زاد الاردن الاخباري -
لا يُصدق البعض، أن إسرائيل، ترقص فرحا وطربا، كلما خرجت مظاهرة أو إعتصام، تنادي بالحصول على مكتسبات سياسية لأي أردني من أصل فلسطيني، ولا يصدقون أيضا أن أمريكا، وبعد إنطلاقة ثورة الغضب العربية، راحت تُشجع، بشكل أو بآخر، بطريقة علنية مكشوفة، أو من تحت الطاولة، كل من ينادي بالتوطين السياسي الممنهج، الذي يساعد على تبخر وتلاشي حق العودة والتعويضات والمطالبة بالقدس وأملاك الغائبين، وغيرها من المطالبات التي تثقل كاهل إسرائيل، وتجعلها لا تنام ليلها القصير.
هذه النظرية، تضعنا أمام تحد أكبر للمسيرة الإصلاح الأردنية، كذلك تجعلنا في مواجهة مباشرة، مع الهوية الأردنية، التي كثر الحديث حولها، وتجعلنا نتساءل: كيف تلتقي أحلامنا في الإصلاح والحصول على قانون إنتخابي يشتمل على التمثيل النسبي، وتشارك فيه كل فئات المجتمع، مع أحلام إمريكية إسرائيلية لا يهمها أن يتحول الأردن إلى دولة مؤسسات بقدر ما يهمها فقط أن يهدأ كل من يطالب بحق العودة، بعد حصوله على حقوق سياسية كاملة في الأردن، وينسى، مع الأيام، فكرة أن فلسطين محتلة وتتآلف لديه فكرة أن القدس هي مدينة يهودية وليست عربية، وقد يتجاوز، كما يخططون ويأملون، عن الأراضي المحتلة عامي 48 و67، ويتغاضى عن المجازر الإسرائيلية طيلة 63 عاما؟!؟
لا نحاول أن نضع العصي في الدواليب، ولا نريد أن يشكك أحد في رغبتنا المطلقة بالإصلاح السياسي الشامل، ومطالبتنا، وبشكل يومي، إعتبار أن كل أردني يحمل الجنسية ويحب الأردن ويعمل من أجلها هو مواطن أصيل من الدرجة الأولى، ويحق له المشاركة في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها، وأننا نرفع أصواتنا مطالبين خلالها بالمساواة والعدل بين جميع أفراد وفئات المجتمع دون إستثناء، حتى نصل تلك اللحظة التي يقوم بها الجميع بواجبه ويحصل الجميع أيضا على كل حقوقه غير منقوصة، ولكننا لا نريد لأمريكا وإسرائيل أن يشاطروننا هذا الحلم، حتى لو إضطررنا لتغيير الخطة بالكامل، ووضع خطة جديدة، تضم أحلامنا نحن فقط، نطلق عليها خطة الأردن الكبرى، تضمن وتتضمن بناء وطن متألق بالعمل والعطاء يشارك فيه الجميع، ويحافظون في ذات الوقت، على جميع الحقوق الفلسطينية، لا ينقص منها حق واحد، مهما بدا بسيطا.
هذا مجرد عصف ذهني للتفكير خارج الصندوق، قبل أن تنظر اللجنة السياسية في رئاسة الوزراء في توصيات لجنة الحوار الوطني، يهدف إلى إيجاد مقترحات يمكن مناقشتها، أفكار جديدة غير هذين النقيضين، مجرد محاولة لوضع خطة شاملة غير مجتزئة، خطة كبرى تنظر إلى الأردن نظرة شاملة وموضوعية، تأخذ بعين الإعتبار، الماضي والحاضر والمستقبل، وترى موقع الأردن الإقليمي والدولي، من عدة زوايا، وتشتمل على دور كل مواطن فيه، واجباته وحقوقه وأحلامه، وكذلك تهتم بواجب الأردن التاريخي تجاه فلسطين المحتلة وحقوق شعبها المغتصبة وعدم التنازل عن أي منها بأي حال من الأحوال.