مع بداية السنة الثانية لما يسمى بالربيع العربي ودخول بعض دوله في صيف حار تمثل باضطرابات ما بعد الثورة كما يحصل في مصر وليبيا واليمن فان الربيع السوري يأخذ منحا أكثر ابتعادا عن الثورة الشعبية متجها الى حرب إقليمية شاملة
الحرب المنتظرة سيكون الهدف منها إنهاء الثورة السورية التي يبدو انها لن تنتهي بطريقة طبيعية بسبب تعنت النظام السوري وصموده حتى لو استمرت عشر سنين ومطلوب ايضا من هذه الحرب ان تقوم بترتيب الأوضاع في الدول التي لم تستقر بعد بسبب الثورات التي وجدت بها كمصر أو ترتيب الاوضاع الداخلية في بعض البلدان التي بدأت تسير تجاه الفوضى مع استمرار الحراكات عبر اعلان الطوارئ فيها بسبب الاظطراب الإقليمي وبالتالي ترتيب الامور تحت الاحكام العرفية
اطراف كثير ستشترك في دور البطولة لهذه الحرب فايران وتركيا والناتو بالاضافة لدول الخليج ستشارك بشكل مباشر بحسب اعتقادي وربما وجدنا انفسنا كأردنيين في المنتصف بين كل هؤلاء وممرا لبعض القوات عبر أجوائنا وحتى أراضينا من الغرب تجاه الشرق أو من الجنوب تجاه الشمال ما سيدفع الشارع الاردني رغما عن بعض اطرافه للوقوف بخندق واحد مع الدولة التي ستتعرض ومواطنيها للخطر
نتائج الحرب القادمة هي انتهاء للنظام السوري وضعف لحليفه الايراني وبالطبع اختفاء أمراء الجنوب اللبناني عن المشهد وإستقرار نسبي بعد ذلك لدول الخليج العربي والعراق وهدوء كامل في المشهد الاردني خاصة بعد انتهاء الأزمة الاقتصادية بسبب بدء الاعمار في الدول المتضررة بعد الحرب بأيد وشركات أردنية بالاضافة الى إتخاذ الاصلاح السياسي في الاردن خطوات سريعة لمواكبة التسارع في المنطقة والحفاظ على السلم الأهلي
لكن ما أتحدث عنه هنا في الأردن لن يحدث إلا اذا انتبهنا جيدا لتحركات الجار الغربي اللدود الذي سيشارك في الحرب والحذر يكمن من عدم استغلاله للاوضاع من أجل تهجير جديد او تغيير ملامح المقدسات الاسلامية فان حدث ذلك فلن نكون بمنأى عن الدخول في أُتون الصراع كطرف رئيسي لا قدر الله
هي أيام أو أسابيع قليلة تفصلنا عن بداية النهاية للربيع العربي وستخط قمة بغداد العربية سيناريو الحرب المرتقبة