أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سمر نصار: سلامي جزء من مشروع ممتد وكأس العرب محطة نحو كأس العالم وآسيا المفوضية السامية: توقع عودة مليون لاجئ سوري خلال 2026 وأكثر من 4 ملايين خلال عامين الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية الأردن .. الأرصاد: أجواء باردة وتحذير من تشكل الضباب ليلاً الأردن والسعودية يبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال للمرحلة الثانية وزير الطاقة الإسرائيلي: قد نضطر لاستخدام القوة لنزع سلاح حماس الجمارك تمدد دوام مديرية القضايا لتسهيل الاستفادة من إعفاءات الغرامات بيان صادر عن اللجنة الاستشارية الخاصة بأراضي شركة مصانع الإسمنت الأردنية – الفحيص استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع إجراءات قانونية بحق متسولين ينتحلون شخصية عمال الوطن القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025 صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506 محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة دروس يرفض الحكام العرب أن يتعلموها

دروس يرفض الحكام العرب أن يتعلموها

15-09-2011 02:05 AM

دروس يرفض الحكام العرب أن يتعلموها
بقلم: د. آية عبد الله الأسمر

لطالما ظننا أن إسرائيل قدر لا مفر منه، وأن القبول بها بل والتعامل معها أمر مسلم به ولا مناص منه، وأن التطبيع معها ومد جسور التعاون السياسي والاقتصادي والأمني وحتى الثقافي، مسائل مفروضة علينا ومجبرون نحن على الإذعان لها تحت كل الظروف.
اليوم وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة على الساحتين العربية والإقليمية، أعتقد أن الصورة اختلفت في ألوانها وشكلها ومضمونها ورسالتها، ذلك أن بعض الأحداث المهمة لها دلالات ومؤشرات ينبغي أن لا تمر علينا دون أن نتوقف عندها بالدراسة والتحليل والنقد والتقييم.



أولا: يتوجب علينا اليوم أن نقف طويلا عند مسألة طرد السفير الإسرائيلي من تركيا، لنتذكر أن الاتفاقيات ومعاهدات السلام التي نكبل بها أيدينا وأقدامنا ونكمم بها أفواهنا، ونخدّر بها غضبنا وقهرنا وندفن فيها كرامتنا وإنسانيتنا، هذه الاتفاقيات ملزمة للطرفين، ويستطيع أي من الطرفين أن يتحلل من شروطها عندما يخل بها الطرف الآخر، وهذا ما حدث بين تل أبيب وإسطنبول.



ثانيا: يوجد لدى الرئيس أو المسؤول العربي مبررات كثيرة ومسوّغات مختلفة يسوغها في سبيل الإقدام على خطوات جريئة، ترضي ضميره –إن وجد- ومطالب شعبه، أمام الضغوطات الدولية والإرهاب الصهيوني، أنا أستطيع أن أقف بكل حزم وشجاعة وجرأة أمام العصابات الصهيونية لأوضّح لهم أن الغضب الشعبي الذي أثار أحفاد عبد الناصر، ودفعهم لمداهمة السفارة الإسرائيلية بعد العلاقة الغرامية غير المشروعة التي قامت في عهدي السادات ومبارك بين مصر وإسرائيل، هو غضب منطقي ومشروع لشعب يثور من أجل أبنائه الذين قتلوا بغير وجه حق.



ثالثا: الموقف الروسي المتشدد في دعمه للنظام السوري، والذي مازال يمثل مع الموقف الصيني عقبة، في وجه استصدار قرارات من هيئة الأمم من شانها الإضرار بالنظام السوري وتضييق الخناق عليه، يستدعي إلى الوعي العربي قضية غاية في الأهمية، ألا وهي قضية تكوين أحلاف سياسية قائمة على مصالح سياسية واقتصادية وأمنية مشتركة، يمكن أن تقوم الدول العربية بالدخول فيها كشركاء استراتيجيين مع الدول المجاورة كتركيا وإيران وروسيا، لا كأتباع مهزومين خنوعين كما هو الحال الآن مع أمريكا وإسرائيل.



رابعا: عندما تهدأ ثورات الربيع العربي، ويحمل الربيع حقائبه ويرحل معلنا عن هزيمته أمام جيوش الشتاء المندفعة ببردها ومطرها وثلوجها، على زعمائنا العرب أن يفكروا مليا بترتيب أوراقهم وإعادة صياغة مشاريع حكمهم ومشروعية أنظمتهم، بحيث يعتلي الشعب قائمة أولوياتهم ليستمدوا مشروعية وجودهم من الداخل الشعبي لا من الخارج الإمبريالي، علينا اليوم أن ننظر إلى بناء الدولة المؤسساتية المرتكزة في وجودها على بنى تحتية قوية وراسخة ومنظمة وثابتة، حتى لا نعاني ما نعانيه اليوم من فراغ سياسي ناجم عن كون الدولة العربية مرتبطة بخيوط أنظمتها الواهية، عوضا عن ارتكازها على أوتاد مؤسساتية تحمل الدولة بغض النظر عن وجود أو غياب تلك الأنظمة.



خامسا: عوضا عن اجترار بقايا الحقد التاريخي بين إيران والعرب وبين السنة والشيعة، ومحاولة اتهام تركيا باللهاث وراء مصالحها وتبرير مواقفها من منطلق رغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي، والتخوف من الجعبة الروسية بما فيها من مضامين ومفاهيم اشتراكية وشيوعية معاكسة للتيار الرأسمالي، يتوجب على الأنظمة العربية الحالية والقادمة أن تستوعب هذه التجارب التي نهضت من بين الركام، ونفضت عن نفسها غبار ضعف علق بها لأسباب مختلفة ولفترات لم تدم، من أجل استعادة دورها الحيوي على الصعيد الإقليمي والدولي، كفانا بكاء على أطلال ال67 ولنقرأ مسيرتي اليابان وألمانيا اللتين تمكنتا من دفن كل آثار هزائمهما السابقة في الحروب العالمية، ولنلق نظرة على الصين التي راحت تتعملق اقتصاديا بصمت وثقة.



سادسا: استنادا إلى ما نادى به الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، من أن الشعب هو المسؤول الوحيد عن انتخاب واختيار حكامه ورؤسائه بناء على وعيه وثقافته وعلمه، علينا إذن أن ننظر إلى مسألة الوعي والثقافة والفكر والعلم السياسي بصورة أكثر جدية وأوسع حجما وأشد عمقا في تربيتنا الوطنية لأبنائنا، حتى نتخلص من مجموعات الانتهازيين والوصوليين، والذين يتهافتون للوصول إلى سدة الحكم تحت شعارات الوطنية ومن خلال المسميات الحزبية المختلفة.



هذه النقاط والكثير غيرها تحتاج إلى سنوات من القراءة والفهم والاستيعاب، حتى نتمكن من رسم خارطة طريق خاصة بنا ومفيدة لنا عوضا عن صفقات الغاز الخاسرة، التي نعقدها على حساب الوطن والمواطن ولصالح العدو، اليوم نحن على يقين بأن السي آي إيه لم تعد الخيار الوحيد لأنظمتنا العربية، وهناك العديد من الأمثلة بعضها تاريخي، وبعضها الآخر مازال حيا وماثلا أمامنا في كوبا وفنزويلا، وتدلل هذه الأمثلة وبقوة إلى أن الأنظمة العربية يمكن لها أن تستمد مشروعية وجودها وقوة بقائها من شعبها لا من واشنطن وتل أبيب، علينا اغتنام فرصة التحولات التي يمر بها العالم، ولنحوّل مطامع الآخرين في أراضينا وثرواتنا إلى فرص استثمارية لصالحنا، بحيث نعقد صفقات نحن فيها رابحون، وندخل في تحالفات نحن فيها شركاء، ونرسم مشاريع نحن فيها أصحاب رأس المال، أخيرا جاء الوقت الذي نستطيع فيه أن نكون رؤوسا لا أذنابا وقادة لا أتباعا، وأسيادا في العالم لا عبيدا وإماء له.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع