ما يميّز الشعب الأردني عن غيره من الشعوب أنك تشعر بزعامة كلّ فرد فيه. تشعر حينما تتكلّم مع الوزير و الشرطي و الدكنجي و الطفل أنهم كلّهم يريدون القيادة. تشعر أن الطبيب مش عاجبه العجب؛ والمحامي يرى نفسه الأجدر بإصدار الأحكام القطعية؛ وأستاذ المدرسة هو الممسك بالحقائق كلّها؛ والكهربجي (هاي عشان أبو الكرك) يرى أن الناس كلّها (مشرتة) وهو الذي يستطيع منع التشريت!.
كلّنا زعماء يا سادة؛ كلّنا روس؛ لذا لسنا بحاجة إلاّ إلى السلطة فقط. كلّ أحلامنا تنحصر في حلم واحد هو (لو يحكّموني في الناس يوم أو يومين أو أسبوع لأورجيك شو رح أعمل؟)..! ابتلاء الزعامة هذا جعلنا ننظر للعالم من فوق أو أوهمنا أنفسنا أننا فوق والحقيقة كلّ الحقيقة أننا تحت وتحت التحت أيضاً..لاحظوا حتى أنا أتكلّم معكم دون وعي بأنني أمتلك الحقيقية لأن إحساس الزعامة ضاربني..!
نحن (روس بصل)؛ نمتلك وعي البصل وحركة البصل ورائحة البصل؛ وحينما يتشابه البصل نصبح زعماء بصل على البصل. نحن أقدارنا تقودنا لأن نكون من لذائذ الطبخة ولكننا لسنا الطبخة. نحن مشهّيات فقط يمكن الاستغناء عنها وقت جوع الآخرين!.
آسف لكل هذا؛ ولكن يجب ألاّ نشطح وألاّ (نشرب مقلباً ) في أنفسنا. نحن لسنا زعماء . نحن ما زلنا نبحث عن الطريق ونرفض استخدام الخارطة.
لو بقينا (شاربين مقلب) في حالنا؛ سنظلّ (عطاشاً) ولن نرتوي أبداً.. اتركوا ماء المقلب وتعالوا للماء الزلال.
كامل النصيرات