راق لي قبل نحو ساعة في مكالمة هاتفية لصديق عزيز علي يسكن في عاصمتنا الحبيبة " عمان " قبل سفره لأوروبا كان لها الأثر الكبير في وجداني ،وهو يصف لي ما قاله والده المرحوم ،والذي خدم في سلك جيشنا العربي لسنوات طويلة ، حضر من خلالها عدد من الحروب وسنين الاستنزاف مع يهود ،وقد تركت هذه السنين وجعها على بدنه من كدوم وجروح بسبب ما ذكر آنفا،لكنه وبرغم بعد الأضواء عنه كم كان سعيدا لانه قدم للوطن دماءه الراعفة كعربون محبة وولاء للوطن وقائده،ومات وهو شامخ كشموخ جبال الشراء ، وكان مثال للجندي والمواطن الذي عمل في الظل حسبه الله وهذا الوطن الذي احبه .
لكنه كما قال صديقي الحبيب ان والده رحمه الله كان يبعث له وللعائلة في كثير من الجلسات القيمة معه صور خلاقة في النصح ومحبة الوطن ، لان محبة الوطن هي عبادة نتقرب بها لله سبحانه وتعالى .
ومفاد هذه الإشارات والإيماءات ما قاله والدهم المرحوم وهي :( ان الوطن مثل امك ، إن رضيت عليك ولا شي يهمك ) .
إلى هنا انتهى ما قاله المرحوم والد صديق ، وسمعته وسررت به من فلذة كبده فقلت به سجعا وشعرا :
الوطن مثل امك .. ثوبك ساترك من رجلك لكمك .. الوطن هو عينك وإيدك للخير يزمك .. الوطن مثل قطر الندى .. من تشوفه يزول همك .. الوطن حبة مطر .. يحيي الثرى وبالنعم يحملك .. الوطن مثل ما قال ابو " نادر " مثل امك .. إن تغضب عليك ما تلاقي للقبر من يطمك .. وإن ترضى ملائكة الرب للجنة تلمك .
هذا الوطن ومقداره عند كل الذين كتبوا حبه في قلوبهم قبل ان تكتبه اناملهم ، انهم بعض هذا الكل من جمال بلادي والمركبة التي ما زالت تبحر جمائلها في قلوبنا .
انه المرحوم ابو نادر قام للتو ليذكرنا بان نحافظ على الوطن ونخيط عليه بمقلنا .