الامارات : إلزام 5 متهمين انتحلوا صفة «الشرطة» برد 600 ألف درهم إلى ضحية سرقة
ورشة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي لمعلمي برنامج بيتك
روبيو يؤكد أهمية تدفق المساعدات وبدء عمليات إعادة الإعمار بغزة
جيش الاحتلال يزعم اعتقاله شخصا ينتمي لتنظيم داعش في سورية
ويتكوف: اجتماع ميامي دعم تشكيل مجلس السلام بغزة
رئيس وزراء لبنان: نقترب من إتمام المرحلة الأولى من حصر سلاح حزب الله
السعودية : ضبط 17880 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال اسبوع
4 عادات يومية بسيطة تؤخر شيخوخة دماغك 8 سنوات
فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية الأحد
باريس سان جيرمان يوجه رسالة لمبابي بعد إلزامه بدفع 61 مليون دولار
عدو قلبك الأول .. قلل هذه الدهون واحمِ نفسك من النوبات القلبية
بعد إلغاء وجدولة 200 رحلة .. عودة العمليات التشغيلية لمطار الملك خالد بالسعودية
رئيس وزراء لبنان: نقترب من إتمام المرحلة الأولى من حصر سلاح حزب الله
السعودية : اعدام سوداني لتهريبه الكوكايين في أحشائه
توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة جنوب سورية ونصب حواجز تفتيش
وزارة الشؤون السياسية تنظم ملتقى "الشباب والتحديث السياسي" في إقليم الشمال
طقس العرب: استقرار الأجواء في الأردن حتى نهاية الأسبوع مع أجواء باردة ومؤشرات لتغير جوي لاحق
فوائد مذهلة للسبانخ .. اكتشفها!
تدهور وضع المضربين عن الطعام دعما لغزة في بريطانيا
نايف عبوش - لاريب أن لكل مجتمع موروثه الثقافي، وعاداته، وتقاليده، التي غالبا ما تنتقل من جيل إلى جيل، بنفس السياق والتقليدية، التي يألفها الخلف عن السلف ،حيث تتشكل في العقل الشعبي الجمعي ثقافة موروثه بتلقائية عفوية، نتيجة عملية ترادف الأجيال،لتنعكس في السلوك الجمعي ،بممارسات، يصعب تعديلها ،أو تجاوزها، أو الخروج عليها، بما اكتسبته من يقينية إجتماعية صارمة ، يصعب تشكيك الأجيال بها ،واقناعهم بالتخلي عنها، بعد أن أصبحت جزءا من عواطفهم، واستوطنت وجدانهم، وأستقرت في أعماق ذاتهم ،بعد أن تعايشوا معها منذ طفولتهم، في عملية صيرورة اجتماعية، تعتمد عقلية تواصلية للخلف، مع السلف عبر الزمن،وفي إطار البيئة الحاضنة ،لتجعل من الموروث بكل تجلياته، نمطا متكررا ،يراه البعض جامدا، ولا يستجيب للتطور، وبالتالي فإنه بهذه الشاكلة المتيبسة، يعطل في عقول الأجيال الجديدة وهج الإبداع، ويحد من العطاء،وما يعنيه ذلك من هدر للطاقات الكامنة لتلك الأجيال .
ومن هنا فقد بات البعض يرى ان الموروث بنمط ثقافته المتناسلة،يسبب تدهورا وانحدارا في البنى المعرفية للمجتمع،مع ما يتضمنه من اساطير وخرافة، ومن ثم ،فانه يحتاج إلى ثورة فكرية وتربوية ،تحرر العقول من العطل، والشلل الذي اعتراها، لكي يكون بمقدوره مواكبة الحداثة، ومجاراة حركة العصر.
وإذا كان لا بد من العمل على إعادة هيكلة ثقافة واقع حال الموروث الراهن، المثقلة بكل سلبيات هذه التداعيات، وإعادة تشكيلها بما يتلائم مع معايير التحديث، والعصرنة، حتى يمكننا التعايش بتوازن مع معطياتها، والتكيف مع إنجازاتها المتسارعة ، بأقل ضرر يلحق بأصالة هوية وجودنا الاجتماعي، وموروثنا الشعبي ، فإن ذلك ينبغي ان يتم في إطار الحرص الواعي، على الحفاظ على أصالة هوية الموروث الحضاري لمجتمعنا، وعدم التفريط بها، مهما كانت ضغوط إغراءات الحداثة جذابة، وملحة ، بعد أن طالت تحديات العصرنة، بآثار تداعياتها السلبية، صميم حياتنا اليومية الراهنة ، بتسفيه العادات، والتقاليد الحميدة، حيث بدأنا نلمس اليوم، جنوح الجيل الجديد ، صوب الإنسلاخ التام من سيطرة الأسرة،والتفلت من ضوابط المجتمع، بشكل واضح، والانزياح في نفس الوقت بمسارات غريبة عن المألوف، من موروثنا الإجتماعي، بعد أن تفاقمت فجوة الجيل، وغابت ظاهرة الترادف التقليدي بين الأجيال، مع غزو العصرنة الصاخبة ،الأمر الذي يهدد بتفكك قيمي، واجتماعي، قد يقود إلى ضياع الأجيال، والإستلاب التام لكل معالم الهوية التراثية ، في المستقبل القريب.
لذلك بات الأمر يتطلب الإنتباه الجدي، عند التفكير بأي معالجة للتحديث ، إلى مفاعيل سلبيات تداعيات العصرنة المتسارعة ، التي طالت عواقبها كل جوانب حياتنا الراهنة ، من عزلة اجتماعية، وانغماس مقرف، وابتعاد عن موروثنا الديني، والحضاري ، والتراثي، ومن دون إغفال حقيقة كون هيمنة الثورة الرقمية، قد أصبحت اليوم، سمة عصر، وثقافة واقع حال راهن، وبالتالي فإنه لامناص من التفاعل الخلاق، والتعايش البناء معها،والانتفاع من كل ماهو مفيد منها، ونبذ ماهو ضار، من دون الإنغماس الكلي الآلي فيها، أو تركها، والإنسحاب منها مطلقا ، وبالشكل الذي يحافظ على معالم الهوية التراثية، ويسمح بتواصل الجيل الجديد من الناشئة مع موروثه الاجتماعي ،في عملية ترادف واعية، تتجاوز النسخ والتناسل التقليدي ، وتقوم على التواصل والإستلهام الواعي للموروث، والتفاعل مع إيجابياته،في نفس الوقت الذي يعيش حياة الحداثة، التي تتسارع تداعياتها بشكل صاخب، يهدد موروثنا الشعبي بالكنس، والمحو من الوجود بمرور الزمن .