أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار مقتل شخصين بقنابل روسية هاجمت شمال اوكرانيا سيول تجتاح السعودية .. وعطلة في الإمارات

ثقافة المسؤولية

08-04-2010 01:48 AM

يعيد التاريخ إلى ذاكرتنا جميعا ما خلفه الإشراف من امتنا العربية في عصورهم السابقة من انجازات مشرفة وكيف كانوا يتعاملون مع القضايا والمشكلات وكيف سطروا الانجازات تلو الانجازات وما خلفته حكوماتنا المتعاقبة من مشاكل تثقل كاهل دولتنا وتؤخر من عملية تطورها،وسط حالة من الغوغائية والتعنت لدى البعض من السياسيين ورجال النفوذ والتمسك بمبادئ عفا عليها الزمن لا فائدة منها !!!
ولتجد البعض متمسك بمنصبه وكأنه خلق من اجله مما جعلني أتسال حول ثقافة المسؤولية ومدى معرفتنا بها و أتسال في انه ماذا لو ذاع الشرف والأمل في وسطنا؟ وماذا لو ظهرت بوادر التضحية على محيا البعض منا وعلى سلوكاته وتصرفاته وأقواله فكانت النتيجة أعظم وأرقى حتى أن كان وزيرا أو رئيسا أو كاتبا أو ربما معلما ؟ وماذا لو صدر أخيرا وبكل أمانة معجم للشفافية والمصداقية في تبني المسؤولية والقيام بها؟ ماذا لو ضحى كاتب أو شاعر بتأليف كتاب جديد يحوي بين سطوره كلمات البناء و التغيير ويحمل بين دفتيه عصارة الوعي بالمسؤولية؟ ولماذا نتأخر في إجلاء غبار التخلف والسمسرة وبيع الذمم والخيانة عن أعيننا، بل ونمنع الآخرين من فعل ذلك ونبقى متخندقين خلف الولاء النظري للدولة والنظام ؟.
هل نحن على ثقة بأننا لن نستطيع أن نضع القطار الجديد في سكته بنفس عقليات الماضي والتراث الغارق في الوحل والجاهلية والخوف. وعلى سبيل المثال أن كنا منتخبين هل نقدر أن نتحمل مسؤولية فئة أو جماعة انتخبنا لها ونحن نمارس المراوغة والنفاق والكذب على الذقون في زمن الفضح والوضوح أن كنا وزراء أو نواب أو في أي موقع حكومي فهل نعتقد ان ثقافة المسؤولية لدينا كافية ، متى سنتمكن في ظل اللصوصية المعلنة وغير المعلنة أن ننقذ البلاد من غرق محتمل ؟.

فقد يختلف أفراد مجتمع ما من حيث الحمولة الثقافية، إن فكريا أو سياسيا أو اقتصاديا ويختلف الوضع المعيشي الذي يعيشه كل واحد منهم تبعا للموقع الذي يمثله داخل مجتمعه، فهناك الفقير إلى حدود الموت، وهناك المتوسط في الدخل، وهناك في الأخير الغني الموسر الذي يستولي على كل أبواب الراحة والسعادة والعيش الرغيد والانتشاء والاستغلال والاستهلاك المنظم… وللأسف فهذا الأخير يمثل نسبة قليلة داخل مجتمعنا، مما يوضح بجلاء سوء توزيع الثروة بين أفراد المجتمع، فتظهر الفجوة والهوة الساحقة بين الفئة الفقيرة والفئة الغنية، بحكم أن الفئة المتوسطة التي لا تكاد تظهر داخل مجتمعنا الأردني ، ولذلك فالمحتمل هو وضعها في خندق الفئة الفقيرة بحكم الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها والتي لا تكاد تبعدها من موقع الفقر والعجز الاستهلاكي.
من هنا يظهر بوضوح أن فئة كبيرة من المجتمع تعيش حياة البؤس والفقر والتهميش فلا هي فاعلة سياسيا، ولا هي مؤثرة ثقافيا، ولا هي مدعمة اقتصاديا، ولا هي مغيرة اجتماعيا، فنجدها جد غائبة عن الساحة إما بالإغراق في ضرورات الحياة أو الأمور الاخرى ، وإما بالسكون والجمود المجتمعي الذي يبدو على أغلبها. فثقافة المسؤولية التي نريد الإشارة إليها في حديثنا هنا نجد تجسيدا لها يكاد يشبه اللعب على الحبال. فما أن يصعد أحد ما أو شخص من كلا الفئتين إلى موقع المسؤولية حتى نشعر معه بالإهانة والتماطل ونسيان الآخر فيبدأ في خدمة مصالحه ومصالح المقربين منه، سواء كان من الفئة الفقيرة أو من الفئة الموسرة والغنية.
والواقع المجتمعي في بلادنا يعطينا شيئا من المصداقية لكلامنا هذا. فالغني عندما يحقق السلطة ويرشح على رأس المسؤولية فإنه ينسى الكل وينسى الناس الذين وضعوا فيه الثقة ليحمل عنهم معاناتهم ومشاكلهم الحياتية، بينما العكس يحصل بحيث يظن أغلبية الناس أن الغني إذا وضع على رأس المسؤولية سيتعفف على المال العام بحكم غناه، فهو لا يحتاج إليه، لكنهم مخطئون إن ظنوا أن للثعلب دينا، وأنه سيأتي يوم يتعفف على مالهم ويخدم مصالحهم ويلتفت إلى مشاكلهم ومعاناتهم. وبالمثل يقع للفقير والمحتاج إن تحقق المستحيل ووضع في المسؤولية فإنه ينسى فقره واحتياجه وينسى كل ما كان يتقاسمه مع أقرانه في الحياة، فيبدأ في نخر للميزانيات بالمشاريع الوهمية، واختلاس الأموال العامة بالطرق الثعلبية ظنا منه أنه ينتقم لنفسه من كل السنين التي عاشها في الحرمان والفقر والحاجة…فهل نحن في حاجة إلى ثقافة المسؤولية فعلا؟ وهل نحن مطالبون بتغيير العقليات والأفكار الهدامة التي نحملها قبل تحمل المسؤولية وبعد مغادرتها؟.
إني لا أمل لمجتمع لا يلتفت إلى قضاياه ومشاكله، ولا يهتم بظروفه الاجتماعية والاقتصادية، فأغلب أفراد المجتمع قد ملوا الحياة السياسية وعافوا الخوض في قضاياها الوطنية وحتى مشاكلها الذاتية، لذا نجد ثقافة الخمول والتكاسل والهروب إلى الانغلاق والوهم هي السائدة، بحكم أن الناس قد يئسوا من الشعارات التي يرفعها المسئولون ويعلنونها في أحايين محددة، كوقت الانتخابات مثلا. وما الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي الذي نعيشه إلا أكبر شاهد على ما ندعي. وهكذا تموت روح المسؤولية وثقافة التعاطي مع قضايا وطنية وإقليمية ودولية لدى أغلب أفراد المجتمع. فتبقى الساحة فارغة من الفعل الثقافي والسياسي والاجتماعي إلا من شرذمة من الانتهازيين الذين باتوا يخططون إلى هكذا وضع لتخلو لهم الساحة لوضع أيديهم على مقدرات البلاد ومواردها. وما الادعاءات التي لا يتوانون عن التذكير بها في المنتديات واللقاءات المنعقدة هنا أو هناك على أن الشباب العربي عامة ينخرط كليا في السياسة والثقافة وأن المجتمع العربي فاعل ومؤثر في كل المجالات وكأن هؤلاء ينظرون إلينا على أننا نعيش في كوكب غير كوكب الأرض وأننا منعزلون في جزيرة نائية بلا إعلام ولا أخبار ولا وقائع نراها ونعيشها يوميا…
يبقى أن نقول أن على المجتمع عامة فقراؤه وأغنياؤه - ونقصد هنا كل من فيه روح الإنسانية والوطنية والقومية - النهوض بأوضاعه ومحاولة استجلاء الحقيقة المغيبة عنه من طرف أولئك الذين لا يمتازون إلا بصفات الانتهازية والاستغلال البشع للأوضاع العامة من فقر وجهل وعدم إدراك للحقائق والحقوق… وعلى المجتمع أن يعرف أن الادعاءات التي يظهرها كل من تقلد منصبا أو مسؤولية، هذه الادعاءات التي نسمعها كل يوم (الضغوطات الخارجية، نخر الميزانية، ضعف المردودية، الكساد الاقتصادي، تراجع الناتج الوطني، عدم قدرة الميزانية على الالتزام بالمطالب المشروعة، ارتفاع أسعار الواردات، ازدياد المديونية وارتفاعها….) زائفة ومردودة على قائليها بدليل أننا نرى ونسمع كل لحظة عن تعويضات لبعض المسؤولين، وزيادة في أجور البعض الموظفين الكبار وأصحاب النفوذ .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع