الوطن يئن ويصرخ يا جلالة الملك .!!!

في اطار غليان التحركات الشعبية على الساحة الاردنية لا بد لجلالتكم من التدخل لإطفاء الحرائق التي تشتعل في اركان البيت الأردني بفعل قرار حكومي أرعن تم اتخاذه عنوة ليكون مهرباً للحكومة من مسؤولياتها خاصة فيما يتعلق بمحاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة من فئة ليس لها هم سوى جمع المال واعتبار الاردن فندق كبير يصولون ويجولون فيه كيفما شاءوا ، ونحن المواطنين وكذلك المراقبون تحاصرنا الدهشة والترقب من هذا الوضع المتأزم .. تحاصرنا دهشة المفارقة من أدب اللا معقول السياسي الذي يجعل الوطن مهدداً على الدوام ، ونحن مطلوب منا أن نضع رؤوسنا في أبط الحكومة دون ان نُعبر عن رأي يعكر صفوها وكلما أخذنا شهيقاً أو زفيراً في سماء الوطن وجب عليها اطلاق قواتها في وجوهنا ، والأمر من هذا أنه كلما صرح رئيس الوزراء واتخذ قراراً وجب علينا أن نُرحب ونرقص ومن امتنع عن الرقص فهو متهم باللا انتماء .!!!

جلالة الملك .. انطلاقاً من قناعتكم الذي لا يختلف عليها اثنان أن الأردن وكرامة الانسان الاردني وحريته وقوته تعتبر امور مقدسة لا يجوز المساس بها أو التعرض لها تحت اي ظرف من الظروف فالجميع يقفون على أصابع أقدامهم بانتظار قراراً سريعاً يوقف تهور هذه الحكومة التي تجر البلد الى مالا تحمد عقباه وتزرع بذور الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .. نعم الجميع ينتظر جلالتكم لتكون اليد التي تقوي الضعيف وتساعد المحتاج وتنتصر للمظلوم .!!

جلالة الملك .. المستجدات تقتضي تدخلكم الفوري والغاء قرار الحكومة بعد ان نفذ صبر الناس الذين يعضون على الحزن بالنواجذ وتمتلىء نفوسهم بالاحتقان على ما ترتكبه الحكومة الجاثمة على الدوار الرابع من امتهان لكرامتهم وتجاوزات على حقوقهم وعلى لقمة عيشهم ..

ان الاكثرية التي تمتلأ بها الشوارع يا جلالة الملك لا تنطق عن ظلال اوهوى ولم تأت من فراغ لأن القرار الذي اتخته الحكومة مقتل للمواطن وكأن المواطن هو الحل .!! وبالتالي فان عناد الحكومة ووضع قدمها في حيط الأحداث رغم صيحات كل المخلصين واخفاقاتها المتكررة واطلاقها الشعارات الرنانة والطنانة التي خدعت بها الناس ولي رقبة القوانين والأنظمة ادت الى انطلاق المظاهرات والاضطرابات والاعتاصامات ثم اعمال العنف التي نشاهدها بعين تدمع وجعاً وحسرة على وطن لا يستحقه الا الرجال المخلصين .!!

فنحن لا نريد سوى حماية الاردن مما يتهدده من اخطار لا ينكرها الا مكابر ولا يستغل العزف عليها الا مقامر ، وكم ضاعت اوطان بين المكابرين والمقامرين في بضع سنين .. جلالة الملك .. نمد ايادينا اليك لنتداعى جميعاً ما دام وطننا مهدداً وهذا يتطلب الغاء قرار رفع الدعم و رحيل هذه الحكومة التي أكلها الصدأ مبكراً لكي لا يتحمل الجميع وخاصة الوطن تبعات قراراتها التي ستودي بالبلاد والعباد الى الهاوية لا قدر الله .

من هنا ابيح لنفسي ان اخاطب جلالتكم التدخل السريع للوقوف في وجه كل المتسابقين على التفريط بالأردن .. بحاضره ومستقبله .
لأن الأردن يستصرخنا جميعاً .. وحمى الله الأردن الذي هو حبة الفؤاد والعينين .!!!