زاد الاردن الاخباري -
شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على أن سياسات إيران التي وصفها بالـ "عدوانية" "دفعت كثيرا من الدول العربية إلى مراجعة مواقفها تجاه إسرائيل".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن قرقاش تصريحه، خلال موجز صحفي افتراضي عقده على هامش أعمال الدورة الـ75 من الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة، بأن "الإمارات لم تكن في حاجة إلى إحلال السلام مع إسرائيل لمواجهة إيران، غير أن السياسات التي انتهجتها طهران خلال العقود الثلاثة الماضية استدعت مخاوف كثيرة من الدول العربية وجعلتها تنظر إلى علاقتها مع إسرائيل نظرة جديدة".
ورجح الوزير أن "إيران ربما لم تهدف إلى ذلك، غير أن تصرفاتها كان لديها تأثير على المنطقة"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا ينوي التكهن بشأن ما إذا كانت دول عربية أخرى ستحذو حذو الإمارات والبحرين في إقامة علاقات مع إسرائيل.
وأكد قرقاش أن حكومة الإمارات خلصت إلى أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيجلب إليها فوائد استراتيجية وسيزيد من تواجدها على الساحة العالمية، مشيرا إلى أن أبوظبي "لم تفقد صديقا واحدا" في المنطقة نتيجة لهذا الاتفاق، رغم وجود خلافات إزاءه في العالم العربي.
ووصف الوزير الإماراتي رد فعل إيران على تطبيع بلاده والبحرين مع إسرائيل بأنه "مقلق جدا"، وندد أيضا بمعارضة تركيا للاتفاق، واصفا هذا الموقف بأنه "النفاق التام".
واتهم قرقاش أنقرة "بمحاولة استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح إقليمية ضيقة"، لافتا إلى أن 550 ألف إسرائيلي زاروا تركيا خلال العام الماضي، وتصل قيمة التبادل التجاري بين الدولتين إلى ثلاثة مليارات دولار سنويا.
وأعرب الوزير الإماراتي عن قناعته بأن "اتفاق أبراهام" يعطي زخما جديدا إلى التسوية الإسرائيلية-الفلسطينية، قائلا إن "الفلسطينيين يشعرون بالغضب حاليا لكنهم سيرون الفائدة الناتجة عنه في المستقبل متوسط الأجل".
ودعا قرقاش إسرائيل إلى بحث الفرص المتوفرة لديها حاليا واعتماد رؤية استراتيجية طويلة الأمد إزاء العلاقات مع بلاده، مبديا قناعته بأن ذلك سيتيح لتل أبيب "فتح مزيد من الأبواب أمامها".
وأقر الوزير الإماراتي بأن بلاده تخوض مفاوضات الآن مع إسرائيل بشأن "ما يمكن وصفه بعلاقات ثنائية طبيعية"، مشيرا إلى أن أبوظبي عرضت على تل أبيب إبرام سلسلة اتفاقات في مجال حماية الاستثمارات والخدمات الجوية والازدواج الضريبي والإعفاء من التأشيرات.
وأكد قرقاش أن الإمارات تنتظر الآن موافقة الجانب الإسرائيلي على هذه المقترحات، مشددا على أهمية أن تقوم العلاقات بين الدولتين على هذه "الأرضية الراسخة".