المفوضية السامية: توقع عودة مليون لاجئ سوري خلال 2026 وأكثر من 4 ملايين خلال عامين
الحوارات: كل دينار من التبغ يقابله 3–5 دنانير كلفة صحية
الأردن .. الأرصاد: أجواء باردة وتحذير من تشكل الضباب ليلاً
الأردن والسعودية يبحثان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والانتقال للمرحلة الثانية
وزير الطاقة الإسرائيلي: قد نضطر لاستخدام القوة لنزع سلاح حماس
الجمارك تمدد دوام مديرية القضايا لتسهيل الاستفادة من إعفاءات الغرامات
بيان صادر عن اللجنة الاستشارية الخاصة بأراضي شركة مصانع الإسمنت الأردنية – الفحيص
استطلاع: نسب تأييد مرتفعة بين مواطني إقليم الوسط لمشروع مدينة عمرة وأثره التنموي المتوقع
إجراءات قانونية بحق متسولين ينتحلون شخصية عمال الوطن
القاضي: مجلس النواب يؤمن بدور الإعلام في الدفاع عن رسالة المملكة
محمد الشاكر: رمضان هذا العام شتوي بالكامل فلكيًا لأول مرة منذ سنوات
صدور المعدل لنظام الأبنية وتنظيم المدن والقرى لسنة 2025
صدور القانون المعدل لقانون الجريدة الرسمية
كهرباء إربد تعتزم فصل التيار عن عدة مناطق في لواء بلعما غدًا
ستارمر يبحث مع ترامب ملف أوكرانيا وتعيين سفير بريطاني في واشنطن
ورشة حول التثقيف المالي الرقمي للنساء
مؤشر بورصة عمّان يسجل ارتفاعا تاريخيا بوصوله للنقطة 3506
محافظة: التعليم العالي بحاجة لمرونة أكبر وتوجه نحو التعليم التطبيقي
مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من 8.9 مليون مسافر حتى تشرين الثاني 2025
بقلم: د. آية عبد الله الأسمر
أطفال سوريا يا قصة الدم المهدور على طرقات الصمت والعجز والخيانة... يا وجه الطفولة المحترق بنصل سكين المجرمين الجبناء... يا ورودا ذبلت في جوف ليل مجدب قاحل، يرتع في جنباته اللؤماء...
أطفالنا في سوريا يا قرة العين... يا فلذة الكبد... يا أبنائي ويا كل الأبناء...
أخبرني يا طفلي السوري باسم من كنت تنادي وهم ينفثون سمومهم في جسدك الغض الصغير؟
وأخبرني بالله عليك كيف استطعت احتمال ألم الاختناق الملفّع بالظلم الملعون؟
يا طفلي لا تنظر إليّ بعينين التهمتهما الدموع ولاكتهما الأحزان...
صوتك الضعيف الصارخ ألما واستغاثة يئن في ذاكرتي صراخا ووجعا، يفوق طاقات الصبر ويتجاوز حدود الاحتمال...
أرجوك لا تتركني فريسة القهر والسؤال والذهول... أنا قادرة على أن أتفهم كل شيء وأي شيء، ولكنني عاجزة عن استيعاب أن تنطفئ سنوات عمرك القليلة تحت رماد التعذيب والإجرام...
لماذا مزقوا أجسادكم الطاهرة؟ هل كنتم تشكلون خطرا أو تهديدا؟ أم كنتم عبئا ثقيلا؟ أم أنكم متهمون بقضية ما؟ هل هو ثأر؟ أم أنه حقد؟
بالله عليكم لا تتركوني أنوح في عتمة الصراع والتساؤل والاستهجان... أفكر وأفكر، وأحاول أن أجد سببا واحدا يمكن أن يدفع ذئابا بشرية، كي يفعلوا بكم ما قد فعلوا، ولكنني أضيع على أرصفة الهذيان...
ليت الكلاب الضالة نهشت أجسادكم الغضة الشهية، فالكلاب المسعورة معذورة إن هي افترست أطفالا مغرية كضحية...
أما أن يفترسكم بنو البشر بدم بارد، وأنياب حادة، وأعصاب هادئة، ومخالب آثمة مرارا وتكرارا، حتى الرمق الأخير، وحتى الصرخة الأخيرة، واللحظة الأخيرة، والوجع الأخير، فهذا هو عصر الغثيان وجنون الوقت والآثام...
يا أطفال الشام... يا مرآة الطفولة التي خدشوها ثم جرّحوها ثم كسّروها ثم طحنوها، برحى الإجرام والبشاعة والطغيان والخيانة...
آه منا ومن عالم يشاهد بصمت العاجز الجبان، الحزن المعشش في مفاصل وجوهكم الصغيرة، ثم يغمض عينيه ويهنأ في نومه، ويترككم في سلة النسيان بين أوراق العذاب، والمهملات ونفايات النسيان!
كلنا شركاء... وكلنا شياطين خرس، وكلنا متهمون أمام القضاء...
يا أحبائي ارحلوا... وحلّقوا عصافير جريحة في دنيا لا بشر فيها ولا ذئاب... لا أسلحة بيضاء ولا غازات سامة... ولا سكاكين ولا نيران ولا سياط... ولا صراخ ولا دموع ولا جراح ولا كلاب...
قتلوكم يا أحبائي واختبئوا في جحور الخوف والهزيمة كالجرذان، وتركوكم على قارعة الوجع، حتى تبرد نيران قلوبكم الصغيرة، وتجف دموع قهركم، وتتحلل خلايا الذهول القابعة في تشققات شفاهكم المجروحة، والمحروقة والمفتوحة دهشة، من عقاب لا تعرفون سببه، وألم تجهلون علام استحققتموه...
ناموا يا أحبتي بأمان تحت التراب، فديدان الأرض أرحم بكثير من البشر فوقها... رحم الأرض يا أحبّتي يحن على أبنائه أكثر منا نحن بني البشر الذئاب...
القطة تأكل بعض أطفالها حتى ترضع البعض الآخر، وأنتم أكلوكم حتى ترتوي نفوسهم المريضة، وقلوبهم المتعفنة، وعقدهم المشوّهة، ورغباتهم الشاذة...
ارقدوا بسلام يا أبنائي ويا كل الأبناء... ناموا يا أحبتي ناموا... فنحن من التراب ولكن التراب من أفعالنا وآثامنا بريء...
ناموا يا مهجة الفؤاد، وندبة في أحشاء الذاكرة، ووجع في القلب، وغصة في الحلق، وجريمة معلقة على جدران الذهول والخذلان...