أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
زاد الاردن تهنيء الشعب الاردني و قيادته بمناسبة عيد الاضحى المبارك نتنياهو يعلق على مقتل 8 جنود بكمين رفح ارتفاع عدد الوفيات الى 17 حاجا اردنيا في عرفة – اسماء ضيوف الرحمن ينفرون إلى مزدلفة بعد الوقوف بعرفات في ثالث محطات الحج (بث مباشر) فلسطينيات بغزة يسردن القرآن كاملا عن ظهر غيب في يوم عرفة (شاهد) جيش الاحتلال: لا يمكن إعادة جميع محتجزينا في غزة بعمليات عسكرية ولي العهد أعاده الله على العالم أجمع بالأمن والسلام بلديات ومؤسسات تعلن عن خططها لتقديم خدماتها خلال العيد محافظة اربد تشهد جركة متوسطة قبيل عيد الأضحى المحامي عبدالغني السعود الى قبة العبدلي يأكل المقلوبة .. سرايا القدس تنشر تسجيلا لأسير إسرائيلي وتحذر من تغيير تعاملها (فيديو) الارصاد : تراجع قليل على شدة الموجة الحارة في العيد "العيد في منتصف الشهر" يحرم محلات الحلويات من الزبائن كمين مركب في يوم عرفة .. الاحتلال يعترف بـ8 قتلى (فيديو) أبو عبيدة بعد كمين رفح : ولدينا المزيد الأوقاف تعلق على وفاة 15 حاجا اردنيا معارك بجنوب غزة وارتفاع القتلى العسكريين الإسرائيليين إلى 306 منذ الهجوم البري الخارجية تتابع وفاة عدد من الحجاج الاردنيين. قوات الدعم السريع السودانية تستخدم إفريقيا الوسطى "خط إمداد" لتجنيد مقاتلين. الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بعيد الأضحى
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام لأننا .. سنرجع يوما

لأننا .. سنرجع يوما

09-02-2013 11:13 PM

لأننا .....سنرجع يوما
تلك كانت خاتمة كتاب لمسنِّ من اصل فلسطيتي وهبه الله الحياة ليشهد اغتصاب بلده من عدو ظالم وهو في العشرين من عمره في ربيع عنفوانه وليشهد بعد ذلك اللجوء والنزوح والإغتراب وهو ما يزال ينتظر ان يهبه الله العمر ليرجع يوما من حيث بدأ .
وقد جذبني عنوان الكتاب وهو (الأيّام العشرة الأخيرة ) وهي آخر عشرة ايّام قبل احتلال بلدة الرملة الفلسطينيّة ليروي قصّة فلسطيني عاش عشرون عاما فيها قبل ان يبدأ رحلة زادتّ عن اربع وستّون عاما في غربة قسرية .
وكم هي جميلة تلك البلاد فلسطين وكيف عزّت على اليهود لكي يزحفوا اليها من كل اصقاع الدنيا ولم تعزَّ على العرب والمسلمين ليتركوها لبريطانيا كي تهبها لشعب تلملم من العديد من الدول في اجمل واقدس بقعة في الارض تضمّ مدينة القدس و فيها مقدّسات لكل الكتب السماويّة .
يتحدّث فيها الكاتب عن مرحلة طفولة وشباب يظهر فيها ان مدينة يافا كانت هي مركز التعليم والتطبيب في فلسطين .
يافا التي بدأ الاضراب فيها وانطلقت ثورة 1936 منها وحين اغلق مينائها
اتجهت الحكومة البريطانيّة لفتح ميناء تل ابيب وامتدت الثورة حتّى بدأت الحرب العالميّة الثانية خلالها كانت الفوضى عارمّة وانعدام الامن سائدا بل وبرز الفاسدين وتجّار الحروب في تلك الفترة .
ويتكلّم الكاتب عن الظروف التي واجهها الفلسطينيّون قبل رحيلهم وتقسيم فلسطين وعن عبد القادر الحسيني ومذبحة دير ياسين والانسحاب البريطاني لتسليم فلسطين لليهود لاقامة دولة اسرائيل على ارضه وحيث يشرح بالفصل السادس آخر عشرة ايام في بلدته الرملة قبل رحيلهم من بلادهم متوقّعين عودة سريعة وكيف تشتتّوا في عدّة دول وهي الاردن وسوريا ولبنان ومصر ومن هاجر منهم بعيدا .
وقد تدرّب كاتبنا في الجامعة الامريكيّة واستلم عمله في السعوديّة في بداية الخمسينات من القرن الماضي كحال الكثير من الفلسطينيون الذين عملوا في دول الخليج باكرا سعيا وراء لقمة العيش .
ويعرّج الكاتب على انتشار الاحزاب في المنطقة العربيّة في بداية الخمسينات خاصّة في سوريا والعراق ولبنان والاردن وقد ايقن الكاتب ان ما احتل عام 48 لن يعود بعد حرب 67 التي احتلت فيها الضفة الغربية وفقد بيته في رام الله وبعدها باربع سنوات توجّه وعائلته ليتّخذ من بريطانيا وطنا جديدا وكيف كان يسمع اهانة العرب من اليهود خاصّة .
ويشرح الكاتب كيف كان استقبال الاردنيون للفلسطينيّون عام 48 حميما حتّى اعلان اندماج الضفّة الغربيّة للمملكة الاردنيّة الهاشميّة حيث نودي الملك عبدالله الاول ملكا على الضفّتين وكذلك بعد النزوح عام 67 وقد استقر القرار لكاتبنا ان تكون اقامته وعائلته في الاردن الى ما شاء ان يُكتب له من العمر وان يكون اقرب ما يكون لمسقط رأسه حيث عينه تشخص اليها وقلبه يهفوا لهوائها .
ويرى كاتبنا السيد عزّت ابو حويج امدّ الله في عمره ان الاردن بلد الاستقرار واصبحت اللحمة بين اهلها واهل فلسطين من القوّة بحيث لا يمكن لشيئ ان يزعزعها .
لقد اعجبت بهذا الكتاب الذي يحوي مائتين واثنين وسبعين صفحة والصادر عن دار الثقافة بالاردن لأنه يكاد يحكي ويُحاكي قصّة الاف الفلسطينيون من ذلك الجيل الذي عاش النكبة واكتوى بنارها وعايش النكسة ولسعته نارها واستمرّ بالكفاح من اجل بناء الاسرة التي من الممكن ان تستمرّ بالانجاب حتّى يأتي الجيل الذي يستطيع ان ينتزع حقوق اجداده ويطرد المعتدي من حيث اتى وتعود فلسطين عربيّة اسلاميّة وتعود زهرة المدائن لاحضان احفاد شيخها الخليفة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه .
وقد ذكّرتني نهاية الكتاب بأغنية للسيّدة فيروز تقول فيها
سنرجع يوماً الى حينا
و نغرق في دافئات المنى
****
سنرجع مهما يمر الزمان
و تنأى المسافات ما بيننا
****
فيا قلب مهلآ و لا ترتم
على درب عودتنا موهنا
****
يعز علينا غداً أن تعود
رفوف الطيور و نحن هنا

واخر دعوانا ان يحمي الله الاردن وفلسطين فهما طائر بجناحين يرفرفان على ضفتي النهر المقدّس الذي مرّ عليه وحواليه الكثير من الانبياء والاولياء .
احمد محمود سعيد
9 / 2 / 2013





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع