ليس على الترتيب ، بل اعتمادا على ذاكرتي المثقوبة ، فقد تم الإعلان منذ فترة عن وجود نقص في الحديد في جسد المواطن الأردني ، فاتفق أحفاد سقراط الأردنيون ، على انه اللي قبع قبع واللي ربع ربع ، بالنسبة للبالغين ، لذلك عمدوا إلى توزيع فيتامينات خاصة لزيادة نسبة الحديد في الجسم على تلاميذ المدارس وبكميات مبالغ فيها ، حتى كدنا نصدأ.
وبعد ان فقدت القصة مبرراتها حصل عندنا نقص الكلور ، وبعد أخد ورد ونق وتقد وكر ، تمت إضافة الكلور إلى مياه الشرب ، ولم نعرف بعد إذا كنا ما نزال نعاني من نقص الكلور الذي يؤثر على الهرمونات الصادرة عن بعض الغدد ، لكننا نعرف أنهم ما زالوا يصبون الكلور في المياه الواصلة للبيوت.
انتقلنا إلى نقص أخر وهو نقص الكالسيوم ، الذي اعتبروه كارثة وطنية تنخر في عظام الوطن. وقد تم حل المشكلة عن طريق إضافة الكالسيوم إلى الحليب ومنتجات الألبان ، إضافة إلى عدة نصائح مجانية في تعاطي أنواع من المأكولات التي توفر هذه المادة في الجسم.
ثم وصلتنا صرعة نقص ال(بي )12 الذي تم علاجه أولا عن طريق توزيع هذا الفيتامين على شكل كبسولات ، ثم تبين بعد صرف الملايين ان جسم المواطن الأردني يعجز عن امتصاص هذا الفيتامين عن طريق المعدة ، فتم الاتجاة نحو إعطاء الفيتامين عن طريق الإبر العضلية أو الوريدية أو..... (ما بعرف ..ليش الكذب؟؟).
ومن صرعاتنا التي وصلت حديثا ، بينما ما تزال قصة الفيتامين ابو دزينة شغّالة ، هي صرعة نقص فيتامين (دي) الضروري ، كما يقال ، حتى يستطيع الجسم الاستفادة من الكالسيوم( لاحظوا إنهم اضطروا للتكرار).
لست طبيبا ، لكني اعتقد ان هناك شرائح اجتماعية جمعت الملايين من وراء بيع هذه المواد إضافة إلى المواد التي يتم استخدامها من اجل أجراء الفحوص المخبرية أو الأدوية التي قد تعالج المضاعفات ، بيعها لوزارة الصحة بكميات اكبر من الحاجة ، والى الشركات والمستشفيات الخاصة على قدر الحاجة.
لا أستطيع اتهام احد ـ لكني لا اعتقد ان هذه الشرائح المستفيدة تنتظر حتى يحصل النقص فعليا .... كما أنها تستطيع تحويل شرارة صغيرة إلى قبة ، أو إلى كرة ثلج تتدحرج حتى تملأ أرصدتهم بالملايين .
إذا تمكنا من رصد تحركات هؤلاء . ربما - أقول ربما - نستطيع معرفة وتحديد النقص القادم الذي سوف يعاني منه المواطن الأردني .
والى اللقاء في النقص القادم،،
ghishan@gmail.com