح خلال موسم الربيع العربي .
وهنا أعود لمقولة كانت تردد كثيرا بين أصحاب الفكر اليساري تقول أن أسوء رأسمالي هو من كان يساري الفكر وأصبح صاحب رأس مال ، وبعكسنا لهذه العبارة على معاليه وليس من جانب إمتلاكه لرأس المال وإنما من جانب وجوده في صفوف الحكومة نجد أنه فعلا لن يكون هناك أسوء من وزير في حكومة ليبرالية موالية كان تاريخه يساري الفكر والنهج ، وهذا من وحي مقولة معاليه الأخيره أن الحكومة تسعى للتغير ولو إضطرت للحفر برأس دبوس .. معاليه لسه بفكر نفسه في المعتقل ونفسه يطلع لبره ؟ .