ستارمر وترامب يناقشان الأزمة الأوكرانية خلال محادثة هاتفية
إندونيسيا: مصرع 15 شخصا وإصابة 19 جراء انقلاب حافلة ركاب
الصحة العالمية: 1 . 6 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد
استشهاد فلسطيني برصاص مسيرة إسرائيلية في غزة
محافظة القدس: هدم "عمارة الوعد" جريمة حرب وتهجير قسري يستهدف تفريغ المدينة من سكانها
الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية
تأهل النشامى للمونديال فرصة لتعزيز حضور الأردن رقميا
الفن الكويتي يسطع في المعرض الدولي بالأردن ويعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين
إسرائيل تعد ملفا استخباراتيا لإقناع ترمب بشن هجوم جديد على إيران
البنك الأوروبي يوافق على تمويل مشروع بيئي متكامل في مكب الغباوي لتعزيز الطاقة النظيفة وإدارة النفايات
تفاؤل أميركي أوكراني بشأن محادثات ميامي وروسيا ترفض تعديل خطة السلام
النفط يرتفع بعد الاعتراض الأميركي لناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا
نتنياهو يجري مشاورات أمنية لوضع ملفات حساسة على طاولة ترامب
مواعيد مباريات اليوم الاثنين 22 - 12 - 2025 والقنوات الناقلة
نقل مطلق النار في بونداي من المستشفى إلى السجن
الأردن .. حالتا اختناق في منزل بسبب استخدام منقل حطب للتدفئة
محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات
هل يستمر زخم الاقتصاد الأردني في 2026؟
ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعيار 21 يصل إلى 89.1 دينار
صباح يوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر تشرين الأول و قبل ان أستريح من وعثاء السفر من صلاله الى اربد باليوم السابق، يممت وجهي شطر الجنوب و بالتحديد لجامعة مؤتة، حيث ستنعقد فيها حفل تخريج دورة الضباط الجامعيين المهنيين الثانية عشرة، هذا الاسم الذي لن يفارق ذاكرتي الى الأبد؛ فهذه الدورة فيها قرة العين و حبة الفؤاد ولدي الدكتور محمد، الذي حققتُ فيه ما كنت أصبو اليه شخصياً من لبس لباس الجيش حتى لو كان الثمن عمري كما قال الشاعر سليمان عويس.
و في الوقت الذي كان فيه رفيق طريقي ابو احمد مشغولا بالنظر إن كنا في الطريق الصحيح للكرك أم لا، كنت أنا بعالم آخر و أنا اتوجه بعقلي الى هذه المدينة التاريخية العريقة، مدينة " زلام الهية". رجعت بي الذاكرة الى زملاء في الجامعة الأردنية، و كنت كذلك استعرض شريطا اعاده الوالد اطال الله عمره مرارا عن الكرك حيث كانت خدمته الأولى فيها في نهاية الأربعينيات و أوائل الخمسينيات في سلاح الفرسان قبل ان يتحول الى الشرطة. سمعت منه وصفاً دقيقا للكرك بتلك المرحلة، و عجبت من تصاريف القدر الذي قدّر لي ان ازور هذه المدينة بهذه المناسبة الغالية لأصل جيل الأحفاد بالأجداد.
وصلنا الجامعة، و كان أول ما طالعناه هو هذا العمل الدؤوب بالجامعة الذي انعكس على حركة البوابة، و رغم كثر الأعمال المناطة بهم إلا انهم استقبلونا احسن استقبال و وفروا لنا واسطة النقل للميدان، و في الميدان كان العمل و الاستعداد على قدم و ساق، فالكل يعرف ما عليه أن يفعله. و عند اقتراب موعد وصول راعي الحفل وصلت فصائل الخريجين بزيهم الموحد، يزين رؤوسهم جميعا الشماغ الأحمر كما زين رؤوس أيائهم و أجدادهم من قبل، فدخلوا بترتيب عسكري مميز لا أظن انهم مارسوه قبل ان يكون لهم الفخر بالانضمام الى ميدان الرجولة، جيشنا العربي المصطفوي، فهم ابناء العلم و الجامعات و الحياة المدنية.
وصل راعي الحفل و بدأ الاستعراض لطوابير الخريجين و من ثم بدأ طابور العرض من امام المنصة. كان حالي كحال بقية الأباء و الأهل بانتظار أن يروا أولادهم في هذا اليوم بعد أن وضعوهم بالمكان الصحيح، فرفعنا رؤوسنا جميعاً للبحث عنهم ، و قد عجزت بالمرحلة الأولى أن أتعرف على محمد فقلت و عبرات الفرح تقطع عليّ كلماتي " إن لم أميز محمد فكلكم محمد". أدرت كاميرة التصوير لتصويرهم فارتكبتُ من الأخطاء الكثيرة، مما لم يمكنني من تصوير الحفل كاملا. وفي الحقيقة أنا أعشق طوابير الاستعراضات العسكرية منذ صغري و نادرا ما كان يفوتني عرض للكلية العسكرية، و لكن هذا العرض كان له نوع آخر من التميز عندما يكون للمشاهد أبنٌ فيه.
وصل الخريجون رافعي رؤوسهم فخراً و تيها بما حققوه، شامخين بالعزة التي ارادها الأهل و الجيش لهم، يعلو جبينهم شعار الجيش؛ يغمر محياهم البشر يتلألأ من خلال حبات العرق على جبينهم من حرارة الجو، يضربون الأرض بأقدامهم بثقة و بقوة على أنغام موسيقاتنا الرائعة، و في كل خطوة يعلنون للوطن أنهم قادمون ليرفعوا بنيان هذا الوطن و يضيفون لبنات أخرى لمداميكه التي بناها من سبقهم ، فهم الضباط المهنيون، فمنهم الطبيب و المهندس و الصيدلي و الممرض. هم كلهم شركاء في إعلاء صرح الوطن.
استقبلهم الأهل بالتصفيق و الزغاريد فازداد حماسهم، و انشغلتُ انا بالتصوير و باستمرار البحث عن محمد الى صاح رفيقي بالطريق " هذا هو، شفته؟" لإ ادري ماذا حدث لي عندما أدرت الكاميرا عليه فارتحفت يدي و انا أصوره، مما اثر في جودة التصوير، وفقدت الكثير مما اعتقدت أنني صورته لتبين لي أنني لم أكن قد أدرت زر التشغيل. داهمني إحساس جارف بالفخر و أنا أراه شامخا رافعاً رأسه الذي يعلوه الشماغ و الشعار، فرأيت فيه المستقبل المبشر بالخير، فوجدتني اكرر مع التصوير " الله الله يا محمد" و عدت أعواماً خلت عندما استدعيت لحضور حفل التكريم له لأنه كان الأول في صفه في مدرسة خالد بن الوليد بصلاله، حفلٌ تكرر كل عام بعد ذلك، فقلت له "يا رافع رأسي صغيرا و شابا يا محمد".
عدنا الى أربد بعد أستلم شهادة تخرجه و عهدته التي سترافقه أينما حل في مجالات الشرف و الفخر و الرجولة في الجيش العربي. و تحدثنا بأمور كثيرة على الطريق كلها أظهرت لي كم تغير الدكتور محمد أفندي. و أجزم أن هذا كان حال الخريجين كلهم. وهذا كله بفضل الله أولا و جهود الإخوة في جامعة مؤته الجناح العسكري ثانياً، فقد نقلوهم بحرفية ومهارة الى العالم الجديد. و لم يقتصر هذا على الجانب المهاراتي بل تعداه الى جوانب أخرى كانت كامنة في شخصياتهم. فالشكر كل الشكر لهم آمرا و ضباطا و ضباط صف و مدربين على هذا الجهد الرائع. و قد لاحظت و انا التربوي علامات الفرح في عيونهم و هو يودعونهم فخورين بهم.
هنيئا للوطن و القائد و لنا بهذا الجيل القادم و الف مبروك لكل خريج من خريجي هذه الدورة الطيبة، و سيبقى صوت قائد العرض و هو يقول بصوته القوي : "جامعة مؤته ..... الخ" في ذهني ما حييت.
و حيا الله دكتور محمد و زملاءه النشامى، و أهلا بكم في عالم الرجال الرجال، و لا تنسوا أن هذا الأردن أردنا.
الف مبروك.
alkhatatbeh@hotmail.com
alkhatatbah.maktoobblog.com