زاد الاردن الاخباري -
يقولون أن أذكى من يقود المعارك هو الذي يضع مخططا يعتمد إنهاك الخصم وإضعافه، مُخططا مُحكما ينخر في بنيان الخصم أو العدو، ويحطمه معنويا وداخليا، فيصبح القضاء عليه سهلا وممتعاً، ولذلك أقنعوا المثقفين، منذ سنوات طويلة، أن أي حديث عن نظريات مؤامرة، هو ضعف لهم، هو وهم وتخبط، وهو كذلك فشل ذريع، مما أتاح للمتآمرين، وهم كُثر، تمرير كل مؤامراتهم بسهولة ويسر، ولكني قررت اليوم، تقبل أي إتهام، وأي وصف بالضعف والتخبط والفشل، وسأتمسك بنظرية المؤامرة في كل شيء، وليقولوا عني ما يريدون.
أليس هناك مؤامرة إطلعنا على تفاصيلها، بين أمريكا والإخوان المسلمين، جرت أحداثها في تركيا على شكل ضوء أخضر أمريكي لدعم أي توجه إخواني، في حال قرروا المضي في رفع سقف مطالبهم وأحلامهم السياسية وهل يكفي نفيهم الخبر، هم وغيرهم، أن نصدق أن الـ سي آي إيه ستترك الإحتمالات مفتوحة دون تغطية؟!؟
أليست هناك مؤامرة "مضحكة" باسم معارضة خارجية، وهم كلهم، عبارة عن شخص واحد "مفصوم" وصلت لديه حالة الفصام بكتابة بيانات ووضع أسماء وهمية "مضحكة" وإختراع قصة إجتماع تلك الأسماء بطريقة "مضحكة" ويروج لها عبر موقعه على الفيس بوك وأحد المواقع الـ "مضحكة"، والأدهى أن بعض دعاة الإصلاح "المضحكين" يروجون لها بحجة أنها لا تعجبهم وأنها ركيكة ..الخ لكنهم يروجون لها وقلوبهم ترقص فرحا على أنغام الفوضى؟!؟
أليس الهجوم العنيف من بعض الكتّاب المدّعين على الأمن العام الأردني بتشويه صورته "الكلية" لإخضاعه وتحييده وإسقاطه وتطبيق النموذج المصري كما في ثورة 25 يناير، هي مؤامرة كبرى على البلد؟!؟
أليس تمسك مدير مخابرات سابق ورئيس ديوان ملكي سابق بالحرب غير المعلنة بينهما، وهي تتمثل في كل أحاديث الصالونات السياسية، ووصلت لمرحلة تجييش أبناء الوطن ضد بعضهم البعض هي مؤامرة لتقسيم البلد؟!؟
أليس تقسيم البلد إلى أردني وأردني فلسطيني هي المؤامرة الكبرى الأخطر التي تطبخ مادتها الرئيسية لدى الأعداء ويتم الترويج لها عبر المحبين والعملاء ومحاربي نظريات المؤامرة والمتخندقين خلف وجهات نظر وذكريات قديمة منسية ؟!؟
ألا يعتبر تمسك الفاسدين بفسادهم اليومي المستشري واستمرارهم الخبيث في عقد الصفقات وسرقة الأموال والرشاوي وإقامة تحالفات السرقة هو مؤامرة ونزيف ليس له مثيل؟!؟
أليس تمسك من يطلقون عليهم الحرس القديم وتيار المتشددين الأردنيين في الحكومة وخارجها بعدم السماح للإفراج عن قانون إنتخابي يحظى بالتمثيل العادل النسبي هو مؤامرة تصب في النهاية ضد مصلحة الوطن؟
واسمحوا لي أن أسأل، أليس إهمال الإصلاح المجتمعي في دور الرعاية والجمعيات والمؤسسات المدنية وتشجير الوطن وتنظيف مدنه والإهمال الكبير لمدارسه ومناهجه وطلابه وفقراءه وإهمال المواطن لواجبه في الترويج للسياحة والحديث عن إصلاح النفس وغيرها وغيرها هو أيضا مؤامرة، غير مخططة، ضد البلد؟
أليس كل ما ذكر حقائق موجودة على أرض الواقع، أم أنني "مفصوم" آخر يضاف إلى قائمة المفصومين الذي حرقوا البلد وما زالوا يبحثون عن أية وسيلة لتحويلها إلى رماد؟!؟
ماذا ستقولون هذه المرة: مستوزر، منافق، مجنون، مغرور، مقهور، كذاب؟!؟ سأحتمل كل ما تقولون ولكني لن أحتمل أن أضع رأسي على الوسادة وأقنع نفسي أن الحياة جميلة، وأن الجميع، بما فيهم نفسي، ملائكة طاهرون، وأن كل ما أظنه مؤامرة هو محض وسوسة شيطان لا وجود لها.