لم يكن الحشد المقصود الذي جمع الأردنيين ، من كافة مواقعهم الجغرافية ، وإختلاف توجهاتهم الحزبية والسياسية والفكرية ، وأشغالهم المهنية سوى توصيل رسالة ، من صاحب القرار ، في لحظة حرجة ، تتدفق فيها الأشاعة مع الحقائق والقسوة مع الأمل ، والعمل مع الأستكانة ، مخلفة حالة أردنية تستحق أن نتوقف عندها ، كأنها محطة تأمل وإستراحة محارب ، لإلتقاط النفس ومواصلة الطريق ، لأن الحياة أقوى من الضعف ، والتعلم أسلم من الجهل ، والعمل يتفوق على الأسترخاء والركون على الأخر .
رسالة الملك ، فيها من الوجع ، بقدر ما فيها من ثقة ، وجع من أولئك الذين يتلونون ، وثقة من الأردنيين الممسكين بالأنحياز للتحدي والعزيمة ، على أن الأردن سيبقى رغم الظروف الصعبة عصي على الكسر والهزيمة والإستسلام ، سواء بسبب التحديات السياسية أو الضغوط الأقتصادية ، وحاجة الأردنيين لمزيد من الخدمات الأفضل والأرقى ، والتي يستحقونها .
ننحاز للملك ، في رسالته ، لأنها منا ولنا ، منا لأننا في خندق واحد ، خندق الأصلاح السياسي والأجتماعي والأقتصادي المتدرج المتعدد المراحل ، والذي يصب في الوصول إلى الأستقرار وإلى التعددية والأحتكام إلى نتائج صناديق الأقتراع وحكومات برلمانية حزبية تعكس خيارات الأغلبية في مجلس النواب المنتخب من الأردنيين .
ولنا ، لأننا الهدف والوسيلة ، فالأدوات والمؤسسات ، تهدف إلى خدمة الأردنيين وتلبية إحتياجاتهم وعيشهم الكريم ، والوسيلة أو الوسائل ، يجب أن تكون مشروعة وقانونية ودستورية .
ننظر حولنا ، فينتابنا الخوف ، سواء من مظاهر الماضي ، وعنوانه التفرد واللون الواحد وتحكم المحافظين الذين يرفضون التعددية والأنصاف والعدالة وتكافؤ الفرص ، او من التطرف السياسي أو اللفظي أو الحركي المدمر ومظاهره في سوريا ومن قبله ليبيا ويتواصل بشكل متقطع في تونس ومصر ، ومستوطن في العراق ولبنان والصومال .
نتباهى بتفرد تجربتنا الأردنية ، على ما فيها من سقطات وسلبيات ، ولكنها تخلو من الدم والعنف ورفض الأخر ، وما القرار بالأفراج عن الموقوفين من الحراك الشبابي والحزبي سوى تعبير عن الرغبة الدفينة عندنا لأن يبقى الحراك نظيفاً مدنياً سلمياً ديمقراطياً بأدواته وشخوصه ومفرداته وتعبيراته .
مررنا بظروف صعبة ولا نزال ، ولكن عزيمة الأردنيين وتماسكهم وحنو بعضهم على بعض ، كان له الأولوية وسيبقى ، وأسئلة الملك الستة ، برسم الأجابة لنا وأمامنا ، لأنها عنوان القواسم المشتركة التي يجب أن نعمل لأجلها كأحزاب وبرلمان ومؤسسات ونشطاء في التجمعات والتيارات ولكن من يسعى لأن يكون له دور ، وشريك في صنع القرار .
1- كيف ستكون معالجة مشكلة الفقر والبطالة؟
2- كيف سيتم حل مشكلة المديونية وعجز الموازنة؟
3- ما هو الإصلاح الضريـبي الأفضل؟
4- كيف سيتم تطوير النظام الانتخابي؟
5- كيف ستتم معالجة تحديات المياه والطاقة؟
6- كيفية تحسين نوعية الخدمات في المجالات الصحية والتعليمية والمواصلات؟
أسئلة التحدي والقواسم المشتركة ، فهل يمكن أن تكون برنامج أو برامج العمل المشتركة لنا وأمامنا ؟؟ .