المفوضية السامية: توقع عودة مليون لاجئ سوري خلال 2026 وأكثر من 4 ملايين خلال عامين
الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية
الأردن .. الأرصاد: أجواء باردة وتحذير من تشكل الضباب ليلاً
الأردن والسعودية يبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال للمرحلة الثانية
وزير الطاقة الإسرائيلي: قد نضطر لاستخدام القوة لنزع سلاح حماس
الجمارك تمدد دوام مديرية القضايا لتسهيل الاستفادة من إعفاءات الغرامات
بيان صادر عن اللجنة الاستشارية الخاصة بأراضي شركة مصانع الإسمنت الأردنية – الفحيص
استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع
إجراءات قانونية بحق متسولين ينتحلون شخصية عمال الوطن
القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة
محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات
صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025
صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية
كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا
ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن
ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء
مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506
محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي
مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025
تعريف السياسة لغة هي معالجة الأمور ، وهي اصطلاحا ، رعاية شؤون الشعب في الدولة وشؤون الدولة الداخلية والخارجية ، وهي العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، وكانت السياسة دائما الشغل الشاغل للكثير من الفلاسفة والمؤرخين على مر الزمن ، وقد اختلفت الآراء حول مفهوم السياسة من فيلسوف إلى آخر ، فمنهم من يرى أن سياسة الدولة يجب أن تقوم على ثلاثة أنواع من السلطة ، وهي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية ، ووجوب الفصل بينها لضمان حقوق الإنسان وحريته ، ومنهم من رأى أن السياسة لا يجب أن تكون سجينة لمجموعة من الأجهزة التي تُخضع الأفراد لسياسة معينة داخل دولة معينة ، وأما الفيلسوف الايطالي " نيكولو ميكافيلي " ، رأى أن السياسة هي مجال الصراع بين الأفراد والجماعات ، وأن على الحاكم في الدولة أن يكون مستعدا لتوظيف كل الأساليب لحل هذا الصراع وفضه ، ( ليظهر لهم بمظهر الحاكم الملهم ) ، وعليه أن يكون قويا وماكرا حسب مقتضيات الظروف ومجريات الأحداث ، ويمكنه أيضا ( الحاكم ) وضع القوانين التي من خلالها يضمن التدخل في الأحداث ولو بالقوة لضمان بقاء السلطة ، على مبدأ ميكافيلي نفسه ، الغاية تبرر الوسيلة ، وأن على الحاكم أن يجمع بين حب الناس وخوفهم منه .
السياسة الداخلية في البلاد العربية واحدة ، ويكاد يكون كيفية تطبيقها الشئ الوحيد الذي اتفق عليه العرب ، وهم في العادة غير متفقين حتى فيما يخص عقيدتهم الدينية ، والسياسة هي الكلمة الأكثر شيوعا على جميع المستويات ، الرسمية منها والشعبية ، فنلاحظ أن الشعوب العربية تتابع الأحداث الدولية والمحلية لكل بلد عربي ، وتتحدث في السياسة بعلم وبدون علم ، خلافا لمعظم شعوب العالم ، ولم يتأتى هذا من فراغ ، وإنما طبيعة الأحداث الجسام التي تعرضت وتتعرض لها البلاد العربية وشعوبها والمتكررة يوميا ومنذ عشرات السنين ، فرضت هذا الواقع ، ولأن الوضع الطبيعي أن تختلف الآراء والتوجهات عند الأفراد والجماعات والأحزاب والمؤسسات والهيئات الشعبية في كل حدث من الأحداث التي تصيبهم ، مما قد يولد احتقانا فيما بينهم ، فإننا نجد أن الأنظمة العربية قد تبنت المفهوم السياسي لدى ميكافيلي ، لضرب الأفراد والجماعات ، ثم التدخل للحيلولة دون تفاقم الخلافات بينهم وخروجها عن سيطرة الدولة لضمان بقاء سلطتهم ، وساعدهم على ذلك وقوف القوى العالمية الكبرى التي تطبق الديمقراطية في بلادها وتمارس الديكتاتورية في بلادنا العربية .
كل الدول العربية تركت كل المفاهيم السياسية جانبا ، ولم يعجبها غير المفهوم الذي طرحه وتبناه ميكافيلي ، لأنها وجدت في هذا المفهوم ما يحقق مصالح الأنظمة الحاكمة ومن يسير في فلكها واستمرار بقائها ، ولم يسعوا أبدا لتطبيق المفهوم القائم على السلطات الثلاث والفصل بينها مثلا ، وإن كان هذا المفهوم مطبقا بشكله الخارجي دون تطبيق جوهره ، حتى أصبحت كل الدول العربية مجرد كيانات صلبة غير قابلة للتطور او هي رافضة للفكرة ، مستمدة هذا الرفض من شعوبها الذين هم ليسوا سوى بشر يمشون على الأرض ، لا حول لهم ولا قوة ، نتيجة عشرات السنين من حصارهم ومنع كل القيم والمبادئ والحقوق الإنسانية عنهم ، ولم يسمحوا لأي من مفاهيم الحرية والحقوق الأساسية والديمقراطية دخول بلادهم ، وهم بكل إجراءاتهم تلك مدعومين كما أسلفت من قوى عالمية كبرى ، ترى أن جمود العقل العربي وتوقفه في العصور القديمة انفع وأجدى لمصالحهم في المنطقة العربية .
وبالإضافة لكل ما سبق ، فإن السياسة التي يمارسها السياسيون العرب تحتاج إلى ثقافة سياسية عالية ، لا أقول تضاهي ولكن تجاري السياسة العالمية السائدة ، لضمان سيادة البلاد والشعوب العربية ، ولكن الساسة في بلادنا العربية يعتبرون أن العمل السياسي مجرد مناصب وتوريث مناصب ومنافع لا حدود لها ، ومجرد وظيفة عادية موكلة إليهم ، وهي لا تخرج من هذا الإطار ، وبالتالي هم ليسوا بحاجة لتحصين أنفسهم بالثقافة العامة للسياسة ومفاهيمها ، وبناء على كل ذلك ، هل يعقل أن يكون أجداد ميكافيلي عربا وبالتالي يكون قد تأثر بجيناتهم ؟ ..