أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ارتفاع طفيف على درجات الحرارة مع بقاء الأجواء باردة في معظم المناطق سمر نصار: سلامي جزء من مشروع ممتد وكأس العرب محطة نحو كأس العالم وآسيا ملفات شائكة على طاولة العماوي: من ديون البريد إلى تجاوزات الأراضي وكورونا (وثائق). المفوضية السامية: توقع عودة مليون لاجئ سوري خلال 2026 وأكثر من 4 ملايين خلال عامين الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية الأردن .. الأرصاد: أجواء باردة وتحذير من تشكل الضباب ليلاً الأردن والسعودية يبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال للمرحلة الثانية وزير الطاقة الإسرائيلي: قد نضطر لاستخدام القوة لنزع سلاح حماس الجمارك تمدد دوام مديرية القضايا لتسهيل الاستفادة من إعفاءات الغرامات بيان صادر عن اللجنة الاستشارية الخاصة بأراضي شركة مصانع الإسمنت الأردنية – الفحيص استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع إجراءات قانونية بحق متسولين ينتحلون شخصية عمال الوطن اتفاقيات هشّة .. لماذا انهارت بعض صفقات السلام التي أبرمها ترامب؟ القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل يشكل قرار حزب العمال الكردستاني خطوة نحو شرق...

هل يشكل قرار حزب العمال الكردستاني خطوة نحو شرق أوسط أكثر هدوءًا ؟؟

14-07-2025 08:33 AM

لم يكن مشهد مقاتلي حزب العمال الكردستاني وهم يحرقون أسلحتهم في شمال العراق حدثاً عابراً أو عاطفياً، بل لحظة رمزية ذات دلالات سياسية كثيفة، تكاد تعيد تشكيل خطاب العلاقة بين الدولة التركية وخصمها الكردي التاريخي .

لحظة، وإن بدت مسرحية للبعض، إلا أنها تحمل في جوهرها سؤالاً وجودياً : هل وصلت الحركة الكردية إلى قناعة نهائية بأن الكفاح المسلح فقد جدواه ؟؟

أم أنها مجبرة على إعادة تموضع تكتيكي في ظل متغيرات محلية وإقليمية تُنذر بإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة ؟

خطوة تخلي الحزب عن السلاح لم تكن مفاجئة بقدر ما كانت موقوتة .
فقد جاءت استجابة مباشرة لنداء زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، الذي دعا منذ أشهر إلى الانتقال من البندقية إلى السياسة، وإلى إنهاء الكفاح المسلح لصالح العمل الديمقراطي المنظم .
الدعوة جاءت في ظل اقتراب استحقاقات انتخابية داخل تركيا، وفي خضم حالة من التراخي الأمني في المناطق الحدودية، وكأن الطرفين – الحزب والدولة – يتفقان ضمنياً على هدنة غير معلنة تنهي حقبة الصراع المباشر، أو على الأقل تجمّدها مرحلياً .

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يتأخر في وصف الخطوة بأنها "فتح صفحة جديدة في تاريخ تركيا"، وهي عبارة تُفهم سياسياً بأنها استثمار لحظة رمزية لترويج سردية الاستقرار قبيل الانتخابات، وتقديم نفسه كرجل الدولة القادر على إنهاء ملف دامٍ عمره عقود .
لكنه بالمقابل، لم يقدّم التزاماً واضحاً تجاه الحقوق الكردية، لا ثقافياً ولا سياسياً، وهو ما يثير تساؤلاً كبيراً

هل جاء تخلي الحزب عن السلاح استباقاً لتنازلات تركية، أم دون مقابل حقيقي يُذكر ... ؟

المشهد لا يكتمل دون قراءة الإطار القانوني
فالتخلي عن السلاح، دون اتفاق مكتوب، أو ضمانات دستورية، يُبقي المسألة معلقة .
فالحزب، رغم قراره، لا يزال مصنفاً كـ"منظمة إرهابية" في تركيا، وزعيمه لا يزال في السجن منذ العام 1999 . والأكراد كجماعة قومية، لم يحصلوا بعد على اعتراف شامل بحقوقهم السياسية والثقافية داخل النظام التركي .
فهل يكون هذا الحرق للأسلحة فعلاً لحرق المراحل ؟
أم مجرد خطوة استعراضية تحاول كسب تعاطف الداخل والخارج دون أن تغيّر من الواقع شيئاً ؟

إقليمياً، تتجاوز أصداء الخطوة حدود تركيا .

في سوريا، حيث الذراع الكردية في الشمال الشرقي ممثلة بقوات سوريا الديمقراطية، يخشى قادة تلك القوات أن تتحول خطوة PKK إلى ذريعة تركية جديدة للضغط أو التدخل .
وفي العراق، قد تسهم العملية في تخفيف الحجة التركية المستمرة بالتدخل تحت ذريعة "ملاحقة الحزب"، لكنها أيضاً تفتح النقاش حول مصير المقاتلين السابقين ومستقبل وجودهم في المناطق الحدودية .
أما في إيران، فالسلطات تتابع التطورات بحذر، خشية انتقال العدوى إلى الداخل الكردي الإيراني، أو تزايد مطالب الأكراد هناك ضمن موجة جديدة من التعبئة السياسية .

اللحظة – وإن كانت رمزية – ليست بلا مخاطر .
فالتجربة علمتنا أن حرق السلاح في الشرق الأوسط لا يعني دفنه، وكم من سلاح احترق إعلامياً، لكنه عاد مشتعلاً في أول منعطف .
لذلك، فإن استمرار هذه الخطوة يحتاج إلى إرادة سياسية متبادلة، وإلى اعتراف متكافئ بين الدولة والجماعة، وإلى ضمانات قانونية تؤطر الانتقال من المواجهة إلى المشاركة .

قد يكون الحزب قد كسر بندقيته، لكنّ المنطقة لا تزال مهيأة للانفجار .
وبين السلاح المحترق والرماد المشتعل، تقف السياسة مترددة، والتاريخ متحفزاً، والمستقبل معلقاً على وعودٍ قد لا تتحقق .

#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع