الإخوان "مَيتهم" على النار .

مثل يقال عندما يصبح أحدهم خارج رضى أو توافق الأخرين ويطرح في النقاشات فيقال " أن ميته على النار " ، والاسلاميين الإخوان في الأردن اليوم " ميتهم على النار " وهي نار متعددة الأطراف ففي البداية هناك نار النظام الذي تشير جميع التقارير والتحليلات والتصريحات الأخيرة للملك أنه لن يسمح لهم بالاستفادة من إخوان سوريا أو مصطلح الإستقواء بهم كما إستقووا في إخوان مصر بعد وصولهم للسلطة .
وكانت محالاوتهم التدخل في موضوع ضخ الغاز المصري قبل شهور دليل على رغبة جامحة لدى الإخوان في تصدر العلاقة السياسية مع إخوان مصر ومن باب الإخوانية الإسلامية ذات الولاء والانتماء الواحد ، وفي الايام القليلة الماضية رشح الكثير من التقارير من جهات دولية عدة تؤكد رغبة إخوان الأردن في إبقاء وضع التوتر قائم في البلد ومن باب أن الربيع الأردني لم ينتهي كما يريدون هم أي وصولهم للسلطة .
وفي نفس الوقت تشير هذه التقارير أن علاقة زواج الميسار بينهم وبين شيعة ايران قائمة وربما تتحول إلى علاقة زواج شرعي وتحق به اركان الزواج كاملة ، ورغم الرفض الشعبي للفكر الشيعي في الشارع الأردني عموما ولدى مراكز النفوذ خصوا إلا إخوان الأردن يريدون زواج قائم على مصلحة اللحظة بعد أن خرجوا من ساحة الحياة البرلمانية وبإيديهم هم .
ومن خلال اللقاءات الصحفية عبر كافة وسائل الاعلام تجد أن إخوان الأردن إذا ما كانوا طرفا فيها يعيدون التاريخ للخلف سنتين مؤكيدن على أن خياراتهم في مقاطعة الانتخابات وبالتالي بقائهم في الشارع هي الصحيحة وأن الايام سوف تؤكد ذلك ، وبالامس خرج الاسلاميين في مسيرة تناقلت وسائل الاعلام منها شيء واحد فقط وهو طريقة سيرهم في الشوارع وألقت ببقية تفاصيل المسيرة في حاوية الاعلام الانتقائي في خياراته ، وحاول الاسلاميين أن يدافعوا عن هذه الصورة من الاستعراض إلا أنهم فشلوا لأن الصورة الذهنية لدى عامة الشعب وقيادات الرأي في نفس الوقت تمثلت في صورة إستعراضات حزب الله في لبنان وحماس في غزة وإن إفتقد إخوان الأردن الزي الموحد بمسيرتهم تلك .
وختم الوسط الاسلامي هذا الموقف بتصريحه الاخير الذي قال فيه أن الإخوان يستفزون الشارع والنظام الأردنيين بطريقة عرضهم هذه وأن عليهم الإلتفاف خلف القيادة لأن المرحلة تتطلب ذلك ، وهذا يضع " مية " الإخوان على النار ويبقيهم في الشارع الأردني وحدهم وخصوصا بعد أن التفت العشائر وأصحاب النفوذ السياسي من الديناصورات على الحراك جعلته فاقدا للدسم السياسي وبالتالي للحضور المؤثر في الشارع .