أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
زوج يتقدم بشكوى رسمية ضد رجل انتحل صفة طبيب واقتحم غرفة طفلته وأمها في مستشفى السلط الناتو يبحث التأهب بالمزيد من الأسلحة النووية مخاوف من حصار آلاف الروهينغا وسط قتال غربي ميانمار روسيا تحاكم صحفيا أميركيا متهما بالتجسس خلف أبواب مغلقة تقرير للأمم المتحدة: العالم يتخلف عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة تراجع النفط بفعل ضعف طلب المستهلكين في أميركا وارتفاع إنتاج الصين أول تعليق للأسد بعد إصابة زوجته بالسرطان مجددا إعلان مسيئ يستفز الأردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي انقطاع التكييف في العديد من خيام البعثة الأردنية في الحج في ظل صعوبة التضاريس .. الدفاع المدني يتعامل مع حريق كبير بعجلون تقرير: واشنطن تتخلف 15 عاما عن بكين في الطاقة النووية الحجاج يستقرون في "منى" في أول أيام التشريق لرمي الجمرات. (كابيتال إنتليجنس) ترفع درجة التصنيف الائتماني للأردن فعاليات متنوعة في تلفريك عجلون خلال عطلة العيد ارتفاع الشهداء الصحفيين جراء الحرب على غزة إلى 151 الدفاع المدني: 1317 حالة إسعافية و119 حادث إنقاذ خلال 24 ساعة النرويج : احتمال حقيقي لانهيار السلطة الفلسطينية مجموعة للبحث عن حجاج الأردن المفقودين بعد قرار حله .. الاعلام العبري يكشف عن بديل مجلس الحرب. مفوض الأونروا: حرب صامتة تجري بالضفة الغربية
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث تنبؤات خراب مصر ، وأخرى بحرب عالمية ودمار شامل

تنبؤات خراب مصر ، وأخرى بحرب عالمية ودمار شامل

19-02-2014 02:11 PM

زاد الاردن الاخباري -

الوطن العربي عموماً ، والأردن خصوصاً هو مرتع هذه التنبؤات وبيئتها الخصبة الحاضنة ، والسسب الرئيسي برأيي هو إرتفاع نسبة البطالة ،" بمعنى " نحنا عالم فاضية أشغال " ، في الأردن لا أحد مرتاح مادياً ، فالعمل عندنا مواسم مهما كان مجال هذا العمل ، بإستثناء القطاع العام ، لا أحد في وطننا الغالي هذا يعمل 365 يوم بالسّنة ، فالمطاعم لها مواسمها ، والمكتبات ، وقطاع البناء ، والسياحة و .... إلخ ، " فإمّا أن يخيب الموسم أو يصيب "، وغالباً ما يخيب !
المهنة الوحيدة ، والصناعة الوحيدة التي تعمل على مدار العام هي صناعة التبؤات تعمل بلا كلل ولا ملل ، فجميع أيام السنة بالنسبة لها مواسم ، أمست أفضل المهن وأكثرها رواجاً فهي لا تعرف الرّكود أبداً ومطلوبة من قبل معظم الفضائيات .
التنبؤات الدينية والتاريخية تتألق وتنتشر بمواسم الحروب ، فعلى سبيل المثال ، خلال الحرب العالميتين الأولى والثانية ، كان الناس يبحثون بشغف عن بعض المجلدات القديمة لتنبؤات الفرنسي نوستراداموس الذي عاش ومات في القرن السادس عشر ، وهو الذي تنبأ بأحداث بعضها تحقق بالفعل وأخرى تمتد لخمسة ألاف عام قادمة ، خاصة فيما يخص الحروب والكوارث ، وبما أن لغة الكتابة والتنبؤات في معظم حالاتها فضفاضة وتحمل في طياتها وبين سطورها أكثر من معنى وتأويل ، فهي بحاجة لمعاجم لفهمها وتفسير معانيها ، مما مهّد وسهّل ذلك الطريق أمام أشخاص ودول إستغلّوا هذه الضبابية وقاموا بترجمتها وتفسيرها حسب أهوائهم وسخّروها لخدمة أهدافهم خاصة تلك الدينية والسياسية ، فعلى سبيل المثال لا للحصر ، وخلال الحرب العالمية الثانية إستخدم هتلر هذه التنبؤات لصالحه وأقنع شعبه بأن نوسترداموس تنبأ له بالنصر ، مما جعل الشعب الألماني ، النازي منه وغير النازي مقتنع تماماً بحتمية إنتصار هتلر ،ولم يكن الحلفاء بمناّى عن ذلك ،فقد قاموا هم أيضاً بتفسيراتهم الخاصة لخدمة أهدافهم محاولين إقناع شعوبهم بنهاية سعيدة للحرب ! ناهيك عن صدّام حسين ،وتسخيره لهذه التنبؤات لرفع معنويات الشعوب العربية ، فخلال حرب الخليج الأولى والثانية ، كانت الكتب أو الصحف التي أخذت على عاتقها نشر مثل هذه التنبؤات هي الأكثر مبيعاً ، خاصة تلك التي تتحدث عن منطقة الرافدين وحربها مع المدينة الجديدة ( نيويورك) ، شاركهم بذلك بعض تجار الدين ومشايخ التدخل السريع والفتاوى أولئك الذين سخّروا الدين والأحاديث النبوية لدعم هذه التنبؤات ، فعلى سبيل المثال ، وبحكم موقع سكني قديماً بالقرب من مسجد الملك عبدالله ، سمعت خطيب المسجد حينها وخلال فترة حرب الخليج الأولى (1991 ) وهو يستشهد بحديث نبوي لم أسمع به من قبل ،ولم يعد أحد يتداوله بعد ذلك ، وكان مضمونه ؛ ( سيأتي رجل إسمه صادم ،وسيصدم الأعداء ............ إلخ ) ، كثيرة كانت الأحاديث والقصص التي رُويت على ألسنة بعض المشايخ ولم يعد أحد يذكرها اليوم ، فبفضل هذه "النخبة " كان هناك شبه إجماع جماهيري بأن النصر على أمريكا كان حتمياً وقادماً لا محالة على يدي هذا الصادم والذي سيصدم الأعداء ،ونحن بدورنا كشعوب ساذجة صدّقنا بأن نهاية هذه الأمبراطورية باتت قاب قوسين أو أدنى ووشيكة على يدي القائد صادم ، لكن للأسف ، إكتشفنا لاحقاً بأنّ الحرب النفسية التي خسرناها كانت أكثر قسوة وإيلاماً من تلك الصواريخ والمدافع التي قصفت بغداد والفالوجة وغيرها ، فقد تمّ التخطيط لهذه الحرب بعناية فائقة وبالإشتراك مع بعض الأغبياء ممّن يدّعون المعرفة والعلم ، فسواء فعلوا فعلتهم بقصد أو بدون قصد ، كانت نتيجة الحرب مخيبة لاّمالنا جميعاً ، صادمة لقلوبنا وعقولنا ومُحبطة لعزائمنا.
حتى يومنا هذا ، ما زلنا نستمع لهؤلاء ولم نتعلّم الدّرس بعد ، فبعد كل التجارب الصعبة والعصيبة التي مررنا بها ، إلاّ أننا لا زلنا نساعد عمالقة هذه الصناعة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، صناعة التنبؤات التي تعود من جديد لتتألق وتدخل عصرها الماسي وموسمها الذهبي ولا يمر يوماً إلا ونقرأ تنبؤات تاريخية أودينية ،راهب هنا و شيخ وحاخام هناك ، الكل منهم يتسابق لإخبارنا عن دمار هنا واّخرهناك ، حروب عالمية وقتل ودمار شامل ، حتى أن البعض منهم ذهب أبعد من ذلك ليبشرنا من خلال تنبؤاته بالتحالف الرّبّاني المُقدّر له أن يكون بأمر إلهي بيننا وبين الرّوم( الأمريكان ) ضد عدو مشترك في بلاد الشام ( بشار الأسد)! ورجل دين اّخر (حاخام ) يبشرنا بخراب مصر وجفاف النيل .......... إلخ !
هؤلاء ، يتاجرون بعقائدنا ومفاهيمنا الدينية وغالباً يُدعّمُون أقوالهم وتنبئاتهم بأحاديث وقصص دينية فضفاضة ،مستوحاة من الكتب المقدّسة أو من كتابات بعض القدماء ، ولكن ما لا شك فيه بأن هذه الكتب قابلة لأكثر من تفسير وتأويل ولا أحد يعلم تاريخ حدوثها ، فالتاريخ عادة ما يكرر نفسه ، فأحداث العالم قبل 2000-3000 عام ، هي نفسها تتكرر في عالمنا اليوم ، لذلك لا يمكن ربط تنبؤ ما بحدث معيّن حصل بوقت ما ، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطأ ، ويساعد بطريقة أو بأخرى أولئك الذين يروجون ويرتزقون لا بل ويتاجرون بعقولنا ومفاهيمنا ومعتقداتنا الدينية بنشرهم وترديدهم مثل هذه الخزعبلات والمهاترات لإلحاق أكبر ضرر بسمعة ومصداقية الأديان من ناحية وقتل معنوياتنا وعزائمنا وروح التفاؤل فينا من ناحية أخر!

مع تحياتي

.م. محمدالعابد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع