أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رئيس بلدية أردنية ينفذ وصية عامل بقيادة مركبة نعشه هنغبي: تشكيل لجنة تحقيق بأحداث 7 أكتوبر سينهي حكم اليمين بـ "إسرائيل" الدويري: هذه الأدلة على أن قتلى الجيش الإسرائيلي أكبر بكثير مما يعلنه الولايات المتحدة ترجح قبول إسرائيل باتفاق إنهاء الحرب على غزة إذا وافقت حماس عليه هارتس: إصابة 46 جنديا بغزة منذ الخميس الماضي افتتاح دورة تقييم المخاطر الزلزالية والدراسات والمسوحات الجيوفيزيائية الملك يهنئ بتعيين الشيخ صباح خالد الصباح وليا للعهد في دولة الكويت أردوغان: نتنياهو همجي متعطش للدماء الخرابشة يتابع سير العمل بمبادرات الطاقة والتعدين في رؤية التحديث الاقتصادي حسين عشيش يتأهل لاولمبياد باريس اختتام مشروع "حلول مستدامة لتماسك المجتمعات" إقرار نظام الطَّائرات الجاثمة لسنة 2024 الأردن .. ارتفاع أسعار 6 سلع وانخفاض 28 إرادة ملكية بوسام النهضة العالي الشأن من الدرجة الاولى للرئيس الخصاونة حوافز تشجيعية تستهدف إحالة 11 ألف موظف للتقاعد في أمانة عمان ايقاف عمل عمال الوطن في عمان ظهر الاثنين مستشفيات ميدانية تغادر المناطق الغربية من مدينة رفح رئيس الوزراء يحدد عطلة عيد الأضحى من صباح الأحد حتى مساء الخميس 100 مليون دولار قيمة شهادات منشأ صناعة إربد الشهر الماضي الأردن يشارك بمؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين الفلسطينيين في القاهرة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة رسالة إلى بطانة الملك

رسالة إلى بطانة الملك

07-05-2024 07:19 AM

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى».

و قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه».

نسمع كثيرًا من أئمة المساجد يدعون في خطبة الجمعة لولي الأمر أن يسدد الله خطاه لما يحب ويرضى، وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تنصحه و تعينه على خدمة وطنه و دينه، وتبعده عنه البطانة الغير صالحة، ونحن نؤمّن على الدعاء، لكن هل سألنا أنفسنا يومًا من هم البطانة الصالحة ومن هم البطانة الغير صالحة؟ وهل البطانة مقتصرة ومحصورة لمن هم تحت الحاكم أو الملك أو الأمير أو رئيس الدولة؟ والأهم هل نحن أيظا نندرج تحت مسمى البطانة؟!

من ينظر إلى واقعنا الحاضر يجد بأننا جميعًا نندرج تحت مسمى البطانة، وتختلف نوعيتنا باختلاف أماكننا، فبعضنا موظفون عاديون وبعضنا رؤساء أقسام وبعضنا مديرو إدارات، وتتدرج الوظائف إلى أن تصل لحاكم الدولة، وعليه فإننا وبحسب وظائفنا إما أن نعمل وننصح من هم أعلى منا ونرفع لهم إقتراحات تساهم في خدمة الوطن والمواطن ورفع مستوى كفاءة العمل، ونكون بذلك من البطانة الصالحة، وإما أن نقترح ونوظف عكس ذلك ونزين المقترح غير النافع حتى تتم المصادقة عليه ويتم إعتماده، ونكون من البطانة الفاسدة، أو أننا نقف مع المواطن الذي يرغب بإنجاز عمل معين له فنسعى لمساعدته وننهي معاملته برفعها للمسؤول الأعلى لإنجازها في أسرع وقت ممكن، أو بالعكس نقف في وجه المواطن ونمنع عنه إنجاز المعاملة ونضع له العراقيل بحجج مخالفة القانون وعدم مطابقتها لشروطه أو عدم السماح للمواطن بمقابلة المسؤول إن كان بالإمكان أن يتجاوز عن بعض الأمور التي تكون من ضمن صلاحياته، وبالطبع تختلف درجات الصلاح والفساد بحسب موقعنا من الوظائف التي نعمل بها، فمن يعمل تحت إمرة رئيس قسم بسيط في إدارة متواضعة يختلف عمن يعمل تحت إمرة رئيس الدولة مباشرة، ويمكنه أن يوصل معاملة المواطن وصوته إليه بيسر وسهولة.

إذا كانت هذه البطانة الغير صالحة بهذا الوصف المبسط فهي لا تترك أثرها على المواطنين فحسب بل ستقضي على أجهزة ومؤسسات الدولة وتتعدى ذلك، فمن خلال قراءة التاريخ السياسي قديما وحديثا إتضح بأنها أداة في هدم الدول وأنظمتها السياسية، لأن هذه الفئة من الناس تتجاوز العدل والأمانة والصدق والإخلاص او التحلي بالمسؤولية الوطنية، فإن كانت لك بطانة فأحسن إختيارها، واعمل بما يشيرون عليك من الخير، وإن كنت بطانة لغيرك فكن صريحا صادقا أمينا وأنتظر الجزاء من مالك الملك .

فبخلق البطانة تكشف الأقنعة الكاذبة وتتكشف الحقائق، وعلى الإنسان أن يتذكر أن الكرسي والمنصب لا يدومان لأحد، وفي يوم ما سوف يغادرهما، فاترك وراءك ذكرى طيبة، و إجعل دعاء الناس طريقًا لك إلى الله، فكم من حي لا يُذكر بخير ودعاء الناس عليه، وكم من ميت ذكراه خالدة بفضل دعاء الناس له، ومن أكبر الأدلة على ذلك"دولة الشهيد وصفي التل".

وثمة توافق تاريخي لدى الأردنيين، منذ عهد الملك الراحل الحسين رحمه الله، على أن "العقدة لا تكمن في الملك بل في من حوله" من بطانة نسأل الله لهم الصلاح والهداية .

وفي الختام، نتضرع إلى العلي القدير بأن يبقي جلالة الملك عبدالله الثاني، حصنا حصينا للبلاد والعباد، وراعيا أمينا لشعبه الوفي، لتحقيق ما يصبو إليه من سؤدد وعزة وفخر .

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع