أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سموتريتش يأمر بخصم 35 مليون دولار من المقاصة الفلسطينية صُراخ فتاة ينقذها من الخطف في عمّان مسؤول أميركي: بحثنا مع إسرائيل ولبنان تفادي التصعيد الأردن يـنفذ إنزالين جويين لمساعدات على جنوب غزة بمشاركة دولية ايران: فشل إسرائيل بغزة قد يدفعها لتوسيع الصراع ماذا يعني وصول قطع حربية روسية إلى مصر؟ 111 مركزا صحيا مناوبا خلال العيد - أسماء تحقيق يكشف: الاحتلال نفذ مجزرة ضد 120 فلسطينيا إتلاف طن و700 كغم دجاج غير صالح للاستهلاك في الزرقاء حزب غانتس يقترح حجب الثقة عن حكومة الطوارئ غوتيريش يؤكد التزامه بإيصال المساعدات لغزة رغم التحديات تسجيل 10631 مؤسسة تجارية وخدمية خلال 5 أشهر صحيفة إسرائيلية: يوم صعب للغاية والشمال يحترق فعليا الأوقاف: صلاة العيد الساعة السابعة صباحاً روسيا توقف التداول بالدولار واليورو في بورصة موسكو الاقتصاد الرقمي: لقاء مع مديري تكنولوجيا المعلومات في الوزارات خطة رقابية للغذاء والدواء خلال عطلة عيد الأضحى تعرف على أسعار الأضاحي في العالم العربي عواد: موجة الحر قد تؤثر على المطاعم خلال العيد تلفريك عجلون سيستأنف استقبال زواره السبت المقبل
يساريو اللويبدة

يساريو اللويبدة

03-08-2023 11:18 AM

في لقاء اعلامي، اعترضت على تسميتي باليساري. وسجلت نقطة احتجاج واعتراض على نعت زميل لي باليساري. و هذا ليس من باب المزح، وليس ايضا عداء للاشتراكية و القيم التاريخية لليسار الاممي.
بل لان مفهوم اليسار في الاردن لا يحيل الى شيء واضح ومتسق، وموقف سياسي محدد، او مشروع وطني، فمن الصعب ان تقبل بتسمية لا تفهم ما قبلها وما بعدها، ولا اطارها ومرجعيتها. في الاردن يشاع تسمية اليسار عموما للتذكير باشخاص كانوا في حقبة سابقة يساريين، ومن مخلفات حقبة الاتحاد السوفياتي.
و اردنيا مفهوم اليسار الراهن لو راجعناه فلا يقوم على جبهة وقوة حية اجتماعيا وسياسيا، واحزاب، وتمثيل جماهيري.
بل انه على معيار نستولوجيا «حنين الى الماضي» وظواهر فردية، كاتب ومثقف هنا وهناك مؤمن ومتأثر باليسارية. اليسار اليوم لم يعد فاعلا، وبل ان اليسارية تستخدم باشكال سيئة وتجتمع تحتها مظلة لاجندات ونظرات متعارضة حول الحرية والفردية والمجتمع، والسياسة والاقتصاد والوجود .
ذات مرة صديق مهاجر زار الاردن، والتقى شبابا منخرطين في حراكات مدنية اردنية، و يحملون شعارات يسارية، نصحهم بان يؤسسوا حزبا يساريا ليبراليا.
و يوقفوا الكلام عن الطبقية والجدلية الماركسية. وذلك اكثر انسجاما وراحة وتصالحا مع انفسهم، ومساندة لقضايا ليبرالية اوروبية، وانصهارا في المجتمع المدني ومنظماته. و لا افهم كيف يدعو احدهم يساريا، وان ينشط في السياسة وهو لا ينادي، كهدف اول يبنى حوله اجماع، بالتوافق على مراجعة سياسة الخصخصة الاردنية، واعادة النظر بها من الالف الى الياء.
و ما معنى شعارات العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات، واذا ما تم اقرار قانون عادل اجتماعيا يفرض ضريبة على الثروات والاغنياء.
و لا افهم كيف يساري، ويقف على يمين البنوك ومؤسسات التمويل مستشارا وحليفا، وصديقا. ويساريا يدافع عن خصخصة التعليم، وحماية التعليم الخاص، الافراط في برامج الموازي وتقليص برامج القبول الجامعية التقليدية. و ليس معقولا ان تكون يساريا وفاعلا سياسيا، ولا تطالب بتحويل جزء من ارباح الشركات والبنوك ومداخيل الاثرياء الى دعم اجتماعي عادل.
الاردن بلد صغير، والفجوة الطبقية عاموديا شاسعة، واحد بالمئة ثروتهم تعادل 99 % من الشعب الاردني.. والشعب مقسوم بين من يملك ومن لا يملك، ومن يقدر على العيش او العكس. وما هي هوية اليسار الأردني؟
وفيما ينمو من منظمات مجتمع مدني خلال العقدين الاخيرين، وظهرت منظمات المجتمع المدني مع سقوط اليسار، ودخلت المنظمات الى البلاد تملك تمويلا ودعما وقدرة على الاستقطاب.
في الاردن لا يوجد احصائية دقيقة حول اعداد العاملين في منظمات المجتمع المدني، وحجم الانفاق وكمية التمويل التي تصل الى الاردن.
و المنظمات المسجلة بالاردن عددها بالآلاف. ومناطق في عمان التصقت هويتها بالتمويل الاجنبي، وفي اللويبدة تنشط بالمنظمات وناشطيها وفاعيلها. و قبل ايام كنت مدعوا على امسية شعرية ضمن برامج مهرجان جرش الثقافية. و قد دعاني اليها صديق شاعر مشارك في الامسية، والصديق لا يعلم ان رابطة الكتاب الاردنيين قد انتقلت قبل 5 اعوام من اللويبدة الى الدوار السابع. و ذهبت الى عنوان «جوجل» الذي بعثه لي، وفي مقر الرابطة القديم باللويبدة، دخلت اليه، ويضم مكاتب لمجموعة من منظمات التمويل الاجنبي، وناشطين لا يشبهوننا، ويلبسون ملابس غريبة، وشعرهم غريب، ولغتهم غريبة .
المجتمع المدني في مرجعيته الليبرالية يطرح انه بديل للدولة ومؤسساتها في المجتمع. المجتمع المدني يخطط ويجمع احصاءات واستطلاعات رأي عام ويقيم دورات، وتدريبا، وتمكينا. و طبعا، هذه تاريخيا ووطنيا من وظائف مؤسسات الدولة واجهزتها، وكما ان منظمات المجتمع المدني انشأت بيروقراطا خاصا، لها مجتمعها ومزاياها ونظامها ولغتها السياسية. و لمنظمات المجتمع المدني سقف ايدولوجي ونظرة محددة في مفهوم السياسة والاصلاح، ولا تقترب من مفاهيم السوق الحرة والاقتصاد الحر، والعداء لعدالة توزيع الثورة، والديمقراطية الاجتماعية، والحوكمة والعدالة. لهذه الاسباب والملاحظات، وان كنت كتبتها على عجالة وبشكل مقتضب اعترضت على نعتي باليساري.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع