أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن و السعودية يؤكدان على ضرورة منع أي هجوم عسكري على مدينة رفح أنباء عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر دوري أبطال أوروبا .. 135 مليون يورو مكافأة بلوغ النهائي السعودية: 10,000 ريال غرامة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن عملية رفح ستكون محدودة بوتين توقف أثناء مراسم تنصيبه ليُصافح ضيفا بين الحضور .. من هو؟ حماس: موافقتنا على مقترح الوسطاء جاءت بعد شهور من المفاوضات تحذير أردني مصري من خطورة توسعة إسرائيل لعملياتها العسكرية في رفح الاحوال تكشف عن شروط تغيير الدائرة الانتخابية الاحتلال يقصف مقر بلدية رفح الحكومة: نظام جديد لإدارة الموارد البشرية خلال أسابيع بالاسماء .. مدعوون للمقابلة الشخصية في وزارة التربية والتعليم الأمن يداهم مقر قناة اليرموك ويغلق مكاتبها حكومة غزة : المواصي غير مؤهلة لاستقبال النازحين الأشغال تشيد بدعم الفوسفات الأردنية لصيانة واعادة تأهيل طريق معان - الشيدية بمبلغ 15.5 مليون دينار بايدن : 7 اكتوبر دليل على كراهية اليهود ريال مدريد ضد بايرن ميونخ .. هل تتحقق النبوءة المؤجلة في البرنابيو؟ لجنة فلسطين في الأعيان تصدر بيانا بشأن التطورات على الساحة الفلسطينية عائلات الأسرى: إذا كان وقف الحرب الطريق لاستعادة المخطوفين فعلى نتنياهو فعل ذلك الأردن يحمّل إسرائيل مسؤولية الاعتداء على قافلة مساعدات
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة القبس عند الحدود السورية - الأردنية (1)

من مواطن سوري إلى لاجئ!

القبس عند الحدود السورية - الأردنية (1)

16-10-2012 01:02 PM
العميد الركن حسين الزيود قائد حرس الحدود

زاد الاردن الاخباري -

منذ فترة نقوم ببعض الفعاليات لمساعدة اللاجئين السوريين العالقين عند حدود الدول المجاورة، وفي سياقها جمعنا تبرعات مختلفة من أيادي الخير في الكويت: بطانيات ومواد غذائية وأدوية، وما إلى ذلك مما يحتاجه اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري في الأردن، الذين ينتظرهم شتاء صحراوي قاس. ولذلك، كان لابد من تنفيذ استطلاع ميداني إنساني بعيدا عن السياسة وألاعيبها، والطائفية وتناقضاتها، ولكي تكتمل الصورة علينا ان نعرف بشكل دقيق الوسائل اللوجستية والتموينية التي تعينهم في هذا الظرف.

رحلتي الأولى كانت باتجاه «ذنيبة»، وهي نقطة حدودية أردنية على قمة جبلية وعرة، حيث استقبلني هناك قائد حرس الحدود، العميد حسين راشد الزيود، الذي قام بشرح كامل لعمليات إجلاء وإيواء اللاجئين السوريين الذين يمرون عبر تلك النقطة.

لتوضيح السبيل الذي يتخذه اللاجئون لعبور الحدود، لا بد من التمعن في الصورة، فالجبل على الطرف الأيمن في الأراضي السورية، والجبل المقابل على الطرف الأيسر يعتبر ضمن الأراضي الأردنية، أما الوادي الذي يفصلهما فهو نقطة عبور اللاجئين بعد نزولهم من جبل ليصعدوا جبلا آخر.

هذه المنطقة تسمى «سد الوحدة»، ومن هنا عبر أكثر من 2500 لاجئ من أصل 77 ألفاً مرّوا عبر 15 نقطة حدودية أخرى على طول الحدود الأردنية ــــ السورية منذ بداية الأزمة.

حدثنا العميد الزيود عن ترتيبات عمليات الانقاذ والإيواء، وخطورتها بالنسبة للسوريين الذين يلجأون الى الأردن عبر تلك المناطق الوعرة، وحكى لنا الكثير من الحوادث التي صادفته أثناء عمله في ذلك المعبر، وعن المآسي التي شاهدها، وبالأخص مع كبار السن والأطفال، الذين يضطرون أحيانا إلى المشي لأيام عبر الجبال بغية الوصول إلى نقطة الجيش الأردني. واستوقفته حكاية شقيقين حملا أمهما المقعدة عبر تلك الطرقات الوعرة نزولا من جبل وصعودا إلى آخر، وهي تجلس على كرسيها المتحرك.

كانت الرياح باردة وشديدة ونحن نقف فوق الجبل، فالتفت الي العميد قائلا: لاحظي أننا الآن في شهر اكتوبر هل تتخيلين كيف سيكون الطقس في ديسمبر ويناير؟ وأضاف العميد انه قلق جدا بالنسبة للأيام والشهور المقبلة، فالمنطقة ستتعرض لموجات برد قارس كالعادة ولا يستطيع تصور حال اللاجئين وهم يعبرون الوادي في الصقيع الذي سيأتي. وأقر بأن أكثر ما يحتاجه اللاجئون حين وصولهم هو البطانيات ووسائل التدفئة.. هذا بالإضافة الى الماء والغذاء.



الأسئلة الصعبة

وفي أثناء حوارنا مع العميد الزيود، حدثت جلبة بين صفوف العسكريين، وعندما سألت، أجابوا بأنهم لمحوا (عبر المنظار) أشباحا بعيدة تحاول عبور النهر الصغير باتجاه الأراضي الأردنية.

وبالنسبة للعسكريين يتحول الهدف من شبح إلى «مشروع لاجئ» في غضون دقائق، فأمتار معدودة ستحوله من مواطن سوري إلى لاجئ سوري، فهذا الإنسان الهارب من المطحنة الحقيقية، ولغاية وصوله الحدود، كل متر يقطعه يبقيه على قيد الحياة ليقطع المتر الذي يليه.



مخاطر واستنفار

ان الكتل البشرية المتدفقة قبل الحدود وبعدها، ستظل تحت خطر سقوط القذائف من الجانب السوري الذي يلاحقها، فقد سبقتنا إحداها في تلك المنطقة بالذات قبل وصولنا بساعات، لذلك شهدنا استنفار القوات الأردنية ووضعها في حالة طوارئ. حيث أعطى قائد حرس الحدود أوامره لقواته بالتوجه الى أسفل الجبل، عند نقطة الجيش لانتظار اللاجئين.

طلبت من العميد مرافقة الأفراد في السيارة، فاعتذر لخطورة الطريق، وكان محقا بطبيعة الحال، فالطريق وعرة ومستهدفة بالقصف من الجهة الأخرى. لكنه عرض عليّ الانتظار، الى حين وصول اللاجئين إلى أعلى الجبل حيث كنّا.



الانتقال إلى الحياة الجديدة

وبالفعل، انتظرت وأنا أتابع عبر المنظار تحرك اللاجئين، إلى ان وصلوا للنقطة الأردنية حيث نقلوا بالسيارات. وعند وصولهم اتجهت نحوهم حاملة مشاعر مختلطة من الخوف عليهم والفرح لسلامتهم، والغضب على من تسبب بحالهم. كانوا ثلاثة: شاب وفتاة ورجل عجوز ينوءون بحمل حقائب صغيرة مما استطاعوا حمله، تاركين وراءهم كل ما يملكون، كما أخبروني فيما بعد.

من جهتهم، سارع أفراد الجيش الى تقديم الماء والغذاء لهم، وهم يرددون «الحمد الله على سلامتكم»، بعد ذلك تم توجيههم الى مركز الإيواء الذي يحتوي على اماكن مخصصة للاستراحة، مؤلفة من بيوت جاهزة، ومزودة بغرف خاصة للنساء وأخرى للرجال، وحمامات، ومطبخ، وعيادة (كلها مقدمة من حكومة الامارات العربية المتحدة).



أسئلة اللاجئين

لقد كانت معاملة عناصر الجيش الاردني للاجئين لافتة برقيها وإنسانيتها، مما بعث في نفسي السرور. وبعد أن أمهلتهم بعض الوقت لكي يرتاحوا ويتكيفوا مع «حياتهم الجديدة»، ومسماهم الذي لم يتعودوا عليه بعد كلاجئين، قررت التحدث معهم، ليس بطريقة الصحافيين، ولكن بشكل ودّي، حيث لاحظت التوجس والريبة على وجوههم، كحال أي لاجئ في ساعاته الأولى حينما يتعامل مع الغرباء.

كانت اجاباتهم مبتسرة، قصيرة وغاضبة، رافضين التصوير بشكل قاطع. وكل ذلك اعتدت عليه خلال تعاملي مع اللاجئين في مناسبات سابقة.

وبعد انتظار، شرح صالح رحلته: «نحن من منطقة (حيط) على بعد 120 كلم. القصف لم يتوقف على قريتنا (تسيل) منذ يومين، ولم يعد بإمكاننا الصمود. كما أن والدي معتقل منذ أكثر من شهرين، ولا نعرف عنه أي شيء، أو إن كان حيا او ميتا». وأردف: انهم اضطروا الى المشي لمسافات طويلة لا يعرف طولها، ثم ركبوا سيارات ونزلوا ليكملوا طريقهم مشيا، إلى ان وصلوا لنقطة الحدود الأردنية، حيث التقطهم حرس الحدود.



غضب ورفض

أما سميرة، فقد كانت نموذجا للفتاة الضعيفة المنكسرة، وكانت علامات الخوف والذعر بادية عليها. حاولت اخفاء دموعها بتغطية وجهها بمنديل، لكن الغضب الخارج من ملامحها كان واضحا. كلما سألتها سؤالا أشاحت بوجهها عني. حاولت أن أتودد لها بقولي اني السيدة الوحيدة في هذا المكان، وان كانت تحتاج لشيء فعليها ان تكلمني قبل أن أغادر، لكنها لم تستجب. أعدت المحاولة وأصرّت على الابتعاد عني.. إلى أن صرخت فجأة في وجهي: «روحي قولي لهم.. لا أريد أن أبقى هنا. أريد أن أذهب لـ(الزعتري)». صدمت لطلبها، فسألتها عن السبب، فمعظم من في «الزعتري» يريدون الخروج منه، عندها فرت دموعها ونشجت: «لم يعد لي أهل.. كل من تبقى لي هناك في الزعتري.. أريد أن أرى من تبقى من أهلي».





لقطات

● للإنصاف، ان الأردن، حكومة وشعبا، لم يقصر في اعانة اللاجئين السوريين، مما يشكل عبئا اضافيا على الدولة. وقد شاهدت كمية التبرعات وعدد المتطوعين من الأردنيين رغم أنهم بالكاد يتحملون مصاريفهم.

● كمية المساعدات التي تصل الى الاردن من مختلف الدول والجهات كافية.. لكن مسألة الترتيبات والتوزيع والروتين تكاد تقصم ظهر القائمين على الأمر.

● المشكلة الأمنية تشكل هاجسا مقلقا للحكومة الأردنية، فلا يمكن في أي حال من الأحوال ترك 70 ألف لاجئ يصولون ويجولون في الأردن حتى من دون اوراق ثبوتية، لذلك الوضع يفرض عليهم حصرهم داخل المخيمات.

للكاتبة دلع المفتي
القبس الكويتية







تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع