أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع إضافي على درجات الحرارة إيكونوميست: الجيش الإسرائيلي عالق بحلقة الموت بغزة «الإخوان» و«المستحيل المطلوب»… هل يمكن ضرب حاضنة المقاومة في الأردن؟ حماس تشكك في زعم إسرائيل استعادة جثامين 3 من أسراها بغزة "والله اتخزَقوا" .. فيديو مثير من "القسام" عن معارك جباليا (شاهد) الأردن يطالب فيفا بمعاقبة المنتخبات الإسرائيلية نقيب المحامين: لجنة تحقيق بالاعتداء على محامين من أشخاص خارج الهيئة العامة "القسام" تعلن استشهاد القائد شرحبيل السيد في غارة للاحتلال على لبنان رواية «مؤامرة ثلاثية» على الحافة… والمطلوب «أكثر بكثير» من مجرد تسريبات حماس: نرفض أي وجود عسكري لأي قوة على أراضينا تحويل 19 مالك حافلة نقل عمومي للحاكم الإداري في جرش "قائمة غزة الصمود" تحصد 7 مقاعد إدارية بانتخابات رابطة الكتاب الأردنيين سقوط صاروخ من طائرة إسرائيلية على مستوطنة يهودية في غلاف غزة شهيد بقصف طائرة إسرائيلية لموقع في مخيم جنين حزب إرادة يفوز برئاسة اتحاد طلبة جامعة مؤتة وأغلبية الهيئة الإدارية بيع أول عقود ميسي مع برشلونة بـ 762 ألف جنيه استرليني يوم طبي مجاني في الرصيفة غدًا. الأردن .. بعد أن رفضت اللقاء به أرسل فيديوهاتها الفاضحة إلى ذويها تأهل رباعي المنتخب الوطني لكرة الطاولة إلى أدوار خروج المغلوب من التصفية الأولمبية إعلام عبري: خلافات حادة في حكومة نتنياهو
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن: ما هو النظام؟

جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن: ما هو النظام؟

28-10-2012 01:14 AM

زاد الاردن الاخباري -

إتفق المفكرون، عموما، على أن النظام هو "مجموعة من المؤسسات السياسية التي يتم من خلالها تنظيم عمل الحكومة من أجل ممارسة سلطاتها على الدولة والشعب".

اسمحوا لي أن أخالف كل من قال أن النظام هو مجرد مؤسسات سياسية، فالنظام ليس مؤسسات سياسية فقط أو إقتصادية وإجتماعية أيضا، بل هو مجموعات من الأفراد، وهؤلاء الأفراد لديهم ميول ونزعات تتفق أحيانا مع مصالح الدولة، أو تسير إلى جانبها أو تخالفها في السر والعلن، وأن النظام، في كل مكان، وهذا هو الأهم، يخلق حوله مجالا يشبه مركز ومجال الذرة وفيها البروتون والنيوترون والإلكترون، فيظهر حوله، وحول ميول ونزعات أفراده، معارضة وموالاة، وكل منهما لديه الميول التي قد تتوافق أو تعاكس توجهات النظام، وكل ما ينتج عن المركز والمجال هي مخرجات مؤثرة في حجم النظام وكينونته وهويته وشخصيته.

ما نريد أن نقوله هنا، بشكل فكري وليس سياسي، أن مجموعة القيم والمبادىء التي تحكم النظام ليست قادرة على توجيه وإدارة الدولة وإنفاذ سلطاتها فيها بشكل مطلق، فإلى جانب ميول القائمين عليه، تظهر نزعات وميول أخرى متوازية أو مُعاكسة لا يمكن السيطرة عليها، وتكون أحيانا قوة لوحدها، وتعمل كـ "ماكينة" أخرى على التوجيه، فالمعارضة مثلا لديها فعل ولديها رد فعل يعاكس الأنظمة القائمة، ويترصد أخطائها، ولديها قيم وميول قادرة على منع ميول الأنظمة من الإنتشار أو السيطرة، أما الموالاة غير المنظمة، والتي ليست جزءا من النظام، بل قد تسير إلى جانبه وبمحاذاته، قد تخلق مجالا ومدى إفتراضيا بميولها ونزعاتها، وقد تصل في درجة عنادها، أحيانا، إلى مرحلة تتجاوز النظام بمغالاتها، بل قد ترفض ما يقبله، وقد تبعد من يقربه، وسنسوق مثالا حيا للتوضحيح:

عندما أختارت حكومة عبدالرؤوف الروابدة في آخر أيام القرن الماضي، أي في العام 1999، إبعاد قادة حماس عن الساحة الأردنية، كان قرارا للنظام الأردني، يهدف فيما يهدف إلى تقليص نفوذ حركة حماس في الشارع، وتقليم سطوتها على الحركة الإسلامية الأردنية، إضافة إلى أسباب أخرى، لا يتسع المجال لسردها هنا، وبناء عليه، شعر الإخوان المسلمون أن هذا القرار هو إستهداف لهم، أو على الأقل هذا ما ظهر آنذاك ولاحقا، فبدا، كرد فعل، أن أقوى الأحزاب السياسية المعارضة قد وضعت مخططا عنيدا يستهدف تكسير ميول "أفراد" في النظام، بشكل مباشر أو غير مباشر، والذي أدى بشكل صارخ إلى إنقسام حاد في الشارع السياسي، وأدى فيما أدّاه إلى عودة عنيفة للحديث عن الأصول والمنابت، وكثر اللغط الذي أفرز وأنتج تلقائيا نزعات وميول فردية وجماعية إنطلقت كفيروس في جسد المجتمع، ومع انها هدأت لفترة خلال الحرب على العراق العام 2003 لكنها عموما، بقيت قائمة لأكثر من 12 عاما، وكان من "أسوأ" مخرجاتها ظهور قوتين في الشارع الأردني، يقودها فردين (شخصين) كانا يعملان في النظام (المركز)، لكنه لفظهما وأجهظ مكانتيهما، فخرجا وإستثمرا ما لديهما من قوة وعلاقات وأموال ووظف كل منهما قوته في تكريّس تقسيم الشارع لمصلحته وحسابه، فظهرت ميول ونزعات هجينة ليست من النظام وليست من الشعب، كان أحدها يلبس ثوب الموالاة التي تريد أن تثبت أنها ما زالت صاحبة كلمة عليا في بنية الدولة، والأخرى ليست معارضة بقدر ما هي رمز يخالف تلك الموالاة وتريد أن تثبت أنها هي الدولة ومخها وعصبها ومستقبلها، وأوشكنا، في ربيع عام 2011 أن نعود إلى ربيع عام 1970، لولا تدخل العناية الآلهية، وإنتباه العقلاء في "الوطن"، وفطنة أصحاب الرأي ثم التفكيك السريع والفوري لتلك القوى، وأظنها قد تلاشت في عهد حكومة عون الخصاونة التي تفهمت أسباب المشكلة (الظاهرة) بشكل جذري، وعملت جاهدة لإعادة الجميع إلى جادة الصواب.

قد يسأل أحد أين كان النظام خلال تلك الفترة؟ وماذا فعل حيال ذلك ! ولسنا هنا بمعرض الرد على السؤال حرفيا، ولكننا اتفقنا أن النظام وكما هو مؤسسات هو أفراد أيضا لديهم ميول ونزعات، فتجد فيه المخلصين الحريصين الذين رفضوا تقسيم المجتمع شكلا ومنطقا، ومنهم من رآه بأنه يمثل الحالة الحقيقية لواقع الشعب وأنه لا مجال للتدخل، وكذلك من ظنّ أنها مجرد حالة "ظاهرة" ستنتهي بسرعة كما ظهرت، إضافة إلى من كان جزءا من إفتعال الأزمة ليكون جزءا من تقديم الحلول، والحقيقة أن أفلاطون ومن بعده فوكوياما، تحدثا عن ذلك في صراع الميول والقيم في ذات الفرد الإنساني المرتبط بالأنظمة الحاكمة، أو في صناعة الحضارة، إذا جاز التعبير، فقد كان أفلاطون يسمي ذلك بـ التيموس، وقد يكون ذلك هو السبب الذي دعا "تشومسكي" لكتابة دراسة بعنوان "استراتيجيات التحكّم في البشر والسّيطرة على الجمهور" وهو السبب فيما كتبه المفكرون من دراسات وأفكار، يوضحون فيها، لبعض القائمين على الأنظمة وتسييرها، قبل الناس، أن تأجيل النظر في "تدقيق وفحص ميول ونزعات الأفراد" وتأجيل تحليل الظواهر التي تنشأ حول النظام، بالموافقة على إعتبار ما يحدث هو إلهاء للشعب، أو الإستفادة منها لفرض المزيد من السلطات أو تقديم الحلول، وأشياء أخرى كثيرة، ما هي إلا أخطاء يرتكبها أفراد في النظام وفي المعارضة والموالاة أيضا، فتبدو لهم خططهم ذكاء وسيطرة، وما هي في الواقع، إلا "مساهمة" في خراب المجتمع والدولة.

النظام، من وجهة نظري، ليس مؤسسات مجردة المعنى والكينونة، بل هو مجموعة كبيرة من الأفراد الذين لديهم قيم وميول ونزعات سواء داخل المركز أو في محيطه وكلها في النهاية تشكل شخصية النظام وكينونته وهويته.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع