أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء الجمارك تدعو إلى الاستفادة من الفترة المتبقية لتطبيق القرارات الخاصة بالاعفاءات من الغرامات المترتبة على القضايا ولا تمديد لهذه القرارات مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506 محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025 استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع واشنطن تحتجز ناقلة نفط ثالثة قرب فنزويلا 3 إصابات جراء اعتداء مستوطنين بالضرب على فلسطينيين في طولكرم سويسرا: منفتحون على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي صدور الارادة الملكية بالموافقة على قانون الموازنة العامة تعيين حكام مباراتي ربع نهائي كأس الأردن لكرة القدم جمعية «لا للتدخين»: تخفيض ضريبة السجائر الإلكترونية صدمة ويشجع اليافعين على التدخين المفرق: حفر 458 بئرا للحصاد المائي إصدار جدول مباريات الأسبوع الأخير من درع الاتحاد نظام جديد لتنظيم تأجير وتملك العقارات خارج محمية البترا جرش تجمع طن نفايات يومياً وحملات مستمرة لمكافحة الإلقاء العشوائي كيف أهدرت الحكومة الأردنية فرصة ترويج تُقدَّر بـ 300 مليون دينار عبر كأس العالم؟ نجمان عالميان يشيدان بأداء المنتخب الوطني أمام المغرب الكرك تستذكر شهداء القلعة بفعالية وطنية ومشاركة مجتمعية واسعة تقرير جديد حول النيكوتين يدق ناقوس الخطر!
الأخلاق ومستقبل البشرية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأخلاق ومستقبل البشرية

الأخلاق ومستقبل البشرية

19-08-2022 06:20 AM

ثمة عودة قوية للأخلاق مع مطلع الألفية الثالثة بعد أن طغت الجوانب المادية بوحشية على كافة تفاصيل المجتمعات، وأصبحت التكنولوجيا بديلاً للعلاقات ومعايير المجتمع المتعارف عليها كالعواطف والمحبة والوفاء والمروءة، فهي أصبح لا سوق لها بعد أن تم سلعنة الحياة.

إن جميع ما نقوم فيه ونمارسه مفعمٌ بالقيم. المستقبل للأخلاق. فالأخلاق قوة وليس ضعفاً.

في صبيحة يوم من عام 1955م، قامت امرأة زنجية وتدعى (روزا باركس Rosa Parks) في الركوب بإحدى الحافلات العامّة من شارع ( كليفلاند Cleveland) بمدينة مونتجمري بولاية ألاباما الأمريكية. وحيث يسود التمييز العنصري آنذاك فقد كان من المفروض على روزا أن تُخلي مقعدها لأي شخصٍ أبيض، ولكن رفضت روزا أن تُعطي مقعدها إلى رجلٍ ابيض، فقُبض عليها من قِبل الشرطة، ونتيجة التمييز العنصري كانت مثل هذه الأعمال تتكرر آلاف المرّات يومياً، وقد تم تغريم روزا عشرة دولارات»

ما قامت به روزا هو الشيء الصحيح، والمجتمع بأسره كان على خطأ عندما يعتقل سيدة لمجرد أنها تجلس في المقاعد الأمامية للباصات. هذه الحالة أكدت بأن الشجاعة ليست بطولات خارقة بل هي أعمال عادية تتم في ظل ظروف غير عادية، كما كان الحال سائداً في الولايات المتحدة بين البيض والسود، حيث كانت على سبيل المثال حمامات ومطاعم وأماكن عامة مخصصة للبيض ولا يحقّ للسود أن يرتادوها، كذلك كانت الحافلات تخصص المقاعد الأمامية للبيض. بل أكثر من ذلك، فقد كان هناك نوافير مياه الشرب يكتب عليها « مخصصة للبيض».

الأخلاق ليست صرعة هذا العصر، لكنها الوصفة الصادقة لإنقاذ البشرية من الهاوية المنتظرة،

وقديماً قال أرسطو (322ق.م) « الانحراف الضئيل عن الحقيقة في البداية يتضاعف إلى ألف مرّةٍ في النهاية». لقد شعر أرسطو طاليس بأهمية إقامة الحكومات والمؤسسات على أسس أخلاقية بحيث تمكِّن الناس من أن يكونوا شرفاء صادقون منتمون متعاونون، فهو من أوائل المتحدثين عن أخلاق الدولة والقادة، كذلك جاء أبقراط ( أبو الطب) ليضع أول أخلاقيات مهنية والتي لا زال الأطباء بمختلف دول العالم يقسِّمون بأن يلتزموا بها قبل ممارستهم للطب، وما من نبّيٍ أو رسولً إلا وكانت رسالته مفعمة بالأخلاق الحميدة، بل إن كونفوشيوس يمكن اعتباره من واضعي المبادئ الأخلاقية العامة، وما من ديانةٍ وضعية إلا وتضمنت مفاهيم وقيم أخلاقية تدعو للعمل بها، بل أكثر من ذلك فإن بداية البشرية كانت على أسسٍ أخلاقية كما تروي الكتب الدينية عندما قتل قابيل أخاه هابيل فجاءه الطير ليريَّه ويعلّمه كيف يواري سوأة أخيه، من هنا يبدأ البحث عن مستقبل البشرية. لن يكون لنا أي مستقبل دون العودة للأخلاق، ولن تكون هناك عودة للأخلاق دون توفير البيئة الأخلاقية سواء في علاقاتنا الشخصية أو البينية.. وفي علاقات الدول والمجتمعات والثقافات المتنوعة.

إن الأخلاق تنمو وتزدهر في بيئة تتبنى الفضيلة والقيم الأخلاقية، فالبيئة الأخلاقية هي نظام من المعايير والممارسات الموجودة في الحياة اليومية، وهي التي تُضفي المعنى والقيمة لما نقوم به من أعمال، فالبيئة غير الصحية أخلاقياً يكون فيها الفعل الأخلاقي أكثر صعوبة وربما استهجاناً ويتطلب أحياناً قدراً كبيراً من الشجاعة، من الفعل العادي أو حتى غير الأخلاقي فيها. إن البيئة تحدد الأفكار والممارسات اليومية للناس، بل وتحدد نوع الناس الذين يعيشون فيها.

الجميع يفعلون ذلك : أحياناً عندما نقوم بعمل الأمر الصحيح يكون ذلك سلوكاً بطولياً، وقد يعتبر سلوكاً غبياً وغير مقبول اجتماعياً وأمرٌ يصعب على الكثيرين القيام به، والقلة منّا مَن يقبل أن يصبح بطلاً أو شهيداً. كم هي الممارسات اللا أخلاقية التي تصبح معايير اجتماعية أو مؤسسية مقبولة بل ومفروضة.

إن البيئة التي يكون فيها الكذب والغُش والنفاق أمورٌ عادية ومألوفة، فهذا سيحدد طريقة السلوك والممارسة للجميع.. الكل يغش أو الكل يُدخن أو الكل يكذب، فلماذا لا افعل مثلهم.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع