شعبوله وشارون والمتشدقين بطبول الثقافة...
بقلم: حسان الرواد
نشرت قبل فترة مقال على صفحتي الشخصية وعلى المواقع الإخبارية...تحت عنوان عبارات ضالة ومضللة...تتحدث باختصار عن خطاب لرئيس وزراء (عربي طبعا) يقول فيه بعد قبولهم مبادرة روجرز التي تنص بنودها صراحة على الاعتراف بوجود الكيان الصهيوني وحقوقه بالعيش الآمن وغيرها من البلاوي...؟؟؟ يقول هذا الرئيس الكذبة الأكثر تكرارا منذ احتلال فلسطين... لن نفرط بالحقوق المقدسة للشعب الفلسطيني...طيب تمام العين تحرصك...أمّا الغاية فكانت لكشف التضليل والكذب والتناقض الذي كان يمارس على الناس وما عاد مخفيا ...ثم والأهم من ذلك هو إعادة إحياء القضية الفلسطينية عند هذا الجيل المغيّب كي يعرفوا حقيقة الأمور بعد تزوير الساسة للتاريخ والنضال الموهوم, وحتى لا تموت فلسطين وتصبح مجرد قضية آنية انفعالية بعد رؤية خبر عاجل عن مجزرة هنا أو هناك سرعان ما تخبو بعد مشاهدة أول مسلسل دراما أو مباراة لكرة قدم تبعت النشرة الإخبارية...
وما علاقة شعبوله في الموضوع...؟؟؟
كنت قد ختمت مقالتي بإهداء اغنية أنا بكره (إسرائيل) التي غناها (شعبوله) إلى الرسميين العرب وقلت فيها للعلم شارون كان أول المصفقين لشعبوله...
طيب وما علاقة الطبول والثقافة...؟
المضحك المبكي في القضية أن بعض المعلقين المثقفين جدا جدا في الصحف اعترضوا على الموضوع؛ أما سبب الاعتراض ...فأحدهم يقول لي عليك أن تحترم عقل المثقف العربي....؟؟؟ وكيف أحترمه مثلا ...؟
وأما الآخر فقد كان ذكيا لدرجة أنه اكتشف خطأ تاريخي مخيف في المقال حيث ترك جوهر الموضوع وعنوّن تعليقه الفهيم تحت عنوان: دقة المعلومات... وقال مستغربا : (عليك أيها الكاتب أن تتحرى من دقة معلوماتك قبل نشرك لها ...حيث أن شعبوله عندما غنى أنا بكره ( إسرائيل) كان شارون في غيبوبته فكيف تقول أنه كان أول المصفقين ...) يا الله ...وسبحان الله وبكل صيغ التعجب والاندهاش والاستغراب ...والله غلّبت حالك يا رجل ...أيها الباحث التاريخي الجهبذ...
نسي هذا المثقف وهذا المدقق التاريخي أن شعبوله صدح صوته بتلك الأغنية منذ 1947 وما زال يغني ولكن بحدية أقل ....كما نسوا أيضا أن (شارون) لم يكن أبدا في غيبوبة وإنما نحن من يعيش هذه الغيبوبة منذ 1947 وحتى إشعار آخر...
وأن فلسطين اليوم باتت هامشية جدا جدا كهامش ذلك (المثقف) المتفصحن العربي الذي لم أحترم عقله مع الأسف ونغّصت عليه يومه... أما مساحة فلسطين في الإعلام الرسمي العربي فلم تعد تتجاوز جزء بسيط من مساحة فنانة عربية رشيقة في قناة واحدة فقط من قنوات عربية تملأ الفضاء العربي رقصا وغناء على خيبتهم...
إن بعض من يدعي الثقافة ويتشدق بها ليمثل اليوم التناقضات كتلك الموجودة في ملابس المطرب الصداح شعبولة ...وأخيرا لا أملك أيها السادة إلا أن أهديكم معلقة العرب ...وإيه ...وأنا بكره (إسرائيل) وبكره المستعربين ..وبكره معرفش مين... وإيه ...وإيه على أيامكم يا عرب إيه...
rawwad2010@yahoo.com