أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة محللون: خطاب بايدن يحمل الهزيمة للاحتلال والنصر للمقاومة المطران خريستوفوروس : الملك يدفع ثمنا غاليا ليبقى صوته هو صوت المسيحية والإسلام بقايا آليات الاحتلال في جباليا تكشف عن مقاومة ضارية (شاهد) ولي العهد يرعى "منتدى تواصل 2024" الراقصة والقطاع العام .. ماذا يقصد نوفان العجارمة في منشوره بعد احتفالات اليوبيل .. هل ترحل السّلطتان في الأردن معًا شرطة الرصيفة تحقق بوفاة رضيعه ودفنها بصورة غير قانونية حماس: ننظر بإيجابية إلى دعوة بايدن لوقف إطلاق النار الدائم مصير مهرجان جرش بيد الحكومة .. والردود تتصاعد نتنياهو تلقى دعوة رسمية لإلقاء كلمة في الكونغرس عطوة عشائرية بقضية الاعتداء على معلم في عمان بيان من آل صويص حول قضية مصنع لافارج مشاهد مثيرة لكمائن ضد قوات الاحتلال وقنص جنود في رفح (فيديو) الكشف عن خطة إسرائيلية لنقل معبر رفح .. اختفت في مرحلة التنفيذ الدفاع المدني بغزة: انتشال عشرات الشهداء بعد انسحاب الاحتلال من جباليا المعتدل علي لاريجاني يقدم ترشيحه للانتخابات الرئاسية في إيران قرار قضائي بعدم مسؤولية أمين عام وزارة البيئة حول عطاء حارقة نفايات عطل خط ناقل يتسبب بوقف تزويد المياه لأحياء في المفرق جامعة جنت البلجيكية تقطع علاقاتها بكل الجامعات الإسرائيلية
عالمنا غير أمن

عالمنا غير أمن

05-05-2020 01:38 AM

بعدما كشف كوفيد 19 " كورونا " عن وجهه المخيف , وبالتالي تفاقمت المخاطر، بينما يترقب الجميع ارتفاع الدخان الأبيض من صومعة العلم يتصاعد عدد المصابين والوفيات ، وفي ظل هذا المناخ المثخن بالتوتر والقلق يحتاج الإنسان إلى إسباغ المعنى لما يعيشه ، لذا لا عجب من إثارة اللغط وسيولة التأويل بشأن الحدث الأبرز .
كورونا كارثة كونية وكورونا ليست مجرد أزمة ، بل كارثة كونية بكل المقاييس ، لقد فُرض الحجر الصحي على ثلثي سكان الأرض ، في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ .
هناك اقتصاديات كثيرة مرشحة للانهيار، الزعامة الأمريكية للعالم تترنح ، الرئيس الأمريكي نفسه وبعد أن سخر من “الفيروس الصيني” لبعض الوقت اضطر مرغماً أن يتخذ قراراً غير مسبوق بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أعلن تصنيف جائحة كورونا باعتبارها كارثة وطنية ، وهي حالة سياسية ودستورية بالغة الدقة.
كما هو الحال في كل الكوارث السابقة، هذه الكارثة لها ما بعدها , لا نستطيع أن نتوقع كل شيء، لكن الأكيد أن كل شيء سيتغير, بلا شك ستتغير كثير من المعطيات حول وظيفة الدولة وعلاقتها بالخدمات الاجتماعية من قبيل الصحة والتعليم، وحول تقنيات العمل الإنتاجي والخدماتي عن بعد ، سواء بالنسبة للمقاولات أو الإدارات.
مع انتشار فيروس كورونا وتفاقم مخاطره رشحت عدة سيناريوهات حول هذا الوباء العالمي، ذهب البعض إلى أن ما يجري هو حرب بيولوجية بين القوى المتنافسة على قيادة العالم ، وثمة من يرى أن الوباء ليس إلا فخاً لخفض عدد سكان الأرض.
ورغم أن فيروس كورونا قد تمّ اكتشافه منذ عام 2013 داخل كهف يعيش فيه أحد أنواع الخفافيش بإحدى مناطق الصين، فإن انتقاله إلى الإنسان في مطلع العام الجاري 2020، وسرعة تفشيه بين الناس في مختلف أرجاء العالم، كل هذا قد فاجأ الجميع.
وبصرف النظر عن أن بعض المختصين قد توقع منذ البداية إمكانية انتقاله إلى الإنسان، وهناك من حذَّر مبكراً من خطورة الاحتمال، إلَّا أن الأمر يتعلق بفيروس جديد، تبقى المعلومات حوله شحيحة جداً، وبالتالي كان يصعب التكهن بـ”سلوكه”. لقد كانت سرعة الانتشار مفاجئة للجميع، بمن فيهم العلماء والخبراء وقادة الدول.
وفعلاً، أمام الصدمات غير المتوقعة عادة ما تظهر ضمن الفرضيات الرائجة فرضيات قائمة على مشاعر غامضة، من قبيل الإحساس بوجود مؤامرة أو لعنة أو مخطط، أو ما إلى ذلك من تفسيرات سحرية تضرب بجذورها في اللاوعي الجمعي للبشرية كافة، لكنها فرضيات قد لا تصمد طويلاً أمام اختبارات الواقع والعلم والأخلاق .
بالموازاة، تكتنف الإنسان رغبة غريزية في العثور على معقولية معينة للكارثة ، لماذا حدث ما حدث؟ هنا يظهر نوع آخر من الفرضيات التي قد تكتسي لبوساً علمياً، لكنها لا تخلو من طابع سحري , الطبيعة تنتقم ، الطبيعة تستعيد توازنها البيئي، الطبيعة تقوم بإبطاء معدل النمو، الطبيعة تقوم بخفض نسبة التعداد السكاني… إلخ .
في بداية الأزمة صرح السياسيون بأن إيجاد اللقاح سيتم في غضون مدة قصيرة ، لكن قد مرت أشهر ولا يزال العالم يترقب خبراً سعيداً من المختبرات ، ما يجعل كثيرين يتساءلون , هل أصبح كورونا موضوعاً مسيساً وأداة للسياسيين يستخدمونها لرفع أسهمهم ؟
بالنسبة للعلماء والخبراء فقد كانت تقديراتهم منذ البداية أن الوصول إلى لقاح مناسب سيحتاج إلى شهور طويلة لأجل إجراء التجارب المخبرية، ثم التجارب على الحيوانات، ووصولاً إلى التجارب على الأشخاص المتطوعين، غير أننا نتفهم تصريحات بعض الساسة المتحمسين لفكرة قرب الوصول إلى اللقاح ، باعتبار أن ذلك ينم عن رغبة قد تكون مبررة لدى المسؤول الأول لكل بلد في أن يكون بلده أول من سيتوصل إلى اكتشاف اللقاح ، لكل ما يعنيه ذلك من فخر وطني ونصر انتخابي كذلك .
ومع فلسفة البعض ومحزنة أثناء كل كارثة ماذا يحدث ؟ اليساريون يتهمون الرأسمالية، البيئيون يتهمون الصناعة ، النباتيون يتهمون آكلي اللحوم ، المؤمنون يتهمون الكفار، وأحياناً يتهم الجميع السماء ، أما أنا فلا أتهم أي أحد . أعتبر أن الشر موجود منذ الأزل في الطبيعة والعالم والحياة، وبنحو جذري كذلك .
لذلك أقول إن الوظيفة الأساسية للفلسفة هي العزاء ، لست أنا الذي يتحدث هنا ، أنا فقط أتفق مع فلاسفة العصر الروماني، والذين أجمعوا على الوظيفة العزائية للفلسفة، ومارسوا الفلسفة على ذلك النحو، بل إن المفهوم المحوري لمعظم نصوص الفلسفة الرومانية هو العزاء بالمعنى الفلسفي للكلمة .
وأما اليوم فقد تأكدنا بالدليل الإضافي أننا نعيش فعلاً في عالم غير آمن ، وأن ذلك الحال هو قدرنا في كل الأحوال .
فقد تأكدنا اليوم بالدليل الإضافي بأننا نعيش فعلاً في عالم غير آمن .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع