منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير الاقتصاد الرقمي الثلاثاء
الغزاوي يدعو لإنشاء صندوق وطني لدعم المنتخب والشباب الأردني وحمايتهم من الاستغلال
مستشفيات البشير: فيروس الإنفلونزا يتحور كل 6 أشهر
أبو هنية: أي اتفاقية تمس الثروات الوطنية لا تكون نافذة إلا بموافقة مجلس الأمة
محافظة القدس: هدم "عمارة الوعد" جريمة حرب وتهجير قسري يستهدف تفريغ المدينة من سكانها
الجبور: قرار إحالة مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس جاء بسبب ضغوطات دون أدلة كافية
الأردن .. حملة موسّعة لضبط المركبات منتهية الترخيص
فريق الحسين يلتقي اهال التركماني بدوري أبطال آسيا 2 غدا
300 ألف مركبة غير مرخصة في شوارع الأردن والظهراوي يطالب بحل
العرموطي: الأولى تخفيض ضريبة الكاز للفقراء وليس السجائر والتبغ
زين كاش راعي التكنولوجيا المالية لماراثون دعم أطفال طيف التوحد
مصر .. سرقة 50 مليار جنيه في قطاع حيوي بالبلاد
إشارات إيجابية من واشنطن بشأن محادثات إنهاء الحرب الأوكرانية
ماكرون يكشف عن مشروع حاملة طائرات نووية جديدة
عملية ناجحة لأدهم القريشي في مركز سبيتار بقطر
10 قتلى بضربة مسيّرة استهدفت سوقا في ولاية شمال دارفور السودانية
رؤساء الكتل النيابية: إنجاز المنتخب الوطني في كأس العرب فخر لكل الأردنيين
بريطانيا تدين مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة بالضفة
الجامعة العربية تدين المصادقة على مستوطنات جديدة بالضفة الغربية
يخطر في بالي كثيرًا حين أرى فعلا في الشارع يجرح مشاعرنا، او اتابع قضية هامة يجري تسطيحها، او حتى حين احدق في مرآة تعكس صورا بائسة من مجتمعنا ولا تعبر عن قيمنا وأخلاقنا .. يخطر في بالي أن اقولَ: واللهِ عيب .
لكن ،سامحهم الله اولئك الذين قرروا في غفلة منا ان يشطبوا مفهوم العيب من ثقافتنا، او ان يفتحوا مجتمعاتنا امام عواصف (الفوضى) المطلقة التي لا تراعي اعتبارا لدين او عادات او تقاليد، وسامحهم الله - ايضًا - اولئك الذين اوهمونا أن ثقافة تقوم على العيب محكوم عليها بالفشل، وان مجتمعا يؤمن بالعيب لردع من يسيئون اليه او يجرحونه قد خرج من العصر.
زمان، كان لكلمة عيب اثرها الكبير في نفوس الناس، فأنت تستطيع ان تقول للمسؤول الذي يتجاوز صلاحياته او يخطىء عيب، فتفعل به افاعليها وتدفعه الى الخجل ومراجعة اخطائه، او تشهرها في وجه الشاطر الذي يبحث عن الثراء السريع في التحايل على القوانين او الضحك على ذقون الناس، فتوقظ ضميره وتجرح كرامته، اما اليوم فقد انقلب مفهوم العيب الى النقيض تماما فالمواطن الذي لا يحسن تجاوز القانون والتمرد على العادات والقيم يشعر - ايضا - بالعيب لرجعيته وعدم قدرته على ممارسة فنون اللعب او الحضارة الجديدة، وابناؤنا حين يسمعون من ابائهم هذه الكلمة يصابون بالصدمة: فأي عيب يمنع الاختلاط المشبوه وأي عيب يمنع ممارسة الرذيلة، وأي عيب يحرم الشباب من ممارسة كل ما يخطر في بالهم، ما دام أن العصر تغير.. ولم يعد للعيب مكان فيه.
ربما تكون التحولات التي طرأت على منظومة قيمنا قد اختزلت مفهوم العيب في زاوية الامتناع عن ممارسة بعض المهن الشريفة، لدرجة ان البعض لا يتورع عن تعليق مشكلة البطالة - مثلا - على ثقافة العيب، او عن اتهام الذين يقفون ضد دعوات التحديث والمدنية وغيرها من صور الاستلاب الحضاري والثقافي بأنهم ضحايا لثقافة العيب ايضا ، لكن ذلك لا يمنعني من المطالبة بتعميم هذه الثقافة في حياتنا، اذ لا يمكن ان اتصور مجتمعا بلا مفاهيم رادعة وزاجرة، او بلا قيود اخلاقية، ومن الاسف ان مجتعنا حين تجرد من هذه المفاهيم تحول الى مجتمع غريب، لا مكان فيه لكثير من الفضائل التي كانت تستمد اعتبارها من الحياء او الرحمة والرفق.. او عدم التجاوز على حقوق الاخرين ، او عدم الاساءة للذوق العام، او - حتى - للقوانين والانظمة.
لا ادري اذا كانت كلمة عيب التي كان اباؤنا يطلقونها لزجرنا حين نمارس بعض شقاواتنا قد اختفت من قواميسنا التربوية والاجتماعية ام ان اثرها في النفوس قد تراجع، وانا - بالطبع - لم ارد ان اشير الى كلمة حرام، التي تترادف مع هذه الكلمة، ان كان في اللغة ترادف، لظني انها تتعلق بعلاقة المؤمن مع خالقه تعالى، وهي في الصميم من عقيدتنا الدينية، بخلاف العيب الذي ارتبط بتقاليدنا وعاداتنا وموروثاتنا الاجتماعية، او - إن شئت - بعلاقاتنا البشرية مع بعضنا بعضا.
اما نحن الذين لا نزال نمسك بالكلمة، ولا نملك غيرها، فبوسعنا ان نعيد لهذه الكلمة اعتبارها، وان نشهرها دائما في وجوه كثيرة، اخطأت او تجاوزت او ضلت طريق الحكمة والصواب.. وما اكثر الذين يستحقون اليوم ان نقول لهم : عيب !!.