كنا نأمل بالتجديد من أجل أن نلمس التغيير .. ولكن ما يحدث أننا نرى الجديد بلا جديد.. واقع نلمسه من المسؤولين القادمين إلى المؤسسات التي لا شك و أن يلمس المواطن منها كل ما هو مفيد و لكن أصبح المسؤول أولاً و الأردن أخيراً، و لكن ما يحدث هو تفاقم الأمر و تأزم الأزمة وكأن لا مفر منها إلا بمعجزة ما، فما الصعب بالأمر و ما المُعضلة التي يواجهها كل مسؤول يحتل منصب الأمل الذي يحلم به المواطنين و يضع بصمة الخذلان و الفشل على واجهة الوطن..؟
لا شك و بدون أي جدال وواضح للعيان تقصير أمانة عمّان الكبرى في تأدية خدماتها في حق كل فرد من أفراد المجتمع، و تقصيرها الأكبر في حق الوطن، فبدت العاصمة عمّان التي نفخر بها ونعتز كقرية وسط ظلام دامس، قتلت بها الحياة في أحيائها و شوارعها و أصبحت عمان مصدراُ للخطر و الرعب و بؤرة للفاسدين..
غرقت عمّان بالنفايات و أهملت نظافتها و استهلكت حاوياتها و دمرت شوارعها و غرقت بالمياه والفوضى حيث تعتبر أمانة عمان الكبرى طوق النجاة و الآن تحتاج إلى منقذ..
كنا نأمل من الأمين الجديد أن يحسّن العاصمة و يُعيد على الأقل عمّان كما كانت عليه في السابق، إلا أن الأمين الجديد و المجلس المنتخب من الشعب ما باليد حيلة..!!
إن العقل بشكل عام ينبثق منه التصويب أو التخريب، أما العقل الحالي يقوم على التصويب الأناني من خلال التخريب، فمبدأ التصويب لا ينبغي أن يصُب في مكان محدّد بل بالوطن بشكل عام، والتبرير المُتاح و المُمل هو قلة الإمكانيات إلا أن عمّان عبارة عن غرفة تحتاج إلى توضيب فقط، فالمقوّمات موجودة في داخلها إلا إنها بحاجة إلى لمسة ذكاء و ليس بالضروري أن تكون خارقة كي نشعر بأناقة المكان من خلال موجوداتها، إلا أن المسعى الأول هو تضييق العيش على المواطنين لتوسعة جيب المؤسسة الضخم المتهم بالعجز من قبل جيب المواطن الصغير.. لماذا المواطن مستهدف دائماً لحل التقصير الذي يقع به المسؤولين و تصبح المؤسسات بدلاً من أن تقوم بتقديم الخدمات للمواطنين تصبح مؤسسات (جباية) تزيد الطين بلة..؟!
نحن لا يهمّنا يا أمين عمان أن نراك بلباس عمّال الوطن أو أن تُصدر قرارات فوريّة بحل مشكلات المواطنين دون أن تتابع مجرياتها، أو أن تقوم بتلبية الدعوات و بيت الأردنيين كما هو بيتك في فوضى بسبب غياب المسؤول بمعنى الكلمة و ليس المنصب .. وعودك لم توفي بها بعد، و لا زلنا ننتظر عقلاً يعملُ بقلبٍ نقيّ و ضميرٍ حيّ..