مصيبتنا الاقتصادية كما يراها شيخنا فضيلة علي الحلبي نفع الله به وبعلمه الجم ويقدم الحلول الناجعة النافعة بأذن الله اذ يقول حفظه الله في مقال جديد له بعنوان :-
الأزمة الاقتصاديّة الأردنيّة
-رؤيةٌ واقعيّة ، وآفاقٌ مستقبليّة-...
...لسنا –في هذه اللحظات الحرجة التي يمرُّ بها بلدُنا الأُرْدُنُّ-في وارد التشكُّك - بَلْهَ التشكيك- في صدق -أو مصداقية- الحكومة الأردنية الحالية-فضلاً عن الحكومات السابقة -المتعاقبة-في التصريح العلني والمتكرر-جداً-حول صعوبة الوضع الاقتصادي للمملكة ، وشدة تأثيراته على الحالة النقدية-وما إلى ذلك- على ما لنا على تلك الحكومات- جميعاً- من ملاحظات في أبواب متفرّقة- هي نفسها لا يسعُها إنكارُها، أو التملُّصُ منها-!!
فالأُردنُّ – كما لا يخفى على أحدٍ- محدودُ المواردِ - جداً-؛ مما يوجبُ المزيدَ المزيدَ من التعاون ، والتعاضُد ، والتناصُر بين فئات المجتمع -كافًةً-حكاماً محكمين-..
والغِنى الحقيقي للأردن المبارك متمثِّلٌ في : أمانه المشهود له، وفي : شعبه الصابر- بالرغم من كبير العِوَزِ ، وشديد الحاجة-.
نعم ؛ في البلد فسادٌ ماليٌّ واقتصاديٌّ –بل سياسيٌّ-قلَّ أو كثُر- لا ينكر وجودَه ملكُ البلاد -نفسُه-وفقه الله-؛ فضلاً عن صُلَحاءِ المسؤولين الكبار-هداهم الله سبلَ رضوانه-.
وعليه؛ فإنَّ إنقاذَ البلاد مِن ذوي الفساد وأهل الإفساد شأنٌ جَلَلٌ لا يتحقّق إلا بالتآلف والتكاتف الذي تنفضحُ به خبايا هؤلاء وخفاياهم ؛ ليرجعَ الحقُّ إلى نِصابه ، ويعودَ ذو الرُّشْد إلى أبوابه..
وأما حالاتُ الشدِّ والجذب ، والتصايُح والتقابُح ، ومَدّ اللسان ، وتثوير الغليان ؛ فلن تكون إلا سبيلاً ممهّدةً-أكثرَ وأكبرَ-للفاسدين أولئك ؛ الذين لا وجودَ لهم ، ولا بقاءَ لذيولهم إلا في البيئات المنتنة!والأجواء المضطربة-لو كنتم تعلمون!-.
وإني لأعترفُ-بدايةً-ومن غير خفاء ولا إخفاء-أني لستُ من السياسة -وأهلها- في شيء ! ولستُ -كذلك- من الاقتصاد -وأربابه-في قُلٍّ أو جُلٍّ !! ولكني فردٌ من أبناء الإسلام ، وابنٌ من رَبع هذا الوطن الغالي ؛ أخاف عليه ، وأحدِبُ على حاضره ، وآمُلُ بمستقبله..
وإذ الأمرُ على ما وصفتُ ؛ فإني أقول-مستعيناً بالله-وحده-:
ألا يوجد حلٌّ عمليٌّ فاعلٌ - لإخراج هذا البلد الطيِّب - من أزمته المالية الاقتصادية المتفاقمة ، والتي يعيشها-منذ سنوات-: غيرُ مضاعفة الأعباء والقروض- وضغوط البنك الدولي المتلاحقة!- على الحكومة- ، والتي ستنعكسُ بدورها - ولا بد!- على المواطن، وظروف حياته اليومية-، والتي هي- أصلاً- صعبةٌ، وعسرةٌ!؟
فهل نحن-في الأردن- وبصفتنا عرباً ومسلمين-حقاً-بين نارين لا ماء بينهما :
* إما الضغط على الحكومة!
* وإما الضغط على المواطن!؟
.... ولا أقول: الضغط عليهما- معاً!-!
أفلا يُوجد في الدول العربية الغنيّة- بارك الله لها وفيها-مجتمعةً أو متفرّقةً - مَن يقوم بحلّ مشكلة الأردن الاقتصادية -التي عانت- ولا تزال تُعاني- منها - حلّاً جذرياً-مع إقرارنا وشكرنا لعددٍ منها جزاءَ ما قامت به في بعضٍ مِن هذا الواجبِ-مرّاتٍ-!؟
ولو على نحو (!) ما قامت به الدول الأوروبية -متعاضدةً- في حلِّ الأزمة الاقتصادية القريبة التي حلّت باليونان -الدولة الأوروبية العضو في الاتحاد الأوروبي-!
والعروبةُ الحقّةُ-التي عِمادُها الدينُ والإسلامُ-تنأى بنفسها-جداً-عن استغلال ظروف بلد شقيق-ولا أقول:صديق!-لإملاء شروط خاصّة –مرتبطة بتقديم العون والمساعدة- قد تتعارض -جذرياً- مع بعض المصالح العامة لهذا البلد-أو ذاك-فيما هو أدرى بها وأعرفُ من سواه-وإن اختلفت الأنظار-!
فللحالاتِ الاستثنائيةِ الطارئةِ نظرٌ أدقُّ –من جهة-، وأشملُ وأرحبُ –من جهة أخرى- ؛ بحيث تتحقّق باعتباره أكبرُ المصالح ، وتُدرأ بسببه أشدُّ المفاسد-وبخاصَّةٍ منها ما قد يَمَسُّ غيرَها -فيما لو وقعت فتنةٌ ، أو حصلت محنةٌ-والذكرى تنفع المؤمنين-.
ثم:
ألا يُمكن- إضافةً إلى ذلك- الأخذُ بفكرة مشروع الرئيس الأمريكي أوباما- في مستهلّ فترة رئاسته الثانية-للتخفيف من أعباء الدولة (!)-والتي هي أعظمُ دولة عصرية في العالم-كله-سياسةً واقتصاداً وقوّةً- ؛ بما يكون سبباً في التهوين من هموم عموم المواطنين ؛ وذلك بزيادة الضرائب على الأغنياء-مع التنبيه والتنبُّه إلى خلل أكثرِ ما هؤلاء عليه في سائر شؤونهم وصنائعهم-وبخاصة مع انكشاف فشل النظام الرأسمالي –للجميع!-!
وهذا وذاك- كلاهما- أسبابٌ واقعيةٌ (عملية) تُخرج الأُردنَّ من مأزقه الحالي، وتبعده عن التأثيرات المستقبلية المَخُوفَةِ- جعلها الله برداً وسلاماً-.
بل لعلَّ مِن أهمّ أسباب المسارعة بتقديم الدعم والإعانة –بأكمل وجه ، وأتمّ صورة –وبلا قيد وغير شرط!–: ما حبا الله -تعالى-بلدَنا الأردنَّ مِن موقع استراتيجي وتاريخي-حسّاس ومهمّ ومؤثِّر- ليس عليه- فقط!- بل على جميع الدول الحدودية العربية مِن جيرانه المحيطين به-هنا ، وهناك ، وهنالك- .
فما قد يؤثِّر عليه سلبيّاً-لا قدّر الله-سينعكسُ-ولو بدرجات متباينة متفاوتة-على هؤلاء الجيران-كُلّاً أو بعضاً ، كثرةً أو قلةً ، انحساراً أو اتّساعاً-والفتنةُ عمياء-...
...فإلى ذلك الحين- وأرجو أن لا يكونَ بعيداً-: فإنَّ المأمولَ من حكومة الأردن وشعبه الوفيّ - معاً-أن يُدركوا حقيقةَ خطورة المرحلة، وعظمةَ الأمانة عليهم-جميعاً-، وأن يتعاملوا فيما بينهم بروح رفيعة ، ومسؤولية منيعة ؛ يعرف من خلالها كلٌّ منهم واجبَه الشرعي، ودورَه الوطني نحو الآخَر-بتقدير ظروف بعضِهم البعضَ - ؛ بما لا يعود على البلد -بجميع شرائحه ومدّخراته ،ومكامن قوّته وبقائه، واستمراره واستقراره- إلا بالازدهار والاطمئنان ، والأمن والأمان والإيمان...
أقول هذا - كلَّه-غيرَ غافلٍ عن أمرٍ مهمٍّ-غايةً-، وهو :العملُ -بحرصٍ- على جعلِ فريضة الزكاة الشرعية –والتي هي الركنُ الثاني من أركان الإسلام-في دولةٍ دستورُها الإسلامُ- أمراً إلزاميّاً (رسمياً) على الأغنياء ، ومن ثَمَّ توجيهها إلى الفقراء والمحتاجين-والذين هم الشريحةُ الأكثرُ في بلدنا الأردنِّ-: كافٍ-ولو في الظروف الحالية-إلى حدٍّ كبير- في حلِّ أشدِّ هذه المعضلات –وبما فيه إسعادُ الجميع -ديناً ودنيا-؛ فضلاً عن إخراج الدولة وعموم مواطنيها - ولا استقرارَ لأحدهما إلا بتكميل الآخر- مِن هذه الأزمة الكبرى الاقتصادية الحالية، والتي نخشى أن يقلبَها ذوو الأغراض والأهواء إلى أزمة سياسية تتصاعد وتتكاثر ؛ مما قد يكون له ما بعده مِن فتنٍ وعقبات ومصائبَ قد لا يسهُل المخرجُ منها –كما الدخولُ فيها-!
مع الأخذ بعين الاعتبار والإدراك الحقِّ أنَّ ثمَّةَ نفراً –كثيراً أو قليلاً- يسعى -حثيثاً- إلى تضخيم ما نعترف بوجوده من الخلل ؛لاستيراد البلاء للبلاد-سواءٌ بحسن نية ، أو سوء طويّة- خيّب الله آمالَهم ، وأفسد أحلامَهم-...
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }..
والله - وحده- الحافظ ، وهو أرحم الراحمين....
وفي الختام أسال الله ان يحفظ وينفع بفضيلة الشيخ علي الحلبي فهو كالمطر اينما وقع نفع اسوة بسيدنا ابي بكر الصديق كما وصفة النبي العربي الامين