أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مصدر إسرائيلي: تل أبيب قبلت مناقشة إنهاء الحرب نتنياهو يقبل دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأميركي بيان قطري مصري أميركي: خطة بايدن خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار بلاغ عن واقعة في البحر الأحمر غربي الحديدة باليمن المومني: لا يوجد تصويت علني ومن سيصوت سيتم تحويله للادعاء العام غانتس:مقترح بايدن لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تمت الموافقة عليه بالإجماع داخل المجلس الحربي الإسرائيلي الليلة الاحتلال يوافق على قبول 33 من الأسرى أحياء أو قتلى الأميرة عالية بنت الحسين ترعى مباراة كأس الحسن الخيرية للبولو بالزرقاء الوطني لحقوق الإنسان: الحصول على المعلومة الصحيحة ممكن للشباب نتنياهو سيعقد جلسة لمناقشة أوامر اعتقال الجنائية الدولية “المستقلة للانتخاب”: نجاح التجربة الحزبية في الانتخابات المقبلة يعتمد على المشاركة الفاعلة. درجات حرارة تلامس الـ 40 في عمان يوم الاثنين. وزير التربية والتعليم العالي: رغبة قوية لدى الطلاب نحو التعليم المهني. اشتباكات مسلحة إثر اقتحام الاحتلال بلدة سيلة الظهر بجنين فيديو وتفاصيل جديدة عن عملية نوعية للقسام. الدفاع المدني: تعاملنا مع (886) حالة إسعافية خلال الـ 24 ساعة الماضية القسام تنشر صورا بشأن استدراج قوة إسرائيلية لنفق في مخيم جباليا. سرايا القدس: قصفنا بوابل من قذائف الهاون الثقيل جنود العدو وآلياته الشمالي: توفير 70% من المنتجات المحلية داخل المؤسسات الاستهلاكية. قصة حارس رئيسي الشخصي الذي نجا من حادثة الطائرة
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة جلال الخوالدة يكتب لزاد الاردن : معروف البخيت...

جلال الخوالدة يكتب لزاد الاردن : معروف البخيت أو الجنرال في متاهة *

21-08-2011 02:50 AM

زاد الاردن الاخباري -

استيقظَ متجهماً، عابساً، بطيئاً كعادته، متثاقلاً يبحثُ عن "سيجارة" صباحية، أشعلها دون أن ينتبه إلى عشرات الأشياء الصغيرة التي تسربت بسرعة إلى مشاعره وخيالاته، وفجأة، وحين بدأت الأشياء الكبيرة تتوارد إلى ذهنه تباعا، وقف، وأطفىء "السيجارة"، دون أن يكملها، على طاولة خشبية وليس في منفضة السجائر، إستغرب صدمته دون خبر صادم، وراح يتساءل عن كل ما يجري حوله: لجنة تعديلات دستورية تبدل وتغير "على كيفها"، معارضة شرسة تطارده ليل نهار، حراكات.. شبيلات..عبيدات.. إخوان، مجلس نواب يؤيده ويلاعبه، شباب أردني غاضب، أجهزة أمنية مسيطرة، مراكز قوى ناشطة تخطط وتتهامس وتتآمر ضده، وفوق هذا وكله، لعنة "كازينو" لم يلعب أحد فيه "القمار" بعد، والشعب، خلف أسوار الدوار الرابع ينتظرونه، وهم يهتفون:

  • إرحل يا دولة الرئيس
  • كان قد سمع هذه الجملة قبلا، نعم، كان ذلك حين هتف بها الشعب الأردني قبل سبعة شهور، للرئيس السابق، والتي ألقت به خارج دوائر السلطة التنفيذية، في ذلك الوقت كان "الجنرال" يترنم لسماع تلك الجملة، لكنه لم يهنأ بتلاشي صداها، فقد سمعها هو أيضاً، وبشكل منتظم، منذ أول لحظة تم تكليفه رئيسا للحكومة، في الثاني من فبراير 2011، فقد كانت لعنة حكومته السابقة، وعلى عكس ما توقع، حاضرة وماثلة لدى الناس: قضية الكازيو نفسها، تزوير إنتخابات 2007، البطىء الشديد في تطبيق البرنامج الحكومي، وسمعها أيضا طيلة الشهور القليلة الماضية، في حكومته الجديدة، وارتفع الصوت بها منذ إكتشاف هروب "السجين الطليق" بحجة العلاج من تحت بطانة ولايته ثم عودته مؤخرا بطريقة مسرحية كوميدية، وقبل ذلك لعنة الكازينو مرة أخرى ورفض الناس لبرائته النيابية وإعتبارها مجرد تمثيلية فقط، ثم إحجامه وتردده وخوفه من الإصلاح، وكأن المتشددون كانوا يحذرونه صباح مساء:

  • إياك ثم إياك يا ابو سليمان أن تقدم أية تنازلات ..!!
  • بدا شاحبا ساهما شاردا، وهو يجهز نفسه لمغادرة بيته، كان يدور في حلقات لا تنتهي من التساؤلات، كان يظن أن تجاوزه للمرحلة السابقة، وسط عواصف ثورة غضب عربية عارمة، والآف من المتربصين، وقضايا لا يستطيع أن يحملها ويتحملها أعتى المسؤولين، ونجاته منها جميعا، ونجاة حكومته، إنما هي دليل "أن الضربة التي لا تقتلني تقويني" هكذا قال لنفسه وهو يرتدي بدلته الشهيرة، التي لا يحب يراه أحد وهو يرتديها، بينما كان يتكشف له بسرعة أيضاً وجها آخر لكل ما فكّر به، فالضربات الموجعة التي وجهت إليه لم تقصد القضاء عليه، ولم تقصد تقويته، بشكل شخصي، بل كانت تقصد ببساطة أن تعيد ترتيب البيت الأردني، وتعيد ترتيب أولويات هذا البيت الدافىء الآمن، تلك المسألة التي يحاول فهمها، وكان يظن أنها مجرد حرب شخصية موجهة ضده، لكنه اليوم، وبعد أن أمر السائق أن يتوجه للدوار الرابع، صار يرى أن بعض هذا التغيير يحدث فعلا، وتراءى له من جديد، مقعده الوثير في بيته الذي غادره للتو، حيث التقاعد نهائيا، فقال لنفسه:

  • ماذا كان سيحدث لو أنني وقفت مع التغيير والإصلاح الشامل؟!؟
  • وأضاف يسألها: "هل ستقوم قيامة المتقاعدين، والمتشددين والمحافظين، وأشكال أخرى غير مرئية من معارضي التغيير والإصلاح؟ مستحيل، فهم يرون فيّ "وصفي التل" الجديد، ثم تردد وهو يصحح لنفسه: "هؤلاء متجبرون، لا وصفي ولا غيره...والله كان يطحنوني".

    سينتظر نهاية أيلول، حتى يصدر قرار إقالته رسميا، فهو لا يفكر في الإستقالة بشجاعة، ولا يريد أن يكون هو الذي يسجل هذه سابقة تاريخية في سجل رؤساء الحكومات الأردنية، قد يكون الأمل أن لا يجرفه التغيير فيبقى في السلطة بضعة أيام اخرى، هكذا تأمل، وعليه أن يحتمل المماحكات والتلميحات التي تلتف وتتقافز حوله، ويحتمل "الهمز" الذي يشتم رائحته "أنه إنتهى فعليا"، ويحتمل نظرات موظف صغير، يعلم سراً كبيراً، ويعلم بعض المعلومات عن التحضير للمرحلة المقبلة، وقد يحتمل أيضاً، أن يحتفظ المقربون بما لديهم من تعليقات حول ولايته التي أينعت، وحان قطافها، ولكنه لن يحتمل أن يبقى الشعب الأردني، الذي تأكد أن الجنرال قد بدأ يدور في متاهة الإقالة، ويطالب بإقالته على جرائم هو متأكد أنه لم يفعلها، وعلى إنجازات، هم متأكدون أنه كان يعارضها، ولا تسجل له، لن يحتمل صوتهم الذي راح يتصاعد ويتصاعد ويهتف:

  • إرحل يا دولة الجنرال.
  • إرحل... إرحل... إرحل


  • * مستوحاة من سيمون بوليفار أو الجنرال في متاهة – رائعة جابرييل جارسيا ماركيز 





    تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

    التعليقات حالياً متوقفة من الموقع