أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"صناعة الأردن" ووفد اقتصادي فلسطيني يبحثان تعزيز التعاون الخارجية تتابع أوضاع أردنيين محتجزين بعدد من مطارات لندن مصر تتمسك بانسحاب إسرائيل من معبر رفح لإعادة تشغيله بن غفير: سنحل الحكومة إذا مضى نتنياهو باتجاه إبرام صفقة رئيس بلدية أردنية ينفذ وصية عامل بقيادة مركبة نعشه هنغبي: تشكيل لجنة تحقيق بأحداث 7 أكتوبر سينهي حكم اليمين بـ "إسرائيل" الدويري: هذه الأدلة على أن قتلى الجيش الإسرائيلي أكبر بكثير مما يعلنه الولايات المتحدة ترجح قبول إسرائيل باتفاق إنهاء الحرب على غزة إذا وافقت حماس عليه هارتس: إصابة 46 جنديا بغزة منذ الخميس الماضي افتتاح دورة تقييم المخاطر الزلزالية والدراسات والمسوحات الجيوفيزيائية الملك يهنئ بتعيين الشيخ صباح خالد الصباح وليا للعهد في دولة الكويت أردوغان: نتنياهو همجي متعطش للدماء الخرابشة يتابع سير العمل بمبادرات الطاقة والتعدين في رؤية التحديث الاقتصادي حسين عشيش يتأهل لاولمبياد باريس اختتام مشروع "حلول مستدامة لتماسك المجتمعات" إقرار نظام الطَّائرات الجاثمة لسنة 2024 الأردن .. ارتفاع أسعار 6 سلع وانخفاض 28 إرادة ملكية بوسام النهضة العالي الشأن من الدرجة الاولى للرئيس الخصاونة حوافز تشجيعية تستهدف إحالة 11 ألف موظف للتقاعد في أمانة عمان ايقاف عمل عمال الوطن في عمان ظهر الاثنين
الديمقراطية العظمى
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الديمقراطية العظمى

الديمقراطية العظمى

28-04-2024 09:44 AM

في حين تجاوز محتجون على التعبير عن حرية الرأي خلال الاحتجاجات المؤيدة لغزة ورفضا للعدوان عليها في رمضان الماضي، تطلب الأمر تدخلا أمنيا ضد هؤلاء المتجاوزين.

ورغم أن التدخل كان قانونيا وعقلانيا، وجاء انطلاقا من المصلحة العامة، إلا أن أصواتا طالعتنا منددة بذلك، واتهمت الأردن بأنه دولة قمعية، وأنه ينتهج سياسة تكميم أفواه المتظاهرين السلميين، وصولا إلى اعتقالهم. ورغم أننا لا نريد فتح ملف الممارسات ولا الهتافات، ولا حتى العناوين العريضة التي وحدت جماعة من أولئك المحتجين غير الغامضين، إلا أننا كنا نتعجب من محاولات إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بأكاذيب وإشاعات كان هدفها واضحا جدا، وهو خلق فجوة بين الشارع وأجهزة الدولة، وصولا إلى إثارة الفوضى الكاملة في البلد.

أسترجع ذلك، وأنا أشاهد عبر الفضائيات ما يحدث في حرم الجامعات الأميركية، خصوصا في جامعة كولومبيا، حيث تحولت ساحاتها إلى مسارح لعمليات أمنية للتنكيل بطلبة خرجوا للتعبير عن رأيهم فيما يحدث اليوم من تطهير عرقي واضح في غزة والضفة، وقد عبروا عن ذلك بوعي وبطرق سلمية وحضارية.
أولئك الطلبة المحتجون ينحدرون من أعراق، وجنسيات مختلفة، وبينهم طلبة يهود، إلا إن ذلك لم يمنع من اتهامهم بمعاداة السامية، لتستدعي إدارة جامعة كولومبيا رجال الأمن، والذين بطشوا بالطلبة والمدرسين، وعاثوا فيهم تنكيلا واعتداء واعتقالا، في واحدة من الحوادث النادرة جدا أن تحدث داخل صرح أكاديمي، خصوصا في الغرب الذي أثقلنا بخطاباته عن القيم السامية خلال أكثر من قرنين.
لقد تابعنا كيف تدخلت كل أركان الإدارة الأميركية التي تتشدق بالقيم الديمقراطية العليا، لإطلاق التهم جزافا على هؤلاء الطلبة.
لكن، أنا لا أستغرب أبدا سقوط قناع الزيف عن الغرب، فمنذ السابع من أكتوبر العام الماضي، سقطت أقنعة الإعلام الغربي، الذي انحاز بشكل سافر إلى دولة الاحتلال، التي تمارس إبادة جماعية غير مسبوقة بحق الأشقاء في غزة، بل ذهبت هذه المؤسسات إلى بث خطاب الكراهية، وتزوير الحقائق، وهي مؤسسات في دول طالما أصدرت دراسات صنفت فيها دول العالم الثالث على أنها مناهضة لحرية الرأي والتعبير، وأن سقوف حرية الكلمة فيها في أدنى مستوياتها، بل ذهبت لتمويل مؤسسات لتدريب الشعوب المهنية وكيفية نقل الحقائق، والتحقق منها!
وبالتوازي مع ذلك، كانت القيم الإنسانية تنهار والعالم يشاهد الأطفال والنساء والمسنين في غزة، وهم يسقطون بفعل الرصاص والصواريخ وقذائف المدافع، ثم جاءت المجاعة التي خطط لها الكيان الصهيوني جيدا، ونفذها بتواطؤ عالمي، بينما حول هذا الاحتلال الوحشي قطاع غزة إلى أرض منكوبة تحتاج 14 عاما لإزالة الأنقاض.
لا أستغرب القمع الأمني للمتظاهرين السلميين في الجامعات الأميركية، فمن يرضى أن ينهار القانون الدولي والإنساني، ويسمح لدولة الاحتلال بفعل ما تريد، بل ويزودها بالسلاح والمال لمواصلة إبادتها الجماعية في غزة، من السهل جدا عليه أن يعتقل كل من يفكر بالتعبير عن رأيه.
الأصوات التي شككت بمواقف الأردن، وهاجمت إدارته للتظاهرات عند الكالوتي والمحافظات ووسط البلد، واعتبرته دولة بوليسية، أراها قد اختفت، ولم نسمع منها تعقيبا على ما يجري في جامعات دولة الديمقراطية العظمى، ولن نسمع منها أيضا في حال تطورت الأحداث في جامعات فرنسا، التي تشهد تظاهرات طلابية سلمية.
بالتأكيد لن نسمع من هؤلاء تعليقا واحدا، فنحن نملك موهبة خارقة في التقليل من شأن الذات، فيما يعتبر هؤلاء أن ما يحدث خارج حدودنا أمر مبرر تفرضه مقتضيات فرض الأمن، وتحقيق السلم المجتمعي!
لا يحق لنا في الأردن، أن نحمي سيادتنا في السماء ضد من يحاول استخدامها في تحقيق أهدافه، ولا يحق أيضا لنا أن نعاقب أي متظاهر ذي أجندات يسعى إلى التخريب، ولا يحق لنا أن نقول إن الأردن دوما له مصالحه الخاصة وأولوياته، ولن يسمح لأي كان أن يعبث بها، أو حتى يحاول أن يفعل!
حسنا إذن، حتى لو رفضتم، فينبغي أن تعلموا أن الأردن يحق له كل هذا، وأنه لن يتوقف عند آرائكم غير الوطنية!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع