دولة الرئيس ... فُجعنا بك
سمر مشخوج
كنت ولا زلت أرى من شخص دولتك ذلك الرجل الوطني الذي كبُر على عشق هذا الوطن والسعي لأجله ونصرته .. وكم كانت فرحتنا غامرة حين سمعنا بتوليك منصب الرئيس وبدأت احلامنا تكبر وتحقيقها يقترب من الواقع .. ظننا للوهلة الاولى انك ستكون السند للوطن والمواطن وقد كنت كذلك . فما خرجتَ به من قرارات للتخفيف من الازمة التي تجتاح الوطن بسبب الفاسدين الذين خانوا أمانة المنصب وخرجوا مكرمين من تهمهم بمباركة من مجلس النواب الذي ما كان إلا خزيا وعارا على الوطن وأنت كنت احد اعضائه ممن تنحوا جانبا مبتعدين عن شبهة ستطاله من زملائه الاعضاء ورفضه تلويث اسمه بالموافقة على تلك القرارات المشبوهة بتبرئة الفاسدين , كنت صاحب القرار الجرئ بتلك القرارات التي تقلص من العبث بمقدرات وخزينة الوطن , لم تخطئ بقرارات ولكنك يا دولة الرئيس اخطأت بالاستمرار ببعض قراراتك التي كان من الاولى ولأجل حقن الشارع من الدماء ان تلغي بعضها ليس رفضا لها ولكن درءا لجر البلد نحو الهاوية وحتى نغلق الطريق امام كل متربص يقف ليستغل الفرص ليبث سمه ويؤزم الشارع وصولا لإراقة الدماء بالشارع كي يثبتوا للعيان في الخارج ان الاردن بنظامه ليس إلا دموي ويستحق الاسقاط لكننا فُجعنا بك بإصرارك على الاستمرار بقرارك الجائر الآن تحديدا بحق المواطن والتعنت بالبقاء عليه وأنت ترى شعلة الفتنة قد بدأت .
يا دولة الرئيس صحيح ان الوطن بأزمة ولك الحق بإقرار قوانين تنقذ من خلالها الوطن ولكن بالمقابل ان كانت بعض القرارات ستكون الطريق الحتمي نحو الهاوية حيث لن تنفعنا وقتها لا سياسة اقتصاد ولا تقشف . فعليك ان تحمي الوطن من الانزلاق لهاوية لا رجعة منها واقفين بعدها الى جانب الدول المنهارة قبلنا , والمصيبة ربما لن نجد لنا بلاد ملجئ لكون الاردن تعوّد ان يكون كخبز الشعير مأكول مذموم كل يتطاول عليه بعد ان يلجأ اليه ..وان احتاج احد لن يجد له سبيلا إلا حضن هذا الوطن الغالي .الذي لا مفر منه فلا تحرمنا منه وتجعلنا اصحاب خيم تنتشر على حدود الوطن دون معيل .
يا دولة الرئيس.. قرارك فتحَ الابواب لكل حاقد ان ينشر اياديه الخفية المحرضة على خراب الوطن لتعبث بمقدراته والتي هللت فرحا لاقتراب انتصارها وانتشرت لمجرد وجدت الفرصة مقدمة لها على طبق من ذهب والتي ايضا اساءت لحراك بعمل ويسعى لأجل الوطن ونصرته على الفاسد .
يا دولة الرئيس يكفينا ما اصابنا من الفاسدين فلا تكن انت السبب بما سيصيبنا من المخربين الذي سيدمرون الوطن لا محالة منتهزين الفرصة الآن لتحقيق ذلك وما أكثرهم .. شلهم الله ..
ادعوك ومعي كل مواطن يبكي بحرقة على ما اصاب الوطن بعد قراراك هذا ان تنظر لقرارك وتعود عنه رأفة بوطن لو ضاع فلن تجدي قراراتك نفعا ابدا .
واختم سيرتك الوطنية النقية على مدار ثلاثة عقود بقرار ينتصر للوطن وينجيه من مستقبل مجهول مظلم ويفوت الفرصة على كل حاقد وفاسد ينتظر خرابه ليحقق اهدافه اما بالخلاص من ملاحقته كفاسد من كل وطني وإما تغيير تعابيره كخارطة ملكية ليصبح كما يريدوه الحاقدون جمهورية يحكمها فاسد ..