المقتول الوقت

دقيقه ...

لماذا لم تجهزوا المريضه ؟ دقيقة...

لماذا لم تدرس للآن؟؟؟ دقيقه...

إنني أنتظرك ...لمّ تأخرت ؟ دقيقه ...

لا تغادروا انتظروا ... سيجارة إضافية ...كأس شاي أخر ...

لن ينتهي العالم اجلس ... !!!

إنها الا يام والسويعات ، الثواني ... التي تجعل العمر غفلة ، حتي نتفاجأ ، أن الرحيل آت ، إنه يطرق الباب ، ونذره _ المحذره _ الشيب غزى المفرق والصدغين...
دقائق ودقائق ...لنكتشف الخساره، ونبوح بها ... لأ نفسنا على الاقل ...نتفجع على هدر الدقائق واللحظات ...فيم شيئ مرعب يقترب ولحظات الأفول ستستدل الستاره ...دون استئذان ...

قبلها نستأذن العمر أن نقول ...ونحاول أن ، نسمع _ بضم الميم _ أنه الوقت البعد الرابع _ الزمن _ بعد الثلاث أبعاد _ الطول والعرض والارتفاع _ لنحس بالزمن المتتالي المتوالي ...

لنحس بقصفة وخطره ...قبل أن نذهل ...

لنخاطب الشباب المترامين على جادة الطريق . ... لنقرع ناقوسا _قارعا _ ...إن الزمن سارق سالبٌ ، لمن لا يحسن التعامل معه ...ماكرٌ مكراً سيئاً ...

لنجلس مع الأبناء...على تخوم حصن الزمن ، ولنوعيهم بخناجره واسواطه واسيافه ،،،

لنقل لكوادرنا ما الذي يعنيه هدر الوقت ، والطاقات ...
ففي عيادات لمرضى الامراض المزمنه _ ولحين الالتقاء بالطبيب _ فكروا كيف سنشغل المرضى ونوعيهم حول مرضهم ( السكري مثلا ) ولإعطائهم المعلومات التي يكررها الطبيب لأغلب المرضى فتأخذ وقت المريض والطبيب والمراجع المنتظر ، من سيعطي هذه المعلومات ؟؟؟ أفضلهم هو ...المريض الأقدم ...هناك يجلس المرضى بحلقات في قاعات الإنتظار ، يتداولون الخبرات ...

ثم في اليابان وحتى يستفيد الأطفال من حكمة الكبار المسنين ، نظمت زيارات من الروضات للمسنيين ، فيها علم المسنون الأطفال .. وأزال الاطفال كآبه _ قسوة الزمن _ وانشغال الابناء عن الاجداد ... وفي ذلك إشغال ...وتدريب وتعليم ...

وحتى لا نبعد فأين المبادرات القديمة لخدمة البيئه _ الخدمة العامه _ الخدمة التي يتطلبها المجتمع وتحتاج للمبادرات المسؤوله ...لتنظيف الطرقات والمستديرات ....والقيام بخدمة المجتمع ...

والتي تحتاج المربين الملتصقين بالوطن ، إنتماءا...
ذلك أن أبناؤنا يتجوفون ، يعزوهم الخواء والفراغ المعرفي ، والديني والخلقي ، وهم فرائس في غياب الإشغال والمحاورة وإدارة الوقت ...والإتصال العقلاني ...فرائس لألعاب منتشرة عبر وسائل الاتصال ...

فلا تتفاجأ ,أنت ساهٍ ، لاهٍ ، ان ابنك يمارس القمار ، يدين ويستدين ... فأين ذهب الفراغ وسوء تدبير الوقت به...

لا تستغرب إن كنت نائما وولدك يتحدث من تحت اللحاف ...ليمضي وقته ...

لا تستغرب ...فدون رياضة ، ودون ناد ، ودون حلقة نقاشيه ... ما يفعل الابناء وهجمة العنف والجنس تلفهم ...

والأخ العربي ملأ الفضائيات بالاسوأ فالأسوأ ...وفيها نقتل الفراغ ؟؟؟؟
د نضال شاكر العزب