لو سألت احمد الهروط ماذا ستفعل بعد لحظات ..؟ لأجابك سريعاّ :
سأكتب .. أما ماذا سيكتب فذلك ما يحدده الظرف أو المناسبة . من هنا كانت المناسبة حيث رقص القلب فرحاً بزاد الأردن التي تضيء السنة التاسعة من عمرها المديد وهي تعشق العنفوان وترفض الخنوع .. ولأنها مع الأردن الذي نريده دائماّ قوياّ حراّ ديمقراطياّ يبني نفسه بالعرق والدم .. كيما يكون حجراّ صلباّ في جدار العروبة , لا ثغرة فيه ينفذ منها الأعداء . ولأنها مع الأردن الذي ينصر المظلوم ويكسر حلقة الجوع ويذيب الفاسدين المصنوعين من الشمع , ولأنها صوت من لا صوت له .. ولأنها تمثل خطراً على أعداء الأردن الفاسدين , وذات رأسمال فكري كبير وغنية بولائها للأردن ، فقد رقص قلمي على شهوة السطور ابتهاجاّ بنجمها الساطع ، حيث قلت : تلفني رعشة اللقاء وزهو الكبرياء فأشتهي البقاء على صدر صفحاتك مثل طائر حلق سيداّ في الفضاء لا بل فوق الفضاء .. انظر الى الوراء لعلني اعرف أنني هنا ما زلت بين ذراعيك يا ( زاد الأردن ونبعه ) فضميني إلى صدرك الدافئ واغسليني بالرذاذ فالتعب لا يغسله الا الرذاذ وظمأ القلب لا يطفئه إلا الاحتضان .. يشدني التحنان اليكِ كلما دنوت منك وأقتل نفسي بين حروفكِ قرباناً لكِ .. فلا الوفاء يرضيني ولا الأشعار تسكت ثورتي لأنكِ جديرة بأن ينحني القلم ليقبل سطورك ويعبر عما يجيش في الروح .. أيا زاد الأردن .. دعيني أسرف بالحديث إليك وأقتر على نفسي لذة الصمت وراحة الشباب وحريتهم , فالبقاء في حضنك هو لحظة العمر السعيد والتعبير عنك أمنية كل كاتب وأديب وإهداء حروفكِ المسافرة الى كل الدنيا هو جواز سفر نلوح به كلما اردنا الولوج الى عالم آخر أو عند الجثو فوق سحاب هذا الوطن الذي أصبحتِ جزءاً من هويته .
فأنتِ اللغة ، وأنتِ الرمز ، وأنت المدرسة .. وأنتِ الاسم الذي عشقنا حروفه التسعة دون تميز .. فيا أيتها العين التي تكره النعاس أبث إليكِ شكواي من ضعف العبارة والتعبير لأن مجروح اللغة لا تسعفه العبارات .. وكل عام وأنتِ وكوادركِ الصحفية والفنية والادارية على قّدر العطاء .!!!