أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
طقس لطيف نهاراً وبارد ليلاً مع احتمالية لأمطار متفرقة في المناطق الغربية آثار سلبية محتملة على سوق العمل بعد وقف إعفاءات السوريين فريق مكافحة الإرهاب المائي يحصد لقب “المحارب المائي” في ختام منافسات الكتيبة الخاصة/71 عشيرة أبو سنيمة تنشر صور أبنائها الذين قتلوا أبو شباب - بيان (خضرجي) يقتل أجيره في الأزرق .. جريمة مروعة وقعت صباح اليوم - تفاصيل تعديل المرحلة الثانية من خطة ترمب .. هل ينقذ وقف النار بغزة؟ البكار : 6 آلاف عاملة هربت من منازل الأردنيين الأردن .. القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني حتى الخميس يديعوت: مقتل ياسر أبو شباب بضرب مبرح من عناصر داخل عصابته الاستراتيجيات الأردني يصدر تقريراً عن فرص الاستثمار في الاقتصادات الآسيوية زعيم الطائفة الدرزية في (إسرائيل) ينتقد حماية ترمب للشرع النشامى يترقبون قرعة كأس العالم 2026 في أول مشاركة تاريخية للمونديال قصف إسرائيلي على ريفي درعا والقنيطرة في سورية نقيب المقاولين: طرح الثقة بمجلس النقابة "غير قانوني" في اجتماع السبت هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد الرئيس اللبناني: هدف المحادثات مع إسرائيل تجنب شبح حرب ثانية أسعار الغاز الطبيعي تصل إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات من السجن إلى الملعب .. لاعب برازيلي يخوض النهائي بسوار المراقبة ميدالية برونزية لمنتخب التايكواندو في بطولة العالم تحت 21 عاما الأرصاد العالمية: 2024 العام الأكثر حرارة في الوطن العربي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة غزة بلا طعام .. بلا مأوى

غزة بلا طعام .. بلا مأوى

25-07-2025 10:08 AM

بقلم: أنوار رعد مبيضين - منذ السابع من أكتوبر عام 2023، اندلعت نيران الحرب على غزة، ولم تنطفئ حتى اليوم. أكثر من سنتين في القصف المتواصل، من الحصار الخانق، من المجازر اليومية التي لم يسلم منها لا طفل ولا امرأة ولا شيخ. غزة، التي لطالما قاومت، أصبحت الآن جرحًا مفتوحًا في جسد الإنسانية، ينزف ولا أحد يمد له يد العون.
غزة اليوم ليست مدينة تسكنها الأرواح، بل مدينة تسكنها الأشباح.
الطرقات التي كانت تعجّ بالحياة، أصبحت ممتلئة بالغبار والدم.
الأزقة التي كانت تضج بأصوات الأطفال، أصبحت صامتة، كأنها حزنت على من رحلوا منها إلى الأبد.
البيوت تحوّلت إلى أنقاض، والمدارس إلى ملاجئ، والمساجد إلى مقابر.
في غزة، لا شيء يشبه الحياة.
لا طعام يُشبع جائعًا، لا دواء يُنقذ مريضًا، ولا سقف يقي برد الليل وحرّ النار.
كل ما هناك هو البقاء، مجرد البقاء… إن استطاعوا.
الأمّهات هناك لم يَعُدنَ يعددنَ الوجبات، بل يعددن أسماء الشهداء من أبنائهن.
الآباء لم يعودوا يبحثون عن عمل، بل يبحثون بين الركام عن أطراف أطفالهم.
والأطفال… لم يَعُد لديهم أحلام، سوى أن تنتهي هذه الحرب.
وغزة اليوم لم تَعُد فقط بلا طعام، بل أصبحت مقبرة جوع.
الأطفال هناك تحوّلوا إلى هياكل عظمية من شدة نقص الغذاء، عيونهم غائرة، أجسادهم ناحلة، وقلوبهم تخفق بصمت موجع.
كبار السن يموتون بصمت، لا لأن المرض غلبهم، بل لأن الجوع التهم ما تبقى من أعمارهم.
فأين العدالة؟
أين من يتحدثون باسمها؟
أين الضمير العالمي الذي يُفترض أن يهتز حين يموت طفل لأنه لم يجد لقمة؟
العالم يرى كل شيء.
العالم يسمع صراخ الأطفال تحت الأنقاض.
العالم يشاهد طوابير الناس بحثًا عن رغيف خبز أو شربة ماء.
ومع ذلك، العالم لا يتحرك.
المؤتمرات تُعقد، والبيانات تُصدر، والقرارات تُعلّق… لكن لا حياة لمن تنادي.
الضمير الإنساني أصبح ترفًا، والعين أغمضت عن الحقيقة، وكأن الموت في غزة لا يُحسب موتًا، وكأن دماءهم لونها مختلف!
نعم، كل شيء كذب.
كل الكلمات التي قيلت عن الإنسانية، عن حماية المدنيين، عن القانون الدولي، تحطّمت على صخرة النفاق السياسي.
من يدفع الثمن؟
هم... أولئك الذين لا يملكون صوتًا في قاعات القرار، بل فقط قلوبًا تنبض رغم الجراح، وأرواحًا تتشبث بالحياة.
لكن غزة، رغم كل شيء، لا تركع.
غزة التي جُرّدت من كل شيء، ما زالت تملك الكرامة.
غزة التي لم تَبقَ لها جدران، ما زالت تملك الإصرار.
غزة التي طُعنت ألف مرة، ما زالت تقاتل من أجل شمسها، من أجل ترابها، من أجل كرامتها.
غزة ليست قضية مؤقتة، ولا خبرًا عابرًا، ولا صراعًا حدوديًا.
غزة اختبار أخلاقي للعالم بأسره.
وحتى الآن، العالم يفشل... كل يوم.
أنا لا أكتب هذا المقال من خلف شاشة دافئة أو من برج عاجي.
أنا أكتب لأنني ناشطة في حقوق الإنسان، أتنفس الألم العالمي، وأصرخ بلسان من لا صوت لهم.
أكتب لأن العدالة ليست رفاهية، بل حق.
لأن الصمت جريمة، والموقف موقف إنساني قبل أن يكون سياسيًا.
غزة اليوم ليست فقط مسؤولية الفلسطينيين، بل مسؤولية العالم بأسره.
وإن لم يكن لنا القدرة على وقف القنابل، فليكن لنا على الأقل شرف رفع الصوت، وإدانة القتل، والمطالبة بالحياة لمن يستحقونها.
غزة تنادي… وأنا أجيب.
فمن سينضم؟

ناشطة في حقوق الإنسان على مستوى العالم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع