أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بريطانيا تفرض عقوبات جديدة على روسيا وزيرة الثقافة تفتتح معرضا للصناعات اليدوية في المفرق سموتريتش يأمر بخصم 35 مليون دولار من المقاصة الفلسطينية صُراخ فتاة ينقذها من الخطف في عمّان مسؤول أميركي: بحثنا مع إسرائيل ولبنان تفادي التصعيد الأردن يـنفذ إنزالين جويين لمساعدات على جنوب غزة بمشاركة دولية ايران: فشل إسرائيل بغزة قد يدفعها لتوسيع الصراع ماذا يعني وصول قطع حربية روسية إلى مصر؟ 111 مركزا صحيا مناوبا خلال العيد - أسماء تحقيق يكشف: الاحتلال نفذ مجزرة ضد 120 فلسطينيا إتلاف طن و700 كغم دجاج غير صالح للاستهلاك في الزرقاء حزب غانتس يقترح حجب الثقة عن حكومة الطوارئ غوتيريش يؤكد التزامه بإيصال المساعدات لغزة رغم التحديات تسجيل 10631 مؤسسة تجارية وخدمية خلال 5 أشهر صحيفة إسرائيلية: يوم صعب للغاية والشمال يحترق فعليا الأوقاف: صلاة العيد الساعة السابعة صباحاً روسيا توقف التداول بالدولار واليورو في بورصة موسكو الاقتصاد الرقمي: لقاء مع مديري تكنولوجيا المعلومات في الوزارات خطة رقابية للغذاء والدواء خلال عطلة عيد الأضحى تعرف على أسعار الأضاحي في العالم العربي
الوجه الآخر للحرب
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الوجه الآخر للحرب

الوجه الآخر للحرب

05-03-2024 10:57 AM

على الرغم من أن كل الكلام عن حرب الإبادة في قطاع غزة يرتبط بعدد الشهداء والجرحى، وتأثيرات حالة المجاعة المهينة والمخزية، إلا أن لهذه الحرب وجها آخر، لا يقف عنده كثيرون.

قد لا يعلم البعض أن أدنى نسبة أميّة في فلسطين وفي العالم العربي هي في قطاع غزة، وأن نسبة التعليم الجامعي في القطاع أعلى النسب في فلسطين والعالم العربي، ونسبة الحاصلين على شهادة الماجستير تتجاوز الخمسين بالمائة من خريجي الجامعات، وهذا يفسر لماذا أقدمت إسرائيل على تدمير أكثر من 14 مؤسسة تعليم عالِ في غزة، حيث دمّرت أربع جامعات أساسية تصنف من أكبر وأقوى الجامعات في قطاع غزة، وهي الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر والأقصى وجامعة القدس المفتوحة، كما أقدم الاحتلال على قتل أكثر من 200 أستاذ جامعي في هذه الجامعات من بينهم أكثر من 65 بروفيسور في تخصصات مهمة جدا، ومعهم مئات المعلمين والطلبة والعلماء، وإضافة إلى ما سبق تدمير المدارس، ومدارس الأونروا.

هذا يعني أن إسرائيل تريد أن تترك أثرا إستراتيجيا لفترة ما بعد الحرب، ولا تريد أن تقف الأضرار عند كونها مجرد أضرار يومية، قد يتم تعويضها، لأن الحرب على التعليم في غزة، وعلى المؤسسات التعليمية، يراد منها وقف عملية التعليم، وترك أجيال كاملة بلا تعليم، ولا فرص للتعلم في ظل تدمير الجامعات والكليات والمدارس، وسفك دم الهيئات التعليمية، هذا فوق أن فرص أبناء قطاع غزة في هذه الظروف، أو بعد توقف الحرب للخروج إلى دول ثانية لتلقي التحصيل الجامعي، تبدو منعدمة، دون أن ننسى هنا، أن كل عملية التحصيل العلمي في الجامعات والمدارس توقفت حاليا، وضاعت سنة كاملة على هؤلاء، وهم الذين لن يجدوا شيئا إذا توقفت الحرب، في ظل تدمير البنى التحتية للحياة، وهو تدمير شمل كل شيء، بما في ذلك المستشفيات كما هو معروف، وبقية المرافق المدنية التي يحتاجها الناس في حياتهم.
هذه حرب انتقامية من المدنيين، والأمر ليس سرا هنا، لأن عنونة الحرب بالانتقام من فصائل مقاتلة، عنونة باتت مكشوفة للجميع، والذي نراه هو إعادة تصنيع قطاع غزة بشكل مختلف، جغرافيا، وإنسانيا، من خلال محاولات التحكم بالكتل السكانية وتحريكها، وصولا إلى شطب كل مظاهر الحياة، بحيث يتحول القطاع إلى مكان غير صالح للعيش، وبحيث يتواصل تعذيب الفلسطينيين حتى إذا توقفت الحرب، حين يجدون أن كل شيء بات مدمرا، والحياة أصبحت بدائية جدا، في ظل اقتصاد منهار، وغياب كلي للخدمات، دون أي أفق أو مستقبل.
حرب التجهيل الإسرائيلية حرب غبية، لأن مخزون الفلسطينيين من المتعلمين والأكاديميين مرتفع جدا، ولا يقف عند هذه المأساة، لكن المؤكد هنا أن سلطات الاحتلال ترصد أصلا واقع القطاع بشكل دائم، حتى قبل حرب السابع من أكتوبر، وتدرك أن أهم ضربتين يمكن توجيههما تتعلقان بالحياة الاقتصادية، والتعليم، فيما التضحية بالبشر سلوك إسرائيلي قديم، وليس جديدا، اعتقادا من إسرائيل أن التعليم من أهم أسلحة الشعوب في مواجهة أي احتلال باطل، خصوصا، في ظل إقبال الفلسطينيين التاريخي على التعليم، طوال عقود ماضية في كل فلسطين.
نحن بحاجة اليوم إلى "جردة حساب" تفصيلية لكل ما فعلته إسرائيل حتى لا نقف فقط عند حدود عدد المساكن التي تم تدميرها، أو عدد الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل، وهذا يعني أن الأيام المقبلة سوف تكشف مستويات الجريمة الإسرائيلية البشعة التي يتفرج عليها هذا العالم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع