السفارة الاميركية بالاردن: كل التوفيق للنشامى في مباراة اليوم!
الأمير حسين والأميرة رجوة يصلان لملعب نهائي العرب
لوسيل جاهز لنهائي العرب
الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب
مظلات ومعاطف المطر لجماهير الأردن والمغرب بنهائي العرب
الهند توقع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع سلطنة عمان
مدير الحسين للسرطان يحذّر من تقارير طبية مزوّرة ودعوات تبرع مضللة
إصابة 13 شرطياً إسرائيلياً بمواجهات مع الحريديم في القدس
مصرف سورية المركزي: لا موعد رسميا لإطلاق العملة الوطنية الجديدة
"التدريب المهني" تختتم دورة متخصصة في السلامة المهنية
وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد في الأغوار الشمالية
رسميا .. تأجيل مباراة السعودية والإمارات حتى إشعار آخر
اختتام أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في عمان
الحكومة: بدء إعداد برنامج تنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات
تجديد عقد تبادل الطاقة الكهربائية بين الأردن ومصر
القريني: نهائي كأس العرب بين النشامى والمغرب يٌقام اليوم رغم الأمطار على ستاد لوسيل
أمانة عمان تجدد دعوة المواطنين للاستفادة من الإعفاءات الضريبية
الأردن يدشّن مشروع الطاقة الشمسية في محطة الزارة-ماعين بقدرة 1 ميغاوات بدعم من الاتحاد الأوروبي
الملك والملكة يهنئان يزن النعيمات بعد نجاح العملية الجراحية
جميل أن نقول إن الأردن قول وفعل وهذه ليست مجرد عبارة نرددها في المناسبات أو نشيد بها في الخطب بل حقيقة ترسخت على مدى عقود من المواقف المشرفة التي سطرها الأردنيون بدمائهم وعرقهم وتضحياتهم من أجل فلسطين منذ نكبة 1948 مرورا بحرب 1967 ومعركة الكرامة ووصولا إلى كل محطة ألم تمر بها فلسطين نجد الأردن حاضرا بكل قوة وثبات دون تردد أو مساومة أو انتظار للشكر والتصفيق
لم يكتف الأردن بإدانة العدوان على غزة بالكلمات والخطابات بل فعل ما لم تجرؤ عليه دول كثيرة فأرسل المستشفى الميداني العسكري الذي يعمل وسط الخطر وتحت القصف وأرسل الطائرات التي أسقطت المساعدات جوا إلى شمال القطاع حيث الجوع والدمار والخذلان ورأينا بأعيننا كيف حلقت الطائرات الأردنية في سماء غزة يوم 20 يوليو وأسقطت المساعدات الغذائية والطبية لأهلنا رغم المخاطر ورغم الحصار ورغم قلة الإمكانات
هل يمكن أن نتغافل عن قوافل الشاحنات التي لا تتوقف والتي تنطلق من الأردن إلى معبر كرم أبو سالم محملة بكل ما يمكن أن يساعد على بقاء الحياة في غزة في الوقت الذي أغلقت فيه دول أبوابها وحدودها بل وصمتت عن المجازر؟ وهل ننسى كيف أن الشعب الأردني بمختلف مكوناته شارك في جمع التبرعات وإرسال المساعدات وعبر عن تضامنه بوقفاته ومسيراته اليومية؟
ورغم كل هذه الشواهد التي لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد نرى من يصعد في وجه الأردن ويشكك في نواياه ويقول إن المساعدات لا تصل أو إنها ترسل لفئة دون أخرى وهذه أكاذيب تهدف إلى كسر الثقة وبث الفتنة بين الشعوب المحبة لفلسطين فالطائرات لا تسأل عن هوية الجائع ولا عن انتماء المصاب بل ترمي المساعدة لمن يحتاجها على أرض غزة التي تصرخ من الجوع والموت والحصار
ومع أن الأردن يفعل ما يستطيع بكل طاقته من أجل تخفيف الكارثة إلا أن السؤال الحقيقي يجب أن يُوجّه للعالم كله ماذا فعلتم من أجل غزة؟ هل اكتفيتم ببيانات الشجب والتعاطف البارد؟ هل نجحتم في وقف المجازر أو حتى الضغط الجاد على الاحتلال؟ وماذا فعلت القيادات التي تدعي المقاومة؟ هل أوقفت شلال الدم؟
ما حدث في 7 أكتوبر ورّط الشعب الفلسطيني في حرب مفتوحة لم يكن مستعدا لها حرب بلا غطاء عربي ولا رصيد دولي ولا حتى استعدادات لوجستية تجعلها حربا متكافئة فهل كان الهدف تحرير فلسطين أم التسبب في نكبة جديدة؟ ثم ما الذي فعله قادة حماس وهم في الخارج في الفنادق والعواصم ينعمون بالهدوء بينما أطفال غزة يموتون من الجوع والخوف والموت المجاني؟
إن تسليط الضوء على هذه الحقائق ليس خيانة للقضية بل إنقاذ لها من الذين استثمروها وتاجروا بها الذين حولوا مقاومة الاحتلال إلى مشروع سياسي لحساباتهم الخاصة وتركوا الشعب يواجه المصير وحده
الأردن لم يساوم يوما على فلسطين ولم يكن يوما حاملا للاحتلال كما يزعم المزاودون بل وقف في وجه مشاريع التصفية ورفض التنازل عن القدس ودفع ثمن ذلك سياسيا واقتصاديا لكنه لم يتراجع ولم يبدل
ورغم ذلك كله يبقى التحدي الأكبر أن نلتفت نحن كأردنيين إلى الداخل إلى مواطن أردني يشعر بأنه مهمش أو مقهور إلى شاب عاطل عن العمل إلى أسرة لا تجد قوت يومها إلى قرية بلا خدمات أو مدينة تنهشها البطالة نحتاج إلى أن نرى أنفسنا كما نرى الآخرين لأن الداخل القوي هو الذي يصون الموقف ويحمي الوطن من الانهيار من الداخل فلا يكفي أن نكون حماة للقدس ونحن لا نحمي فقرائنا ولا ننصف معلمينا ولا نوفر العدالة في توزيع الفرص
الأردن فعل وفعل لكن عليه أيضا أن يُعيد التوازن بين واجبه القومي في نصرة فلسطين وواجبه الوطني في بناء مجتمعه فالكرامة لا تتجزأ والسيادة لا تكتمل إلا بشعب يشعر بالأمان والعدالة والكرامة في وطنه