أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. ارتفاع آخر على الحرارة ‏حملة «ابتزاز» غير مسبوقة تستهدف بلدنا القرارات الجديدة لوزارة الاستثمار .. هل تُعيد الثقة للاستثمار في الأردن بدران: سقف طموحات الأردنيين مرتفع والدولة تسعى إلى التجاوب معها بالفيديو .. تحذير هام من الصحفي غازي المريات للشباب توق: إصلاح التعليم بالأردن مكلف جداً إدارة السير للأردنيين: هذا سبب وقوع هذه الحوادث طاقم تحكيم مصري لإدارة قمة الفيصلي والحسين 64 شهيدا ومئات المصابين بغزة السبت مديريات التربية في الوزارة الجديدة ستنخفض من 42 إلى 12 وزارة المالية تنفي ما تم تداوله على لِسان وزيرها محمد العسعس جثث شهداء في شوارع جباليا .. وارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة غانتس يمهل نتنياهو (20) يوما أو الاستقالة: بن غفير يهاجمه ولبيد يطالبه بعدم الانتظار إجراءات جديدة حول الفحص النظري والعملي لرخصة القيادة “حمل السلاح ليلحق برفيقه” .. مقطع متداول يظهر شجاعة المقاومة في جباليا (شاهد) أزمة حادة في الغذاء والدواء يعيشها النازحون بالقضارف السودانية مقابل تصعيد الاحتلال في عمق لبنان .. حزب الله يكرس معادلة جديدة لمواجهته الذكرى التاسعة لرحيل اللواء الركن فهد جرادات مكتب غانتس يهاجم نتنياهو بدء فرش الخلطة الاسفلتية للطريق الصحراوي من القويرة باتجاه العقبة
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الصراع بين العملات‎: ‎هل يمكن لليوان ان يصبح...

الصراع بين العملات‎: ‎هل يمكن لليوان ان يصبح عملة احتياطي‎ ‎رئيسية؟

25-10-2012 01:42 PM

زاد الاردن الاخباري -

الصراع بين العملات‎: ‎هل يمكن لليوان ان يصبح عملة احتياطي‎ ‎رئيسية؟

د. قاسم جديتاوي‎*‎

تعتبر العملة الاحتياطية مجرد تعبير عن‎ ‎الثقة ليس الا، انها تعبير عن الايمان بالعملة ذاتها ‏وبالاقتصاد الذي يقف خلفها‎. ‎ولاشك ان الأزمة المالية التى مرت بها الولايات المتحدة ومازالت ‏تعاني من آثارها قد حفزت الصين‎ ‎لمحاولة جعل عملتها التى تعرف باسم " الرينمينبي" وهو الاسم ‏الرسمي لليوان ومعناه‎ "‎عملة الشعب" ان تصبح العملة العالمية بل العملة الاحتياطية الرئيسية في ‏العالم‎ ‎وقد بدأت بالفعل محاولات لتحقيق ذلك بعد الازمة المالية التي ضربت العالم في عام 2008‏‎ ‎والترويج لليوان كعملة عالمية. ولكن هل يمكن لليوان ان يصبح عملة احتياطية‎ ‎رئيسية؟؟
تقول وانغ تاو، الخبيرة الاقتصادية الصينية، إنه ما زال من المبكر على اليوان‎ ‎ان يصبح عملة ‏احتياطي رئيسية." من اجل تحقيق ذلك، يتوجب على الصين ان تفعل اكثر من‎ ‎مجرد المحافظة ‏على نموها الاقتصادي السريع فبالاضافة الى النمو الكبير في ميدان‎ ‎التجارة، (حصة الصين 10 ‏‏% من التجارة العالمية) يجب ان يستخدم اليوان بشكل واسع في مجالي التمويل والاستثمار مما ‏يستوجب‎ ‎وجود سوق سندات كبيرة جدا.الأمر الذي يعني ان تعتمد بكين اسعار فائدة للاقراض‎ ‎والاستدانة بشكل يعكس واقع الاسواق ولا تكون مسيطرا عليها من قبل الدولة. كما يتوجب‎ ‎على ‏اليوان ان يكون قابلا للتحويل بشكل كامل، والا تكون قيمته بالنسبة للعملات‎ ‎الاخرى مسيطرا ‏عليها. وقد يتطلب الامر من بكين اجراء تغييرات جذرية لنظامها السياسي‎ ‎ايضا، وهو امر اصعب ‏من الاصلاحات الاقتصادية بمراحل. فالمستثمرون الدوليون يطالبون‎ ‎بشفافية في عملية صنع ‏القرارات وفي المؤسسات الحكومية وهو امر لم تنجزه الصين ولن‎ ‎تنجزه في المدى المنظور. ‏خلاصة القول إنه من الصعب التكهن بالزمن الذي ستستغرقه‎ ‎عملية تحويل اليوان الصيني الى ‏عملة احتياطية دولية تأخذ مكان الدولار او على الاقل تقلل من مكانتة ، ولكن ما‎ ‎يمكن قوله إن ‏العملية ستكون "مسيرة كبرى" اخرى بالنسبة للصين وقد اخذت على عاتقها ان تسلك هذا الطريق ‏واظنها قادره على ان تصل الى مبتغاها في وقت اقرب مما هو متوقع‎.‎‏ ‏

وعلى الرغم من هذه‎ ‎الرؤية الحذرة الا ان البنك الدولي قد اصدر سندات‎ ‎بقيمة 500 مليون يوان ‏‏(حوالي57 مليون يورو) تستحق بعد سنتين في سوق اليوان في هونج‎ ‎كونغج وجاء في بيان البنك ‏الدولي ان اصدار هذه السندات "سيدعم السوق ويسمح‎ ‎للمستثمرين بتنويع محفظتهم من العملات ‏وزيادة تعاطيهم بالرينمينبي" . هذا و قد كانت بكين اعلنت ان اصدارها الثاني من‎ ‎السندات باليوان ‏قد اتاح جمع خمسة مليارات من اليوان (570 مليون يورو) معلنة‎ ‎التحضير لإصدار جديد بقيمة ‏ثلاثة مليارات اضافية من اليوان. وجرت أول عملية إصدار‎ ‎سندات رسمية صينية باليوان في ‏هونج كونج في ايلول الماضى، وبلغت قيمتها ستة‎ ‎مليارات يوان. وبالرغم من تنامي دور ‏المؤسسات الصينية في المبادلات الدولية الا انة لا يمكن‎ ‎التداول بحرية باليوان حيث تسيطر بكين ‏بشكل وثيق على سعر صرف اليوان الذي يعتبره‎ ‎كبار شركائها التجاريين دون قيمته الفعلية. ‏العامل الذي سوف يحسم الصراع بين اليوان والدولار‎ ‎هو قدرة الولايات المتحدة على الخروج من ‏تلك الأزمة المالية التي يعتقد بعض الخبراء‎ ‎انها سوف تستغرق ما يقرب من 5 سنوات‎.‎

وفي‎ ‎هذا السياق تتهم الولايات المتحدة الصين بتعمد الحفاظ على سعر اليوان منخفضا أمام‎ ‎العملات ‏الأخرى مما يعزز الصادرات الصينية ويزيد العجز لدى الجانب الأمريكي في‎ ‎التبادل التجاري بين ‏البلدين. وما يعزز هذا الاتهام بالفعل هو معدل نمو الصادرات الصينية لأمريكا، ففي شهر أيلول ‏‏2012 نمت الصادرات الصينية الى الولايات المتحدة بنسبة 5,5 % مقارنه مع الشهر نفسة من ‏عام 2011 ، وهناك توقعات بأن تنمو الى ما يقرب من 8 الى % بحلول نهاية عام 2012 ‏حسب ماقال تشاو درة، مدير المبيعات في شركة تشوهاى للأجهزة المنزلية الصينية، مدفوعة ‏بالطلب المتزايد من قبل المستهلكين الامريكين خاصة بعد صدور بيانات مشجعة عن الاقتصاد ‏الامريكي وخاصة تلك المتعلقه بتوفر مزيدا من فرص العمل بالاضافة لاقتراب اعياد الميلاد التي ‏تسبب عادة زيادة في الطلب وخاصة على السلع الاجنبية. ‏
واذا تحققت هذة التوقعات فقد تزيد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في وقت ‏حساس سياسيا لكلا البلدين. فالمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني، والرئيس أوباما يتنافسان ‏الان على تقديم انفسهم على أنهم أكثر استعدادا لمواجهة الصين في القضايا التجارية. والصين ‏كذلك حذرة جدا ولا تبدو مستعدة لاظهار نوايا تصالحية تجاة الولايات المتحده خاصة وانهم ايضا ‏على ابواب عقد مؤتمر الحزب الحاكم الذي سوف ينعقد في 8 تشرين الثاني 2012 اي بعد يومين ‏من الانتخابات الامريكية والذي سوف يتم خلاله انتخاب لائحة جديدة من أعضاء لجنة الحكم ‏الدائمة للمكتب السياسى.

وتقول الدول الكبرى إن عددا من الدول النامية بدأت‎ ‎تحذو حذو الصين في مجال السياسات النقدية ‏لزيادة القدرات التنافسية لصادراتها خاصة‎ ‎بعد الأزمة المالية العالمية. في المقابل أدت إجراءات ‏تخفيض أسعار الفائدة في عدد‎ ‎من الدول الكبرى لتقترب من معدلات صفرية إلى هروب ‏المستمرين إلى الأسواق الناشئة‎ ‎لتحقيق أرباح أكبر. وقد رفض رئيس الوزراء الصيني وين جياباو ‏المطالبات الأوروبية‎ ‎والأمريكية بخفض بلاده لقيمة عملتها، واصفا تلك المطالبات بأنها غير ‏عادلة. معلنا‎ ‎إنه من غير الإنصاف أن تطالب أوروبا بتعديلات في سعر صرف العملة من الصين ‏بينما‎ ‎تُبقي على حمائية تجارية ضد الصين بأشكال شتى فضلا على ان استقرار اليوان هي مسألة‎ ‎حيوية لصحة اقتصاد بلاده. ولم يحدد وين ما هي الإجراءات الوقائية التي تحدث عنها،‎ ‎غير أن ‏الصين كانت مستهدفة بالرسوم التي فرضت مؤخرا لمكافحة الإغراق وغيرها من‎ ‎الإجراءات ‏العلاجية التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا. يذكر أن‎ ‎الاتحاد الأوروبي هو الشريك ‏التجاري الأكبر للصين حيث تتجه خمس الصادرات الصينية‎ ‎العملاقة إلى دول الاتحاد

• محاضر في قسم الاقتصاد ، جامعة اليرموك





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع